مع توافد القادة العرب لحضور القمة العربية الثامنة والعشرين في الأردن، تراجعت احتمالات حضور ملك المغرب محمد السادس للقمة، كما أشارت معلومات سابقة.
وبدأت الجلسة الافتتاحية للقمة بدون ظهور العاهل المغربي، بعد أن تكهَّنت تقارير صحفية بأن محمد السادس سيكسر تقليداً ملكياً مغربياً يعود لـ12 عاماً، بعدم حضور القمم العربية، والاكتفاء بإيفاد مبعوث بدلاً منه، بل بلغ هذا التقليد ذروته حينما اعتذرت الرباط عن استضافة القمة العربية السابعة والعشرين، مما أدى لنقلها لموريتانيا.
وخلت الصورة التذكارية التي التُقطت للقادة العرب قبل افتتاح قمة الأردن من الملك المغربي.
ولَم تشر وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا للعاهل المغربي ضمن القادة الذين استقبلهم الملك الأردني، كما لم يظهر محمد السادس في البث المباشر الذي التُقط للقاعة التي ستُعقد بها القمة قبيل الجلسة الافتتاحية، بل ظهر بدلاً منه وزير الخارجية صلاح الدين مزوار.
وقال موقع "عمون" إن الأردن لم يُبلغ رسمياً باعتذار ملك المغرب محمد السادس عن المشاركة في أعمال القمة العربية.
ونقل الموقع عن مصدر رفيع المستوى أن طائرة ملك المغرب من المقرر أن تصل بعد ظهر الأربعاء، 29 مارس/آذار 2017، مشيراً إلى أن المغرب أوصل رسالة مفادها أن الملك محمد السادس لن يصل قبل الجلسة الافتتاحية، وموعدها الساعة العاشرة والنصف.
ولم يؤكد المصدر المسؤول نبأ اعتذار ملك المغرب، قائلاً: خبر الاعتذار مصدره وسائل إعلامية فقط حتى هذه اللحظة.
وأضاف المصدر أن جميع الزعماء والقادة العرب وصلوا باستثناء ملك المغرب.
وتناقلت وسائل إعلام ووكالات إخبارية نبأ اعتذار ملك المغرب عن مشاركته بحضور القمة.
تقليد قديم
وكان مصدر أردني رفيع المستوى قد قال لـCNN بالعربية، الثلاثاء 28 مارس/آذار 2017، إن العاهل المغربي الملك محمد السادس سيشارك في الدورة الـ28 من القمة العربية العادية.
وقال التقرير إنه إذا شارك الملك محمد السادس في القمة، يكون قد أنهى غياباً شخصياً مطولاً عن هذا الحدث العربي، إذ لم يشارك العاهل المغربي في القمم العربية منذ عام 2005، وكان يمثله في أكثر من قمة شقيقه الأمير رشيد، أو شخصيات سياسية أخرى كرئيس الحكومة.
وسبق للمغرب أن رفض خلال عام 2016 استضافة القمة العربية وأعلن في بيان لخارجيته أن انعقاد القمة في هذه الظروف سيكون "مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن بين دول العالم العربي"، ونُقلت القمة بعد ذلك إلى موريتانيا.
وزار العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، المغربَ خلال الأيام الماضية القليلة، في زيارة أكد فيها الجانبان حرصهما على تنمية العلاقات بينهما، ممّا قد يكون عاملاً في عودة ملك المغرب للمشاركة في القمة العربية بدعوة من العاهل الأردني.
ويشارك في قمة الأردن عدد أكبر من القادة ورؤساء الدول، عكس ما جرى في قمة موريتانيا العام الماضي التي حضرها ثمانية قادة فقط.
غير أن مصادر أكدت لقناة "RT" الروسية عدم وجود الملك المغربي محمد السادس ضمن الوفود المشاركة في القمة العربية في الأردن.
وأفادت وسائل إعلام مغربية في وقت سابق، بأن الملك محمد السادس ألغى مشاركته في اجتماع العرب في الأردن، في آخر لحظة، لأسباب ما زالت مجهولة.
ونقل موقع "اليوم 24" المغربي، عن مصدر دبلوماسي، أنه سيتم تعيين شخصية سامية لتمثيل المغرب في القمة العربية في الأردن.
وكانت صحيفة "هسبرس" المغربية قد ذكرت أن طائرة العاهل المغربي لا تزال رابضة في مكانها، ولن تقلع، الثلاثاء 28 مارس/آذار 2017، صوب مطار الملكة علياء الدولي، حسبما نقل عنها موقع آرم نيوز.
ولم تذكر الصحيفة المغربية تفاصيل حول إلغاء حضور الملك أو تأكيده، مكتفية بالقول إن "الجالس على عرش المملكة لن يتوجّه الثلاثاء إلى الأردن"، خلافاً لما أفادت به مصادر إعلامية الإثنين.