هل سألت نفسك يوماً ما وأنت تستخدم شبكات الإنترنت هل "جوجل" و"بايدو" وغيرهما من محركات البحث تسيطر على شبكة الإنترنت؟ أم أن هناك عالماً آخر في شبكة الإنترنت؟ ستفاجئك الإجابة؛ لأن كل محركات البحث تمثل 16% فقط من محتوى شبكة الإنترنت؛ حيث تتكون شبكة الإنترنت من طبقات لا يعرفها المستخدم العادي، أو حتى المحترف، فقط يعرفها متخصصو الإنترنت، كما يصعب الوصول إليها من خلال محركات البحث المتعارف عليها، ويطلق عليها اسم شبكة الإنترنت العميقة أو deep web.
وتعتبر شبكة الإنترنت العميقة الأكثر خطورة على المجتمع؛ لأنه من خلالها يتم اختراق كل ما هو مخالف للقوانين، مثل صفقات بيع الحسابات الإلكترونية التي تم اختراقها والحصول على البيانات الشخصية من خلالها واستغلال ذويها، أو عمليات بيع وشراء مثل صفقات السلاح والآثار، وبيع الأطفال القصر، وغيرها من التجارة المحرمة دولياً، من أجل الربح السريع.
لا يتم استخدام أي عملة من المتعارف عليها في شبكة الإنترنت العميقة، ولكن يتم التعامل بعملة "البتكوين" فى جميع الصفقات، وهي عملة تم إنشاؤها من قِبل مستخدمي شبكة الإنترنت العميقة وتكون مشفرة، وتبلغ قيمة "البتكوين" نحو 400 دولار أمريكي؛ لذلك يمكننا تقسيم شبكة الإنترنت إلى ثلاث طبقات:
الأولى هي الطبقة السطحية، وهي التي نتعامل معها وبها محركات البحث المتعارف عليها، والثانية هي الطبقة البينية وهذه لا تحتوي على أي معلومات مخالفة للقانون، والثالثة هي العميقة.
وبما أنها شبكة عميقة مخالفة لكل القوانين، فمن الطبيعي أن تستخدم بروتوكولات غير متعارف عليها، فشبكة الإنترنت المعتادة تستخدم بروتوكول http، وتستخدم امتدادات مثل .com، أو.net؛ للوصول إلى كافة المعلومات والبيانات التي قد نبحث عنها، على عكس الشبكات العميقة تستخدم نطاقات أخرى مثل .onion، أو .bit، فهى شبكة سرية بين أطراف يثق كل منهم فى الآخر، ولا يسمح بدخول شخص جديد على مثل هذه المواقع إلا إذا كان موثوقاً فيه؛ لذلك إذا كنت ترغب فى استخدامه عليك تحميل المتصفح "The Onion Router"؛ لتبدأ جولة فى شبكة الإنترنت العميقة.
لكن يبقى السؤال الحقيقي: مَن الذي قام بإنشاء هذه الشبكة؟ ومتى يمكن أن نضع حداً لكل هذه الاختراقات؟
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.