هل النوم جزء من مهمة الحياة؟

لعل النقطة الجوهرية التي ينظرُ لها الإنسان هي أن يعمل وأن يشغل وقْته بأي شيء أحب هذا الشيء أم لم يحبه، وربما غفل عن جانب الحب الذي يُعد هو الجوهر في العمل والحياة بأكملها، أن تذهب إلى عملك وأنت تتلهف للبدء به، وتود ألا ينتهي هذا اليوم؛ لأن شغفك بالعمل وصل منتهاه، كالذي يلتقي بحبيبته ويود ألا يفارقها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/02 الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/02 الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش

حينما تبدأ تعشق الكلمات في نفسك وتصبح الكتابة صديقة عزيزة على فؤادك، ستستيقظ يوماً على صدى كلمات رائعة، كلمات قد ألهمتَ لكتابتها وأنت في الموتة الصغرى، فرق بين أن تَخلدَ إلى النوم وأنت قد شعرت بإتمام المهمة، وبين أن تخلد إليه وفي خلجات نفسك مهام تود أن تنجزها، كعادة الأيام أستيقظ نهاراً، حاملاً حقيبتي المليئة بالصحف والكتب، ولا شك أن أحمل فيها الكتب؛ لأنها زادي وأُنسي عند وحشتي، ويمضي جزء من اليوم في العمل، ثم أرجع إلى حجرتي لأخذِ سِنةِ من النّوم، تتحوّلُ بعض الأحيانِ إلى سَنةِ.

وهذا ما أحاولُ أن أتحررَ منْهُ قريباً، ثم أقضي ما تبّقى من النّهارِ ما بين قراءة وتحضير دروس للغد، لكن وهنا النقطةُ الفارقةُ عندما تضع رأسك على الوسادة هل تنام لتستيقظ على يوم آخر يشبه إخوانه الذين سبقوه في الضياع والغفلة؟ أم أنك تستيقظ في اليوم الثاني وأنت تحمل بين يديك مشروعاً أو فكرة أو عملاً، تصلح جزءاً مما دمره أعداء البشر، ولا شك فإن البشر أصبح جزء منهم لا يفترِقون عن الوحوشِ الضارية قيدَ أُنملةٍ.

استيقظت كالعادة مبكراً، ولكن هذه المرة كان الاستيقاظ مختلفاً تماماً، استيقظت وما زال في ذهني بقايا الحديث الذي كنت أتحدثهُ في الرؤيا، ما زالت الكلمات ترن في أذني كأني أسمع وأرى الأشخاص الذين أتحدث معهم رأي العين، ولعل الرؤيا كانت في مقترح من أحد الأقارب، وهو يدعوني لحضور دورة في تخصص معين، وأنا أرفض بشدة؛ لأن مجالها لا يتناسب ولا يتقارب مع رؤيتي وهدفي، وهو يدعوني وأنا أرفض ذلك، ثم قلت وكأنه آخر حديث قبل أن أستيقظ: هل الواجب عليَّ أن أدخل في كل مجال، أم أني أعمل في مجال أحبه وأحسن فيه؟ ثم إننا خلقنا لأداء مهمة في الحياة، وبالتأكيد مهمة واحدة لها وسائلها وأهدافها، ثم إننا لن نستطيع أن نقوم بكل شيء، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ولعل في الوسع معاني كثيرة، منها ما تحسنه وما تحبه، وما تبدع فيه، وما تنسى نفسك عند القيام بعمله، فما لا ينطبق عليه هذا فهو من وسع غيرك، ولا ينبغي للإنسان أن يعمل في غير ما يُحسِن أو يحب.

لعل النقطة الجوهرية التي ينظرُ لها الإنسان هي أن يعمل وأن يشغل وقْته بأي شيء أحب هذا الشيء أم لم يحبه، وربما غفل عن جانب الحب الذي يُعد هو الجوهر في العمل والحياة بأكملها، أن تذهب إلى عملك وأنت تتلهف للبدء به، وتود ألا ينتهي هذا اليوم؛ لأن شغفك بالعمل وصل منتهاه، كالذي يلتقي بحبيبته ويود ألا يفارقها.

من كل ما تقدم أود أن أختم الموضوع بإشراقات مهمة:
1- لا تضع رأسك على وسادتك إلا وأنت تفكر بشيء تريد إنجازه لتنتفع منه الإنسانية.

2- قلل قدر المُستطاع من النوم، فمن أدمن وضع رأسه على الوسادة فاته الكثير من شرف السيادة.

3- اعمل في دائرة ما تحسن، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ولا تنسَ أن "بإمكانك أن تغير العالم أجمع، بإمكانك أن تعيد بناءه، بإمكانك أن تفعل ذلك ما دمْتَ تؤمن أنه بإمكانك ذلك"، فأنت السيد في هذه الأرض.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد