تاريخ الصور الشخصية لزوجات الرؤساء الأميركيين يخبرنا بالكثير عن شخصيات عن هؤلاء "السيدات الأُول"، وعما يحاولن أن يبدين عليه.
وكان طبيعياً المقارنة بين هؤلاء السيدات، مع نشر صورة شخصية جديدة لميلانيا ترامب، على موقع البيت الأبيض، الثلاثاء 4 أبريل/نيسان، وإلى جانبها عبارات دعائية تفيض بالمشاعر المبالغ فيها.
تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية عَقد مقارنة بين الصور الرسمية لزوجات الرؤساء الأميركيين.
ميلانيا ترامب – التقط الصورة ريجين ماهاو (2017)
تُذكِّرنا هذه الصورة بأن عارضة الأزياء السابقة "قد عملت مع بعضٍ من أهم مصوري الفوتوغرافيا في صناعة الأزياء والموضة".
لكن، لم يكن أيٌّ من هؤلاء المصورين متاحاً لأداء هذه المهمة على ما يبدو. وقد حظي بهذا الشرف المصور ريجين ماهاو، الذي شملت أعماله السابقة تصوير ترامب برفقة ابنه بارون وزوجته ميلانيا وهو يلهو في شقة لامعة، وقد نُشرت الصور في مجلة "فانيتي فير".
وفي محاولةٍ من الإدارة الأميركية لإظهار مدى إلمام عائلة ترامب بأسلوب الحياة العصرية، بدت الصورة الأخيرة للسيدة الأولى أقل صورها رعباً.
إن الوضعية التي وقفت بها ميلانيا أمام عدسة الكاميرا، عاقدةً ذراعيها يبدو عليها الحزم، تشبه للغاية صورة سيركا، التي كانت أحد حكام برنامج إكس فاكتور في 2007، وعلى نحوٍ مثيرٍ للقلق، الأمر أشبه بإعداد موقع تصوير للسيدة الأولى ضمن برنامج تلفزيون الواقع الرئاسي.
وكان استخدام التركيز البؤري غير الحاد لعدسة الكاميرا، وهي تقنية تستخدم لإنتاج صورٍ غير حادة أو تبدو ضبابية بعض الشيء، لإكسابها طابعاً رومانسياً وحالماً، لتصوير ميلانيا أمراً أكثر غرابةً.
يلقى استخدام هذه التقنية رواجاً هذه الأيام، وهو ما يمكن ملاحظته في أجواء تصوير مجموعة أزياء ربيع وصيف العام الجاري 2017 لشركة سيلين، والذي وظَّف خلالها المصور يورغن تيلر هذا الشكل الضبابي الانسيابي للصور، لإكسابها طابعاً حانيٍاً إلى الماضي.
وتظهر هذه التقنية كذلك في صور الممثلة والعارضة الأميركية كيم كارديشيان، التي يغلب عليها الطابع الفني بشكلٍ يدعو للسخرية، والمنتشرة عبر حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي. لكن صورة ميلانيا، ذات المظهر الأملس، تقطع أي صلة لها بما هو رائج حالياً، وتبدو ببساطة وكأنها صورٌ استعيدت من كبسولةٍ زمنية، دُفِنَت في مكان ما في عام 1980.
ميشيل أوباما – التقط الصورة جويس بوغوسيان (2009)
تعد صورة ميشيل أوباما نموذجاً مثالياً لأسلوب التسويق البصري، فهي تبتسم وتظهر بلا حرّاس، وتُرحِّب بنا إلى عالمها في البيت الأبيض.
تدعم ميشيل مصمم الأزياء الأميركي مايكل كورز، عبر ارتداء فستان عصري بدون أكمام من تصميمه، وتضيف لمسةً مُبهجةً للفستان بارتداء عُقدٍ مزدوج من اللؤلؤ. ورغم صعوبة فهم هذا الآن، فقد أحدثت هذه الصورة الشخصية جلبةً ولغطاً حينها، لأن السيدة الأولى وقفت وذراعاها مفتوحتين، ما اعتبر البعض أنه مظهرٌ يفتقد للطابع الرسمي والجدي. (من الواضح، أننا لم يكن لدينا ما يكفي من المشكلات لنشغل بالنا بها في 2009).
لورا بوش – التقط الصورة كريسان جونسون (2005)
تعد الزهور عنصراً متكرراً في الصور الرسمية للسيدة الأولى. وتحمل الزهور معنى رمزياً واضحاً، يتعلق بالدور التقليدي للسيدة الأولى، الذي يغلب عليه مهام "القوة الناعمة" التي تتسم بطابعٍ نسائي نمطي.
والجدير بالذكر أن جاكلين كينيدي، كانت أول سيدة أولى تُعيّن مُنسق زهورٍ للبيت الأبيض، بينما لم تولِ إليانور روزفلت اهتماماً بالأمر لهذه الدرجة.
تتمتع الصورة بمظهرٍ انسيابيٍ ولامع بالفعل. إنها السيدة الأولى وقد بدت كصديقةٍ للأمة، تجلس بارتياح على الكرسي، وترفع أحد حاجبيها بشكلٍ فضولي على غرار شخصية جيسيكا فليتشر في مسلسل الدراما Murder She Wrote، الذي تدور أحداثه حول تحقيقات الجرائم.
هيلاري كلينتون – التقط الصورة جيفري ماركويتز(1994)
رغم أن خلفية الصورة كان يظهر بها قدرٌ أكبر من الزهور اليانعة والمُنسَّقة، لم تكن هيلاري تنوي التخلي عن مستقبلها المهني من أجل أداء المهام التقليدية للسيدة الأولى مثل تقديم الشاي ورقائق البسكويت.
كانت هذه الصورة بعد وقتٍ قصير من اندلاع ردود أفعال عنيفة ضد تعليقاتها الشهيرة بهذا الشأن. وتعود هذه التعليقات إلى تسعينات القرن الماضي، عندما ردت هيلاري بسخرية، على اتهام كلينتون بمحاباة زوجته عبر تقديم عقود لشركة المحاماة الخاصة بها، بأن قالت إنها لا تنوي الجلوس في البيت لتقديم الشاي والبسكويت.
إنها لقطة رائعة، إذ تبدو نظرتها ثابتةً، وابتسامتها واثقةً، وقوية، وعطوفة. هكذا يبدو الرؤساء بكل تأكيد.
باربرا بوش – التقط الصورة ديفيد فالديز (1989)
لقد كانت السيدة الأولى عندما كان بوش الأب رئيساً، والسيدة الثانية عندما كان زوجها نائباً للرئيس، ثم أصبحت أم الرئيس عندما تولى بوش الابن الحكم. إن باربرا بوش خير نموذجٍ لتقاليد المؤسسة الرئاسية.
لقد أدت الدور التقليدي للسيدة الأولى الداعمة لزوجها. وكانت تحجم عن التواجد في بؤرة الأحداث لدرجة جعلت العثور على صورةٍ رسمية واحدة لها، خلال أيامها بالبيت الأبيض، مهمةً صعبةً للغاية. لكن لدينا هذه الصورة.
كان معروفاً عن باربرا عدم اهتمامها بمجاراة صيحات الموضة، لكن ملابسها كانت تعكس المكانة، والمال، والسلطة: الفستان الأبيض، والعقد المصنوع من اللؤلؤ، والأقراط الماسية الأخَّاذة.
نانسي ريغان (1981)
لم تتسم أزياء نانسي ريغان بأيٍ من صيحات الموضة الشائعة في وقتها- ولا حتى خلال لقائها بالممثل البريطاني لي ماكدونالد، الذي أدى شخصية زامو في مسلسل Grange Hill. لكن هذه الصورة تعد أكثر صورة شخصية، تغلب عليها صيحات الموضة، بين جميع صور السيدات الأول.
فقد ظهرت في الصورة مرتدية قميصاً من طراز غوتشي، وتنورة متوسطة الطول تحمل طابع القوة الناعمة. وتوحي اليدان المتشابكتان لنانسي بالود والتواضع.
ويوحي الكادر الواسع للصورة، الذي يظهر من خلاله الحوائط الحمراء واللامعة للغرفة، بأنها لا تخاف ولا تخجل من إظهار الفخامة التي تحيط بها. إنه مشهد جماليٌّ يبعث السرور في النفس. لكن هل يجعل هذا منها شخصية عصرية؟ هذا هو السؤال الذي سأجيب عنه بـ: لا، حسب معد تقرير الغارديان.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.