أطلق قاضٍ مكسيكي سراح شاب ثري من تهمة الاعتداء الجنسي على فتاة قاصر، لأنه لم يستمتع.
ويُعد دييغو كروز، البالغ من العمر 21 عاماً، واحداً من ضمن أربعة شباب ينتمون لعائلات مشهورة في ولاية فيراكروز الساحلية المكسيكية، والذين أُطلِقَ عليهم اسم "الخنازير" على الشبكات الاجتماعية، بعد اتهامهم بخطف زميلتهم المدرسية إثر مغادرتها لحفل العام الجديد، في الأول من يناير/كانون الثاني 2015.
وحكم القاضي أنُوار غونزاليس، ببراءة كروز في محاكمة علنية عُقِدَت، الإثنين الماضي، 27 مارس/آذار 2017، بالرغم من "الإمساك بصدر المجني عليها ولمس مناطقها الحساسة بأصابعه، إلا أنه فعل ذلك بدون نية شهوانية- وبالتالي ليس مذنباً"، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويبدو أن القاضي غونزاليس من أصول عربية، حسبما أشارت بعض التغريدات على تويتر.
Anuar, en árabe, significa "el iluminado". Anuar González Hemadi, en español, significa régimen putrefacto y asesino. https://t.co/IAsNSpmcB7
— Jaime Aviles (@Desfiladero132) March 29, 2017
وجد غونزاليس أيضاً أنه برغم إرغام المجني عليها -البالغة من العمر 17 عاماً وقت الحادث- على ركوب سيارة أحد المعتدين، إلا أنها لم تكن "عاجزة" تماماً. حيث وُجِّهَت تهمة انتهاك المجني عليها جنسياً لاثنين من المتهمين الثلاثة الآخرين.
أطلقت تبرئة كروز، الذي هرب إلى إسبانيا ثم سُلِّمَ إلى المكسيك موجةً من الغضب بين نشطاء حقوق الإنسان، وعزَّزت الاعتقاد بأن النافذين مادياً وسياسياً فوق القانون.
قالت استيفانيا فيلا باربرا، الناشطة في قضايا النوع الاجتماعي، التي تعمل في قسم الدراسات القانونية بمركز التدريس والبحث في الاقتصاد: "لقد لمسها بشكل جنسي، ولكن لأنه لم يستمتع، فلا يُعتَبَر هذا عنفاً جنسياً؟". وأضافت: "بالرغم من عدم وجود استمتاع في الجريمة، فلقد فعلوا ذلك بغرض الإذلال. لقد لمسوها وآذوها، ولكن القاضي يرى أنه طالما لم تكن النية هي الاستمتاع فلا يُعد هذا اعتداءً جنسياً. لا جدال حول الحقائق. إنه ليس كلاماً مجنوناً، إنه حكم قاضٍ، وهو يقول إنه إن لمسك أحدٌ رغماً عنك، فربما لن يُعد هذا اعتداءً".
أثارت قضية الخنازير سخطاً واسعاً في المكسيك؛ لأنها حدثت في ولاية فيراكروز الساحلية، التي أصبحت مؤخراً رمزاً لفشل الدولة المكسيكية في إظهار سيادة القانون.
وفي ظل تصاعد حدة المعركة بين الفصائل الإجرامية، اختفت آلاف النساء من الولاية في وقتٍ مبكر من هذا الشهر. حيث اكتُشفت أكثر من 250 جمجمة بشرية، في مكان يُعتقد أنه مقبرة سرية لعصابة مخدرات. وفي الوقت ذاته، اتُّهم خافيير دوارت، محافظ الولاية السابق، باختلاس مبالغ ضخمة من المال العام.
أصبحت قضية الخنازير مثالاً على تفشِّي ظاهرة إفلات النخبة المكسيكية من العقاب.
وبعد مرور خمسة عشر شهراً على الحادث، وَصَفت المجني عليها محنتها في منشورٍ عامٍ على موقع فيسبوك، في محاولة واضحة لفضح السلطات، إذ كتبت: "ليس هناك ما أندم عليه. كنت أشرب وأذهب إلى الحفلات وأرتدي التنانير القصيرة مثل أية فتاة في مثل سني، فهل أستحق أن يُصدر الناس أحكامهم عليَّ وأن يحدث لي كل ذلك؟".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.