ربما يكون اليوم فرصة نستحضر فيها كم عانين من أجلنا، كم تحمَّلن من أجل سماع صوت صرختنا التي تلت مخاضاً يضاهي كسر العظام، لكن الاستحضار وتعديد التضحيات لا يعني شيئاً، ما دام لا شيء يجعلنا نرد ولو جزءاً صغيراً من عطائهن.
هن المدرسة التي درست لنا الوفاء والعطاء، هن الحنان الذي يجعلنا على قدرة لتجاوز الصدمات، هن الحضن الذي نفكر فيه بعد سقوطنا في مطبات الحياة.
كيف لنا تَكْرِيمُهُنَ في هذا اليوم، والبدوية تتحسر وهي ترى فلذات كبدها يقطعون كيلومترات من أجل الوصول للمدرسة؟! كيف لنا تَكْرِيمُهُنَ وبعضهن يتحسرن على أبنائهن الذين وضعوا نصب أعينهم الوصول للضفة الأخرى هرباً من البطالة؟! كيف يكون تَكْرِيمُهُنَ ومنهن من يضعن في أبواب المستشفى؟
رجاءً كرّموا الوطن لتُكَرَمَ الأم.
كيف نكرمهن وبعضهن في دور العجزة يتحسرن على ماضٍ أفنينه في خدمة أبناء اختاروا حياة وهمية وتركوهن وهن الحياة الحقيقية؟! كيف نكرمهن وبعضهن يحملن أطناناً من الحطب في الريف والأطلس رغم تقدمهن في السن؟
رجاء كرّموهن فهن الحياة ولا حياة بدونهن.
إلى سيدة حياتي.. يمر يومك العالمي هذه السنة وأنت بعيدة عني جغرافياً نعم، وجدنياً لا، أشتاق لسماع صوت خطواتك فجراً قادمة نحوي لتتفقدي حال غطائي.
فعلاً أنا عاجز عن وصف شعوري وأنا بحاجة إليكِ، أمضي أياماً عصيبة مع حالة صحية لا يستطيع طبيب تشخيصها، وأنا على ثقة أن لمسة من يديكِ تمسح دموع حسرتي، ستجعلني دون الحاجة لا لطبيب ولا لدواء.
ضاقت الدنيا بي، وزادت ضيقاً وأنت لست بجانبي، أمضي اليوم محاولاً نفض غبار الهمّ عني، لكن العجز يسكنني عندما أتذكر أنني سأدخل المنزل ولن أسمع صوتك.
أستغل اليوم لأعتذر منكِ، عن كل طيش اقترفته رغم أني متأكد أنه لن ينال إعجابكِ، عن كل طلب رفضته مهما كان السبب، أريد أن أصرخ بأعلى ما أملك من جهد ليسمعني العالم، وأنا أقول: أحبكِ.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.