اسمع لجسمك

والحقيقة بعيداً عن الأبحاث والدراسات، شوف نفسك بعد ما تعمل شوية تمارين رياضية أو تحضر فصول زومبا مثلاً أو أي نوع رقص أو حركة، بتلاقي مودك اتغير وجسمك بقى نشيط وعندك استعداد تعمل حاجات كتير في يومك.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/29 الساعة 01:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/29 الساعة 01:42 بتوقيت غرينتش

جسمي بيتكلم

"أنا عايزة أعتذر لجسمي" دي كانت الجملة اللي بنت قالتها لي في ورشة سيكودراما "نوع من العلاج النفسي اللي بيجمع بين الفن وعلم النفس"، وقعدت أفكر فيها كل أيام الورشة واستمر تأثير الجملة لوقت طويل ولغاية دلوقتي الحقيقة.

أول تمرين في الورشة كان عبارة عن موسيقى بتشتغل والمُدرب مش بيفرض علينا حركات إيقاعية مُعينة، لكن قال: "اسمع لجسمك هيقول لك إيه واعمل الحركة اللى هيوجهك ليها".. وطبعاً الجملة دي كانت أصعب من إنه يقول لنا حركات مُعينة نعملها وخلاص!

"اسمع لجسمك" دى الحاجة اللي محدش علمها لنا ولا سمعناها قبل كده، إحنا حتى مش بنكون عارفين إن جسمنا ممكن يتكلم! وفي الغالب كل الرسائل اللي بتتوجه لنا بتكون عكس كده. ما اتعودناش نسمع لجسمنا وقت الألم أو المرض مثلاً.. فلو جسمنا كان تعبان في الغالب بنتجاهل الإحساس ده ونيجي عليه ومش بنديله احتياجه من الراحة!

الجسم مش بيعبر عن نفسه وبس، لكن كمان بيعبر عن الألم النفسي اللي بيكون جوانا وده معروف باسم الأمراض النفسجسمانية (psychosomatic disorders)، يعني ألم في الجسم مالوش تشخيص طبي، مش بيبان في التحاليل والأشاعات، لكنه في جزء أعمق من نفسنا محتاج يتسمع فبيطلع بالشكل ده وبرضه مش بناخد بالنا ومش بنديله أهمية.

موضوع جسمك بيتكلم ده اكتشاف.. والاكتشاف الأكبر إنه مش بس ممكن يقول لك إنه محتاج للراحة لكن كمان إنه محتاج يتحرك، محتاج يرقص.. روحك محتاجة ترقص وتنطلق فجسمك بيعبر عن ده. بعض الرقص وجع في النفس بيطلع في شكل رقص دائري أو في شكل حركات غاضبة، بعض أنواع الرقص عبادة زي الرقص الصوفي، اللي كل حركة ليها معنى مُعين مش مجرد حركات خالية من المعنى.

الرقص ليه فوائد كتير مش بس لياقة ورشاقة، لكنه كمان بيحسن وظائف القلب والرئة، وبيساعد في تقوية العضلات وتقليل مخاطر الإصابة بهشاشة العظام، كمان الرقص بيساعد في تحسين الأداء الذهني.

وفيه دراسات اتعملت على مجموعة من الأفراد كانوا بيحضروا دروس رقص أسبوعية وقاسوا التحسن اللي وصلوا ليه في مستوى الإجهاد والقلق وألم الرقبة والظهر اللي قل بشكل ملحوظ.

والحقيقة بعيداً عن الأبحاث والدراسات، شوف نفسك بعد ما تعمل شوية تمارين رياضية أو تحضر فصول زومبا مثلاً أو أي نوع رقص أو حركة، بتلاقي مودك اتغير وجسمك بقى نشيط وعندك استعداد تعمل حاجات كتير في يومك.

جسمك بيتكلم.. ممكن يهمس في بعض الأوقات بألم خفيف وأوقات تانية بيصرخ بشكل أقوى وأعنف.. جسمك مش حاجة عيب فما تحاولش تهرب منه.. جسمك محتاج يتسمع.. محتاج تتجاوب معاه.. محتاج تصاحبه؛ لأن روحك ونفسك ساكنة فيه.. وفعلاً محتاج تعتذر له.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد