"إياك نحب وإياك نستعين" قرأت هذه العبارة في أحد الكتب الجميلة في إحدى الليالي الهادئة، فكانت نصيبي من الحب في ذلك اليوم.
نعم إياكَ نحب يا الله، وبك نستعين على هذا الحب، فلا عبادة بلا حب، ولا حب بدون قلوب تنبض بحبك كل يوم، ولا جمال في الكون بدون أن نشعر بكل هذا في داخلنا يومياً فنقف غير قادرين على الوصف مستسلمين عاجزين عن الشكر.
المحب عندما يقرأ إياك نعبد وإياك نستعين يقرأها بقلبه، يقرأها بحب، وكل خلية في جسمه تشعر بهذا الحب، نعم يا الله فنحن نحبك فنعبدك، ونستعين بك على هذا الحب، على هذا الجمال.
إن أردنا التغيير فعلينا بالحب، وإن أردنا الدنيا فعلينا بالحب، وإن أردنا الآخرة فعلينا بالحب، وإن أردنا الكل فعلينا بالحب والوعي معاً.
علينا أولاً أن نتعلم ونعي كيف نحب حقاً، علينا أن نمسح الغبار المتراكم على هذه الكلمة لنعيش حقيقتها، أن نجردها من كل المفاهيم التي اكتسبناها وسمعناها وقرأناها من هنا وهناك، فليس هناك وصفة للحب، الحب هو أن تعيش الحب وفقط، أن تعيشه بحبك ورغبتك في أن تعيشه أولاً، أن تعيش الحب بعفويتك وبراءتك، أن تعيشه بدون أفكار ولا تصنيفات ولا تعريفات أن تستسلم له، فحقيقتك تعرفه جيداً ولا تحتاج أن تتعرف عليه خارجاً أو تقرأ عنه، بل عليك أن تقرأ نفسك، فهو موجود في داخلك، لكنه تعرض للتشويه بقصد أو بدون قصد بوعي أو بدون وعي فقد تشوه الحب وعلى جميع مستوياته في مجتمعاتنا، بيننا وبين خالقنا في الأسرة بين الإخوة، بين الأقارب، بين الأزواج في العلاقات العاطفية، في العمل في المدارس في كل شيء.
أصبحنا نخافه، نخاف الحب، وكيف يجتمع متناقضان في جملة واحدة؟ ففي الحب لا وجود للخوف، وفي الخوف لا وجود للحب.
علينا أن نتعلم وبوعي كيف نقرأ أنفسنا أولاً ونتعرف عليها..
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"، "إلا من أتى الله بقلب سليم".. هذه الجمل هي المفاتيح الرئيسية لحقيقتنا ولدواخلنا، وهي نقطة البداية والنهاية في نفس الوقت.. والبقية لتعاش أكثر منها لتكتب.
اللهم إياك نحب بقلوبنا كلها، وإياك نعبد بكل صور العبادات، وبك نستعين على بلوغ هذا الحب وهذا الجمال.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.