قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها ستنشر قريباً تسجيل فيديو يُظهر مقاتلين من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) "وهم يسوقون مدنيين إلى مبنى في مدينة الموصل العراقية ثم يطلقون النار من المبنى"، وذلك في أحدث رد من جانبها على انتقادات انهالت عليها عقب انفجار آخر يُعتقد أنه أوقع عشرات القتلى المدنيين.
وكان الجيش الأميركي قد اعترف بأن التحالف الذي يقوده، ربما كان له دور في الانفجار الذي وقع في 17 مارس/آذار، لكنه قال إن المسؤولية يُحتمل أن تقع أيضاً على تنظيم داعش.
وقال مسؤولون محليون وشهود عيان، إن ما يصل إلى 240 شخصاً ربما يكونون قد لقوا حتفهم في حي الموصل الجديدة عندما تسبب انفجار في انهيار مبنى ودفن أسر تحت أنقاضه.
ودعت منظمة العفو الدولية، كما دعا البابا فرنسيس، إلى توفير حماية أفضل للمدنيين المحاصرين داخل مناطق القتال بالعراق.
ولا ينشر البنتاغون عادةً صوراً أو تسجيلات مصورة من مواقع العمليات. لكنه اضطر إلى ذلك هذا الشهر بعدما نفى ضرب مسجد في سوريا وأذاع صورة من الجو؛ ليظهر أن المسجد كان سليماً. ويجري التحقيق في الواقعة.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش، للصحفيين، إنه "يسعى لرفع السرية عن تسجيل مصور يُظهر متشددين وهم يسوقون مدنيين إلى مبنىً بغرب الموصل استخدموه طُعماً يغري التحالف بالهجوم".
وقال الكولونيل جوزيف سكروكا، الخميس 30 مارس 2017: "ما يحدث الآن، ليس استخدام المدنيين كدروع بشرية.. لأول مرة نكتشف هذا من خلال تسجيل مصور الخميس؛ إذ أرغم مقاتلون مسلحون من داعش مدنيين على دخول مبنى وقتلوا واحداً أبدى مقاومة ثم استخدموا ذلك المبنى كموقع قتال ضد (وحدة مكافحة الإرهاب)".
وأضاف أن "أساليب (الدولة الإسلامية) استلزمت تعديلات في الإجراءات، وأن نحو 1000 من مقاتلي التنظيم ما زالوا غرب الموصل"، حسب قوله. لكنه لم يعطِ تفاصيل عن هذه التعديلات، وقال إنه تم فتح تحقيق شامل بشأن الضربات في 17 مارس.
وكان اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند، قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، قد قال للصحفيين، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف الثلاثاء الماضي، إنه "من المحبط بعض الشيء" أن الأسئلة المثارة خلال المؤتمر تركز على الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة.
وقال: "داعش يذبح عراقيين وسوريين بشكل يومي. داعش يقطع الرؤوس. داعش يطلق النار على الناس".
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى المرتفع بين المدنيين في الموصل يعني ضمناً أن قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، فشلت في اتخاذ الاحتياطات الكافية للحيلولة دون سقوط قتلى بين المدنيين.
وقال البابا فرنسيس الأربعاء، إن "من الحتمي والمُلحِّ" حماية المدنيين في العراق. وأضاف مخاطباً عشرات الألوف في خطبته الأسبوعية بميدان سان بطرس، إنه "قلق بشأن السكان المدنيين المحاصرين في أحياء غرب الموصل".