ما هو المفتاح الرئيسي لمكافحة أزمة الفقر العالمية؟

لا يجب بأي حال من الأحوال أن يعتمد ذهابكِ إلى المدرسة على جنسك، ولكن، هناك ما يقرب من 130 مليون فتاة حول العالم، تفوتهم فُرصة التعليم بسبب كونهن إناثاً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/16 الساعة 04:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/16 الساعة 04:55 بتوقيت غرينتش

لا يجب بأي حال من الأحوال أن يعتمد ذهابكِ إلى المدرسة على جنسك، ولكن، هناك ما يقرب من 130 مليون فتاة حول العالم، تفوتهم فُرصة التعليم بسبب كونهن إناثاً.

عدد الفتيات المحرومات من حقهن في الحصول على التعليم الأساسي، مُذهل للغاية، حتى إن عددهم قد يغطِّي مساحة عاشر أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.

يجب أن يصل هذا الأمر إلى نهاية، فليس ذلك التفريق ما بين الجنسين غير أخلاقي وغير عادل فحسب، بل يعوق التقدم العالمي أيضاً، فقد ثَبت بما لا يدع مجالاً للشك، أنه عندما تذهب الفتيات في البلدان الأكثر فقراً إلى المدرسة، لا يتسبب تعليمهم في تحسين صحة وثروة واستقرار مجتمعاتهم فحسب، بل أيضاً بلادهم بأكملها.

عندما تتعلم الفتاة، يتولّد لديها المزيد من المعلومات عن تنظيم الأسرة والسيطرة عليها، ما يزيد من فرص اتخاذها للقرار الذي يخص توقيت إنجابها للأطفال، وتحديد عددهم، كما تكون الفتاة أقل عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة، وتقل فُرَص انتقال العدوى لأفراد أُسرتها كذلك.

وتصبح الفتاة التي ترتاد المدرسة مُتمكِّنة اقتصادياً في نهاية المطاف، ففي الدول الأكثر فقراً حول العالم، يضيف العام الدراسي الواحد ما يقرب من 12% إلى حصيلة دخلها.

احتفل العالم يوم 8 مارس/آذار باليوم العالمي للمرأة، ومع التصدي للأزمة العالمية الخاصة بتعليم الفتيات، بين مختلف الأحزاب السياسية عبر جميع القارات، إذ إن أمننا يعتمد بشكل أساسي على ذلك التعليم.

ولذلك السبب، نقوم بصفتنا نواباً، بتحديد اليوم العالمي للمرأة في حدث يُقام خلال الأسبوع الذي يسبقه، وذلك عن طريق دعوة الساسة من مختلف أنحاء العالم للوقوف والدعوة إلى ضرورة حصول 130 مليون فتاة على حقهن في التعليم، وإن تَمَكَّنا من مُساعدة جميع هؤلاء الفتيات على دخول المدارس، فسيكون حينها أمراً يدعو للاحتفال حقاً.

يُعد التعليم بمثابة استثمار لمنح الملايين من الفتيات والنساء فرصاً متساوية للوصول إلى الوسيلة التي ستتسبب في تحويل مسار حياتهن، ما يساعدهن على رفع مستواهن، ومستوى عائلاتهن وكذلك مستوى بلادهن من الفقر.

ولا يتسبب التعليم في تحسين الصحة العامة وزيادة الدخل فحسب، بل يزيد من مستوى الأمن كذلك. أما حِرمان الشباب الفقراء البائسين من حقهم في التعليم وفُرص العمل والتمكين، فيؤدي ذلك إلى فتح الباب أمام توظيف المتطرفين بسهولة أكبر.

تأتي ولاية بورنو، الواقعة في شمال شرق نيجيريا، كمثال مُؤَكِّد على ذلك؛ إذ قامت جماعة بوكو حرام بشنّ حملة قامت فيها بإلحاق البؤس والدمار، ما تسبب في حدوث مجاعة في المنطقة، وكل ما يريده المتطرفون أن تُمنع الفتيات في كل مكان من ارتياد المدارس، فالتعليم يُمَثِّل تهديداً كبيراً بالنسبة إليهم، إذ يُعتبر أداة تمكين لأولئك الذين يسعون إلى فرض سيطرتهم.

ضمان حصول الفتيات على التعليم، يبعث برسالة قوية إلى المتطرفين -وأولئك الذين قد لا يجدون سبيلاً سوى التعاون معهم- وتنص تلك الرسالة على أن سياسات العنف التي ينتهجونها لن تفوز في النهاية؛ ذلك لأن قوة التعليم تتفوَّق على البنادق والأيديولوجيات المُشَوَّهَة.

تأتي المملكة المتحدة في صدارة الدول التي تدعم الفتيات في الأماكن الأكثر فقراً حول العالم. والآن، يتحتم علينا تشجيع الدول الأخرى للوصول لمثل مستوياتنا، ولن نتمكن من منع الجماعات المُشابهة لبوكو حرام من توجيه الضعفاء، إلا إن قامت كل دولة -سواء كانت نامية أو غنية- بتركيز ثقلها واستثماراتها على المدارس والمعلمين.

ورغم أننا نُلقي ما نريد قوله، في الحَدَث الذي يُقام في البرلمان قبل اليوم العالمي للمرأة، فإن الكلمات وحدها لن تتمكن من مُساعدة 130 مليون فتاة. نحن بحاجة إلى الأفعال التي تثبت صحة وصدق ما نقوله؛ إذ أن قوة الشعوب تَكْمُن في أولئك الذين يدركون مخاطر الفشل.

كثيراً ما نحث الأشخاص في جميع أنحاء العالم على إرسال رسالة مُباشرة إلى مُمَثِّليهم المُنْتَخَبين، ما يتسبب في نهاية الأمر في الضغط عليهم من أجل زيادة الاستثمارات المُوَجَّهة لصالح تعليم أولئك الفتيات حول العالم، كما نُطالب بتتبُّع تلك الأموال للحصول على الشفافية التي تضمن وصولها إلى مُستَحِقِّيها.

الفقر مُتَحَيِّز جنسياً

وقد تساعد مُطالبة الحكومات بكسر الحواجز التي تمنع الفتيات من ارتياد المدارس في إنهاء تلك التفرقة الظالمة بين الجنسين، كما سَيَحُول ذلك دون انتشار الفقر، ويُعَزِّز الأمن حول العالم.

تبدأ المعركة التي تهدف إلى مكافحة الفقر المُدقع وتحسين مستوى الأمن، بضمان حصول الـ130 مليون فتاة على فرصة للتعليم.

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد