يا زمن انسَني!

الحرية الحقيقية هي عندما نقرر أن نتحرر من الأشياء التي اعتدناها ولم نفكر في أن نتحرر منها من قبل والتي لم يخبرنا أحد بأنها عبء علينا، ولكن في الحقيقة هي أكثر القيود وزناً قد حملناها في حياتنا.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/13 الساعة 01:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/13 الساعة 01:47 بتوقيت غرينتش

الحرية الحقيقية هي عندما نقرر أن نتحرر من الأشياء التي اعتدناها ولم نفكر في أن نتحرر منها من قبل والتي لم يخبرنا أحد بأنها عبء علينا، ولكن في الحقيقة هي أكثر القيود وزناً قد حملناها في حياتنا.

يا زمن، هل لك أن تغض النظر عني وكأنني لست موجوداً في سجلاتك، كأنك لا تراني! انسني تماماً، كأنني لست مشاركاً في سباقك ولا ألعب في حلبتك، ولا أخضع لشروطك، هلا تركتني ولا تكن شريكي في طريقي، يا زمن لا تُصبني بنحسك كما أصبت من هم قبلي وأفضل مني.

يا زمن، اترك يدي ودعني أعُدْ وأتقدم كما يحلو لي دون سيطرتك، يا زمن اترك يدي من بداية الطريق ولا تتركني كما تترك الجميع في نهايته، يا زمن أنت لست شريكي، فنحن رغم تقاطع السكك نمشي على سكك مختلفة، يا زمن اترك يدي، يا زمن لا تلسع على معصمي أكثر بعقاربك.

يا زمن توقَّف عن العدِّ أو تقدَّم وحدك، لا تسحبني معك، اترك لي المجال، لا تحشرني في زواياك التي لا تنتهي، كل مساحاتك زواية، كل مساحاتك محشورة، كلها ضيقة، كلها خانقة، كلها نهايات.

يا زمن أبعدني عن أرقامك التنازلية، لا تجعلني جزءاً من أرقامك الكبير المتساقطة خانة خانة، لا تُغرني بالأرقام الوهمية التي في حوزتك، كلما زادت أرقامك زادت آلامك، لا تعطني المزيد من الأرقام، لا تعطني المزيد من القيود، لا تعطني المزيد من النهايات.

يا زمن لا تُشركني في بطولتك، لا أريد فوز الخسارة، لا أريد أن أصل للنهاية، لا أريد أن أفوز بالمرتبة الأولى بالوصول للنهاية، لا أريد أن أفوز بكأس الخسارة، لا أريد أن أحمل نهايتي بنجاح.

يا زمن أنا أعرف مقصدك، ولا أفهم منطقك، أنت على حق وأنا على حق، ورغم ذلك سأتبعك حتى النهاية، يا زمن لا تكن دقيقاً لدقيقة أهرب فيها للحظة من كل قوانينك.

يا زمن انسني من لحظاتك، انسني من ساعاتك، انسني من أيامك، انسني من سنينك، انسني من كل حساباتك، انسني من زمانك ودعني في زماني.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد