تداول نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو سجله سعودي بكاميرا جواله، وثق خلاله حالة من الرعب والذعر التي عاشها ركاب كانوا على متن طائرة متجهة من مدينة الباحة إلى جدة بحسب ما أفادت وسائل إعلام سعودية.
بدا صاحب الفيديو يشرح الظروف الجوية التي تحلق بها الطائرة وما إن قال ندخل الآن في سحابة حتى واهتزت الطائرة بشكل قوي فأصيب الركاب بالرعب والذعر وظلوا يصرخون مع التكبير.
وتعد الاضطرابات الهوائية السبب الأكثر شيوعاً لحدوث إصابات ركاب الطائرات، ففي الولايات المتحدة وحدها يُقدَّر عدد الإصابات بـ58 إصابة كل عام بسبب الاضطرابات الهوائية، وفي حالات استثنائية اضطرت الطائرات إلى الهبوط اضطرارياً.
يقوم الطيارون دائماً بالحفاظ على ربط أحزمة الأمان أثناء الجلوس على متن الطائرة وينصحون عادة الركاب بفعل الشيء نفسه. لكن هل الاضطرابات الهوائية حقاً شيء يجب الخوف منه؟ بحسب ما يؤكد ستيف ألريت الطيار وكابتن التدريب في الخطوط الجوية البريطانية لصحيفة التليغراف البريطانية.
أسباب الاضطرابات الهوائية
ويرى ستيف أن هناك العديد من الأشياء المختلفة التي قد تسبب الاضطراب الهوائية، لكن الطيارين يعرفون ويفهمون كل هذه الأشياء. في كل رحلة طيران، مشيراً إلى أن هذه الاضطرابات الهوائية غير مريحة، لكنها ليست خطراً، بل هي جزء من الطيران، ولا يجب أن نخشاها.
وتسبب الحالات المختلفة للطقس أنواعاً مختلفة من الاضطرابات الهوائية.
يميل الهواء إلى التدفق كما يفعل البحر الهائج وهو ما يسمى بالتيار الهوائي النفاث. ويمكن أن يكون هذا التيار النفاث في بعض الأحيان لمسافة آلاف الأميال في الطول، لكن عادة ما يكون فقط بضعة أميال في العرض والعمق.
ويضيف "اعتماداً على اتجاه السفر، يعمل مخططو الطيران لدينا إما لتجنب (في عكس اتجاه الرياح) أو استخدام (في اتجاه الرياح) هذه التيارات النفاثة لخفض تكاليف الوقود، لأنها يمكن أن تسبب تدفقاً يصل إلى 250 ميلاً في الساعة. تماماً مثل نهر يتدفق بسرعة ضد ضفة النهر، حيث تتفاعل حافة التيار النفاث مع الهواء بطيء الحركة، قد يكون هناك بعض
الهواء المختلط الذي يسبب الاضطرابات الهوائية".
هل يمكن تجنب هذه الاضطرابات الهوائية؟
لا يمكنك رؤية الاضطرابات الهوائية في الجو الصافي ولا كشفها على الرادار، ولا يمكنك التنبؤ بها بدقة، لكن هناك طرقاً أخرى لتجنبها.
يقول ستيف ألريت "في الأساس نعتمد على التقارير الواردة من الطائرات الأخرى، والتي نسمعها إما مباشرة أو التقارير التي تمررها مراقبة الحركة الجوية. ثم ننظر في الخيارات المتاحة لنا. ومساعينا للطيران على ارتفاع سلس قد تعوقها عدة قيود مثل الطائرات الأخرى التي تحتل هذا المستوى، أو وزن الطائرة في ذلك الوقت".
مهما كانت الظروف، يقوم الطيار بالعثور على المسار الأكثر راحة إلى وجهتك دون المساس بسلامتك. مثل الركاب، نحن نتعرض للاضطرابات ونفضل أن تكون الرحلات أكثر سلاسة.
هل الاضطرابات الهوائية محتمل حدوثها بشكل أكثر على طرق معينة؟
يقول ستيف ألريت أي مطار معرض لهبوب الرياح القوية في أي يوم. وينطبق الشيء نفسه على التيارات النفاثة على أي مسار معين، على الرغم من أن هناك فرصة أكبر عموماً لحدوث الاضطرابات الهوائية عند عبور منطقة نطاق التقارب بين المدارين عند الطيران جنوباً عبر أفريقيا، على سبيل المثال.
ما هي تصنيفات شدة الاضطرابات الهوائية؟
تتقاسم طواقم الطيران في جميع أنحاء العالم تصنيفاً مشتركاً للاضطرابات الهوائية: خفيفة ومعتدلة وشديدة. وترد التعريفات في كتيباتنا وتساعدنا على إجراء تقييم لما ينبغي أن يكون عليه مسار عملنا.
بالنسبة للركاب الخائفين من السفر، يمكن أن تكون الاضطرابات الهوائية الخفيفة مزعجة.
أما بالنسبة للطيارين، لا تختلف الاضطرابات الهوائية الخفيفة عن الطرق الوعرة لسائق سيارة أجرة أو جزء غير متساو قليلاً من المسار لسائق القطار، فهل تمثل إزعاجاً طفيفاً، لكنها آمنة تماماً، وتمثل جزءاً كبيراً جداً من حياتنا اليومية. في الاضطرابات الهوائية الخفيفة، قد تنحرف الطائرة لبضعة أقدام فقط في الارتفاع.
ولا تخيف الاضطرابات الهوائية المعتدلة الطيارين لأنهم يواجهون هذا المستوى من الاضطرابات لبضع ساعات في كل ألف ساعة طيران. وعادة ما تستمر هذه الاضطرابات لمدة لا تزيد عن 10 أو 15 دقيقة، لكنها أحياناً قد تستمر لعدة ساعات على فترات متقطعة.
هذا النوع من الاضطرابات يقلق حتى بعض المسافرين المنتظمين وسوف يتسبب في انسكاب المشروبات. وقد تنحرف الطائرة في الارتفاع 10 أو 20 قدماً. وفي هذه الحالات، لا يتعين على الطيار اتخاذ أي إجراء للسيطرة على الطائرة، لكن قد يقرر طاقم الطائرة تجربة ارتفاعات مختلفة إذا استمرت الاضطرابات.
الاضطرابات الشديدة نادرة للغاية، يقول ستيف ألريت "خلال عملي في مهنة الطيران لأكثر من 10 آلاف ساعة، تعرضت للاضطرابات الشديدة لمدة خمس دقائق في الإجمالي. هذه الاضطرابات غير مريحة للغاية، لكنها ليست خطراً. وقد تنحرف الطائرة في الارتفاع ما يصل إلى 100 قدم (30 متراً) أو نحو ذلك، وكذلك أيضاً في حالات الانحراف إلى الأسفل، لكن ليس آلاف الأقدام كما تسمع بعض الناس يتحدثون عندما يتعلق الأمر بالاضطراب الهوائية.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Telegraph البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.