جدد حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض لحن الأغنية الرسمية لحملته ضد التعديلات الدستورية الجديدة في البلاد مستخدماً لحناً لأغنية غنتها مطربة تركية ومجموعة من الفنانين في بلدان مجاورة أبرزهم الفنان السوري دريد لحام.
الأغنية التي يعرفها العالم العربي بـ "فطوم فطومة" والتي قدمها الفنان السوري دريد لحام في فيلم صح النوم عام 1975، سبق وقدمتها الفنانة التركية إيمال صاين خلال مشاركتها في الفيلم الكوميدي"الخرزة الزرقاء" برفقة نخبة من نجوم الفن في تركيا في العام 1974.
وتتحدث الأغنية التركية عن الحب، وتقول "كل شخص بحاجة لأن يحب ويُحب، كن صديق مع الجميع، فالعمر يمرّ ببطء.
وحققت الأغنية آنذاك نجاحاً كبيراً دفع العديد من الفنانين في العالم لاستخدام لحنها وتغيير كلماتها للغات مختلفة وأبرزها العربية والأرمنية وغيرهما.
أما الأغنية العربية "فطوم فطومة" يغينها اللحام ضمن دوره غوار الطوشة وهو ملقى بالسجن متحسراً على فطومة التي يحبها، مستخدماً كلمات سورية عامية يروي من خلالها ما آلت إليه حاله من حبّها الكبير ويختم أغنيته بقوله أنه يحبها باللغة التركية.
النسخة التركية
ووفقاً للصحف التركية فإن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كاليتشدار أوغلو، اختار تجديد الأغنية ووافق على كلماتها الجديدة بعد أن قُدمت له عدة ألحان أثناء التحضيرات التي سبقت إطلاق حملة الحزب ضد تعديل الدستور.
ويقول مطلع الأغنية الجديدة التي أطلقها الحزب "وحده المعصوم عن الخطأ الله، لا ستكون إن شاء الله" في إشارة لنتيجة الاستفتاء المرتقب. وتطالب كلمات الأغنية الأتراك بضرورة التصويت بـ "لا" ضد التعديلات الدستورية، واعدة إياهم بمستقبل أفضل في حال فعلوا ذلك.
النسخة التي أداها دريد لحام
وفي ظل المنافسة الشديدة هذه المرة، يفتقد حزب العدالة والتنمية، إيرول ألوتشاك العقل المدبر لحملاته الإعلانية خلال السنوات الماضية وصانع صورة أردوغان التي رآها العالم، بعدما قتل خلال تصديه لمحاولة الانقلاب التي قادها عدد من قادة الجيش في الخامس عشر من تموز/يوليو 2016، في إسطنبول.
وتزدحم الشوارع التركية هذه الأيام بالتجمعات المساندة والمعارضة لتطبيق التعديلات الدستورية الجديدة المزمع الاستفتاء عليها في السادس عشر من أبريل/نيسان 2017.
أغنية حزب الشعب الجمهوري الرسمية في حملته ضد التعديلات الدستورية واختار حزب العدالة والتنمية الحاكم أغنية حماسية و"من أجل تركيا قوية" شعاراً لحملته.
ويترقب الأتراك نتيجة الاستفتاء بفارغ الصبر نظراً للمنافسة الشديدة التي تشهدها البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية. وتمكن حزب العدالة والتنمية الحاكم من تمرير مشروع التعديلات الدستورية داخل البرلمان بعد أن نجح في إقناع قادة حزب الحركة القومية المعارض بالتصويت لصالح المشروع.
وساهمت محاولة الانقلاب الأخيرة في سرعة تمرير التعديلات الدستورية الجديدة، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده بحاجة لدستور يمكنها من محاربة أعدائها بفعالية أكبر وهو ما ساهم في إقناع حزب الحركة القومية المعارض بدعم الخطوة.