روحاني يزور روسيا.. هذه أبرز مخاوف الرئيس الإيراني من فلاديمير بوتين

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/26 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/26 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يتراجع فيه النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، جمعت إيران وروسيا قواهما من أجل توسيع نفوذهما في المنطقة، الأمر الذي دعَّم العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين، وعزَّز العمليات العسكرية المشتركة في سوريا.

وفي إشارةٍ على التقارب بين البلدين، من المُقرَّر أن يتوجَّه الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الإثنين، 27 مارس/آذار 2017، إلى موسكو ليلتقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. ومن المُتوقَّع أن تكون هذه هي آخر الزيارات الكبرى لروحاني قبل الانتخابات على منصبه، في مايو/آيار 2017.

قاتل البلدان معاً ضد المعارضة السورية، وهمَّشا الولايات المتحدة من مجريات الدبلوماسية الإقليمية في المنطقة، وتحصَّنا ببعضهما البعض في مواجهة الغرب، حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وخلال لقائهما المرتقب يوم الثلاثاء، 28 مارس/آذار 2017، من المُقرَّر رسمياً أن يناقش بوتين وروحاني مشروعاتٍ في مجالاتٍ مثل الطاقة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، ومع ذلك، وبصورةٍ غير رسمية، من المُرجَّح أن يستحوذ تحالفهما الضمني في الشرق الأوسط على المحادثات.

وقال محسن ميلاني، المدير التنفيذي لمركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية في جامعة جنوب فلوريدا، إنَّ "الزيارة تُظهِر الأهمية التي تحظى بها روسيا في السياسة الخارجية الإيرانية".

وقال ميلاني، وهو مؤلِّف كتاب "The Making of Iran's Islamic Revolution: From Monarchy to Islamic Republic"، إنَّ "إيران تلعب دوراً رئيسياً في استراتيجية بوتين طويلة الأمد، لكي يصبح لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط".

حليفان ولكن

لكنَّ إيران وروسيا، اللتين تتنافسان مع بعضهما البعض في أسواق الطاقة العالمية، وتنازعتا علناً حول صفقات أسلحة مؤجلة، ما كانتا أبداً حليفتين تقليديتين. فعلى مدى عقود، كانت كلٌّ منهما قلقةً من نوايا وأهداف الأخرى، ولا يزال قادة كلا الطرفين حذرين بشأن العلاقات المتنامية.

ومع ذلك، يقول مُحلِّلون إنَّ مستوى وحجم التعاون، بما في ذلك استخدام روسيا لقاعدةٍ جوية إيرانية للقيام بعملياتٍ في سوريا الخريف الماضي، غير مسبوقين. وأحد دوافع هذه الشراكة هي الأهداف المشتركة للبلدين في سوريا، حيث هدَّدت الثورة السورية بالإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، الحليف للبلدين.

وقالت إيلي غرانماييه، زميلة السياسة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "منذ انخرطت روسيا بصورةٍ أكبر في سوريا، دخلت العلاقات بين موسكو وطهران مرحلةً جديدة".

وحينما بدأت الثورة في سوريا عام 2011، كانت دمشق تستضيف القاعدة العسكرية الوحيدة لروسيا في الشرق الأوسط. وبالنسبة لإيران، وفَّرت سوريا ممراً برياً مستقراً يمكن من خلاله إرسال الأسلحة والأموال إلى حزب الله اللبناني.

ومع قيام إدارة أوباما ببحث التدخُّل لدعم المعارضة السورية، تدخلت كل من إيران وروسيا بالأسلحة والجنود لدعم النظام. فقدَّمت روسيا الغطاء الجوي للمستشارين العسكريين والقوات الوكيلة لإيران على الأرض. وأسفر التنسيق في نهاية المطاف عن هزيمة المعارضة في حلب، الأمر الذي مكَّن إيران وروسيا، جنباً إلى جنب مع تركيا، من إقامة محادثات سلام موازية تستبعد الولايات المتحدة.

وقالت غرانماييه، التي تُركِّز أعمالها على السياسة الخارجية الإيرانية: "إذا نظرتم إلى سوريا والطريقة التي تطوَّرت بها الأوضاع هناك، لقد أصبحت بوتقةً للتعاون بين طهران وموسكو، ودفعت علاقاتهما السياسية إلى مستوى جديد من التعاون العسكري".

وقالت غرانماييه إنَّ فصائل مختلفة في السلطة في إيران تضغط منذ فترةٍ طويلة لإقامة علاقاتٍ أوثق مع روسيا. لكنَّ حكومة روحاني المعتدلة أصرَّت على انتهاج سياسةٍ خارجية أكثر توازناً، الأمر الذي أدَّى في النهاية إلى تأمين الاتفاق النووي الذي بموجبه رُفِعَت عقوبات الأمم المتحدة وغيرها عن إيران.

لكنَّ هذا التواصل مع الغرب لم يؤتِ ثماره كما كان مُتوقَّعاً، ويتعرَّض روحاني لانتقاداتٍ لاذعة في إيران بسبب فشله في تحقيق الازدهار الاقتصادي.

وقبل الانتخابات في إيران، كما قال ميلاني "يحاول روحاني تعزيز موقفه وإثبات أنَّه على الرغم من استعداده للتفاوض مع الغرب والولايات المتحدة، فإنَّه مستعدٌ بالقدر ذاته لتوطيد علاقات إيران مع روسيا".

الخوف من ترامب

وبعيداً عن التداعيات المحتملة في الداخل، تشعر إيران بالقلق أيضاً من أنَّ بوتين سيُطبِّع العلاقات مع إدارة ترامب التي تبدو أكثر ودية تجاه روسيا. وفيما يتعلَّق بإيران، اتَّخذ الرئيس الأميركي موقفاً أكثر تشدُّداً من سلفه أوباما، ووجَّه "تحذيراً رسمياً" لحكومة طهران خلال أول أسبوعين من رئاسته.

وقال ماكسيم سوخوف، المُحرِّر المقيم في روسيا، والمسؤول عن تغطية ملف العلاقات بين موسكو والشرق الأوسط في موقع "المونيتور"، وهو عبارة عن بوابة أخبار تُركِّز على المنطقة: "هناك تخوُّفٌ كبير في طهران من أنَّ موسكو ستستخدمها كورقة مساومة لتحسين العلاقات مع واشنطن".

وقال سوخوف إنَّ هذه مسألة ربما "يحتاج روحاني فيها على الأقل إلى بعض الثقة، إن لم يكن بعض الضمانات القوية" بأنَّ بوتين لن يتخلّى عن إيران.

وهناك مخاوف مُماثِلة بين القادة الإيرانيين، تتعلَّق بالعلاقة بين روسيا وإسرائيل، والتي نفَّذت ضرباتٍ جوية ضد أهداف تابعة لحزب الله والقوات الإيرانية على الأرض في سوريا.

وقال سوخوف إنَّ روحاني سيرغب في إقناع بوتين بالامتناع عن مساعدة إسرائيل في التصدّي لإيران، "أو مشاركتها أية معلوماتٍ استخباراتية حسَّاسة" يمكن أن تضرَّ بموقف إيران في سوريا.

لكنَّ غرانماييه قالت إنَّه في حين يضغط العامل الإسرائيلي على العلاقات الإيرانية الروسية، فمن المستبعد أنَّ تفكر موسكو حتى في "تهميش إيران في سوريا، لا سيَّما في الوقت الذي تُثبت فيه أنَّها شريكٌ فاعل على الأرض".

وقالت: "ترى روسيا نفسها لاعباً دولياً شرعياً، وتنظر إلى إيران باعتبارها لاعباً إقليمياً مهماً يجب وضعه في الاعتبار. ولن تتجاوز طهران بالضرورة باقي اللاعبين الإقليميين المهمين مثل إسرائيل".

وقال ميلاني، في جامعة جنوب فلوريدا، إنَّ البعض في إدارة ترامب يعتقد أنَّه "قد يكون من الممكن للولايات المتحدة أن تتَّخذ نهجاً أكثر صرامةً تجاه إيران، وأن تحافظ في الوقت نفسه على علاقةٍ جيدة مع روسيا في سوريا".

وقال: "يجب أن تكون موهوباً بصورةٍ استثنائية بنوعٍ ما من الحماية الإلهية لتُنفذ مناورةً دبلوماسية كتلك".

وأضاف ميلاني أنَّ التعاون بين البلدين ليس فعَّالاً في سوريا فحسب، "ولكن العلاقة بين إيران وروسيا تشمل ما هو أكثر من مستقبل الأسد أو مستقبل سوريا".

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

تحميل المزيد