على أنغام اللحن الشهير للمغني الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم، قررت صحفية مصرية أن تختار لنفسها كلمات تعبر عن برنامجها الانتخابي لترشّحها على منصب نقيب الصحفيين بمصر، وتكون إحدى وسائل الدعاية الانتخابية لها أغنية شعبية أثارت جدلاً بين الجماعة الصحفية؛ لكون الجمعية العمومية هنا هم الجماعة المثقفة من الصحفيين.
جيهان الشعراوي، الصحفية بمؤسسة الأهرام، والمرشحة على منصب نقيب الصحفيين، قامت بنشر الأغنية صباح الخميس 16 مارس/آذار 2017 على صفحتها الشخصية بفيسبوك، وقبل 24 ساعة من موعد إجراء الانتخابات، المقرر لها الجمعة بعد عدم اكتمال النصاب القانوني لها في الجمعية العمومية التي انعقدت منذ أسبوعين.
تضمنت الأغنية كلمات تحثّ الصحفيين على المشاركة في انتخابات الغد، ونَص كلماتها التي استغرقت 4 دقائق.
انتقادات
وحازت الأغنية بعد نشرها، انتقادات عدد من الصحفيين الذين عبروا عن رفضهم تلك الوسيلة من الدعاية، وعبر عدد منهم في تدوينات، تم نشرها على صفحاتهم الشخصية بفيسبوك، عن انتقاد لهذا الأسلوب.
ومن هؤلاء المنتقدين كان صالح رجب:" دي آخرتها في انتخابات النقابة شغل كابريهات".
وكذلك، سخر أيمن سلامة وقام بنشر الأغنية على صفحته وكتب ساخراً: "إيه الجمال ده!".
الأغنية صرخة اعتراض
وعن سبب اختيار تلك الطريقة في الدعاية الانتخابية، قالت شعراوي إن الدافع الأكبر للجوء إلى تلك الطريقة في الدعاية كان محاولة إرسال صرخة غضب من تجاهل وسائل الإعلام المصرية، وخصوصاً القنوات الفضائية جميع المرشحين على مقعد النقيب عدا اثنين فقط، رغم وجود 7 مرشحين آخرين على المنصب نفسه، إلا أن الجميع يرغب في جعلها معركة سياسية ثنائية بين المحسوب على الدولة، والآخر المحسوب على المعارضة، دون التطرق إليها كمعركة مهنية فقط.
وأكدت الصحفية العسكرية بجريدة الأهرام المسائي، في تصريحات خاصة عبر الهاتف لـ"عربي بوست"، أنه على مدار الشهرين الماضيين بعد إعلان المرشحين في الانتخابات لم تقم أي قناة فضائية باستضافة المرشحين على منصب النقابة إلا اثنين فقط هما يحيى قلاش وعبد المحسن سلامة، وهو الأمر الذي أغضب جميع المرشحين الآخرين.
وعن النقد الذي تعرضت له عقب نشر الأغنية من قِبل عدد من الصحفيين، قالت جيهان: "إننا في الوسط الصحفي وطبقة المثقفين نعاني ازدواجية في المعايير، ففي الوقت الذي يقوم فيه هؤلاء بسماع تلك الأغاني واستضافتهم الدائمة في جميع مناسباتهم، إلا أنهم يخرجون للعلن ويقولون إن تلك الأغاني غير مقبولة"، موضحة أنها شخصياً ترى أن أغاني شعبان تتحدث عن قضايا مهمة، وذات مضمون غير موجود في الكثير من الأغاني الأخرى.
الأغنية هدية من شعبان ونجله
وعن كواليس إنتاج الأغنية، قالت المرشحة على مقعد نقيب الصحفيين، إنها تجمعها علاقة ودٍّ مع إسلام خليل، مؤلف أغاني شعبان، منذ أكثر من 15 عاماً، "وذلك كوني أول صحفية تنشر تحقيقاً عن أغاني شعبان في مجلة نصف الدنيا وكانت فتحة خير عليهم".
"ومع تأجيل الجمعية العمومية منذ أسبوع وإحساسي بالغضب من التجاهل، قررت أن أتواصل مع إسلام وطرح الفكرة عليه دون أخذ رأي أي شخص في هذا الأمر، وبالفعل أرسل لي الكلمات في اليوم التالي، وكانت مفاجأةً لي من حيث تعبيرها عن الكثير من الأمور التي كنت أرغب في إيصالها بتلك الأغنية".
وتكمل شعراوي تفاصيل إنتاج الأغنية، قائلة: "ولكن بعد يومين، أخبرني إسلام بأن شعبان في حالة مَرَضية، وقلت له لا تشغل بالك بالأمر، ولكن إسلام وجدته يرسل لي الأغنية مسجلة، وشارك في الغناء بها شعبان عبد الرحيم مع ابنه عصام، وقمت بنشرها اليوم، ولم أكن أتوقع ردود الفعل الكثيرة عليها، ولكن الأمر كان مبهراً لي؛ لتحقيقها الهدف من فكرة تلك الدعاية".
بداية الدعاية الغريبة كانت مع الطرابيش
ولم يكن استخدام أغاني شعبان هو الدعاية المثيرة للجدل في انتخابات نقابة الصحفيين بمصر، حيث سبقها قيام الصحفية بالجمهورية، إكرام منصور، والمرشحة على عضوية مجلس نقابة الصحفيين، بتوزيع عدد من "الطرابيش" على أعضاء الجمعية العمومية في انعقادها الأول منذ أسبوعين قبل أن يتم تأجيلها لعدم اكتمال النصاب القانوني لها.
وفوجئ أعضاء الجمعية العمومية من الصحفيين بوجود عدد من مندوبات صحفية الجمهورية يرتدون الطربوش الشهير لفترة ما قبل ثورة 1952 بمصر، وذلك في أثناء وجودهم بمحيط نقابة الصحفيين استعداداً للتسجيل كنوع من الدعاية الانتخابية وحثّ الحاضرين على انتخابها.