يستمر الغموض المثير حول المصارف التي ستقوم بتعهد اكتتاب شركة "أرامكو" السعودية العملاقة، بعد أن دخلت أسماء جديدة في القائمة، وهي أسماء توحي باحتمال طرح أسهم الشركة في أكبر بورصة في العالم، في وقت تتصارع البورصات الدولية على استقبال هذا الطرح الذي سيعد الأكبر عالمياً!
فقد نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن "أرامكو" السعودية أضافت مستشاراً مالياً ثانياً، وهو مصرف صغير أميركي آخر اسمه "إيفركور بارتنرز إنك"، لينضم إلى المصرف الصغير أو البوتيك الآخر في نيويورك وهو مصرف "مويليس آند كو"، الذي جرى تعيينه، شهر فبراير/شباط 2017، ليكون مستشاراً مالياً للاكتتاب، حسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، نشرته الأحد 12 مارس/آذار 2017.
وقالت بلومبيرغ نقلاً عن مصادر لها إن "أرامكو" اختارت مويليس وإيفركور من أجل مساعدتها لاختيار المصارف التي ستقوم بتعهد الاكتتاب، إضافة إلى اختيار السوق المالية الخارجية التي ستختارها "أرامكو" لطرح أسهمها فيها.
وأوضحت الوكالة أن رالف شلوستاين، الرئيس التنفيذي لإيفركور، شخصياً، هو الذي أشرف على المفاوضات مع "أرامكو". كما أن إيفركور سيفتتح مكتباً له في دبي ليكون قريباً من "أرامكو" خلال فترة الطرح، وستبدأ في تعيين موظفين لها هناك، كما نقلت بلومبيرغ.
ولا تزال الأمور غير واضحة ولا نهائية بالنسبة لقائمة البنوك المشاركة في اكتتاب "أرامكو"، ولم يتم تحديد الأدوار التي ستلعبها المصارف حتى الآن، على الرغم من الأنباء المتناثرة في الإعلام حول أسماء البنوك المشاركة، وفقاً لما ذكر تقرير لصحيفة الشرق الأوسط الدولية.
ولم تعلق "أرامكو" رسمياً على كل الأخبار الصادرة حول أسماء البنوك والمصارف المشاركة في الاكتتاب؛ سواء تلك التي ستقدم مشورات أو التي ستقوم بتعهد الاكتتاب.
ويقول المحلل الاقتصادي الدكتور محمد الرمادي لـ"الشرق الأوسط"، إن اختيار مويليس وإيفركور قد يسهم كثيراً في تقريب "أرامكو" من طرح أسهمها في بورصة نيويورك (أكبر بورصة في العالم).
ويضيف الرمادي، الذي سبق أن عمل مصرفياً في بنوك كثيرة من بينها مصرف "سيتي بانك" الأميركي، أن مويليس وإيفركور تتركز خبراتهما في السوق الأميركية، وهو ما يجعل حقيقة أن أسهم "أرامكو" ستطرح في نيويورك احتمالاً كبيراً.
بورصات عالمية
وكانت صحيفة نيكاي اليابانية قد ذكرت مؤخراً أن مصرف "متسوبيشي يو إف جيه" قد يكون من بين البنوك التي ستلعب دور متعهد اكتتاب "أرامكو". وذكرت نيكاي أن دخول مصرف "متسوبيشي" هو ناتج عن كونه أحد الملاك الكبار في مصرف "جي بي مورغان"، الذي تداولت أنباء واسعة تعيينه متعهداً للطرح.
وكانت وكالات الأنباء العالمية قد ذكرت أن "أرامكو – السعودية" قد اختارت شهر فبراير/شباط 2017، مصرف "جي بي مورغان"، ومصرف "مورغان ستانلي"، ومصرف "إس إتش بي سي" البريطاني لتكون متعهدة الاكتتاب.
وتنوي شركة "أرامكو – السعودية" طرح نحو 5 في المائة من أسهمها للاكتتاب العام، الذي من المتوقع أن يكون أكبر طرح عام أولي في العالم.
ويتوقع المسؤولون في المملكة أن يصل تقييم الطرح الأولي لشركة "أرامكو" لما لا يقل عن تريليوني دولار.
ويشكل إدراج "أرامكو" حجر الزاوية في "رؤية المملكة 2030″، الرامية لجذب الاستثمار الأجنبي وتنويع الاقتصاد السعودي؛ بعيداً عن الاعتماد على النفط.
وأوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، خلال وجوده في هيوستن، الأسبوع الماضي، أن السعودية متجهة لبيع جزء من شركة "أرامكو" في الموعد المحدد في العام المقبل، وأن الترتيبات للاكتتاب تسير على ما يرام.
وقال الفالح إن تقييم الشركة سيفاجئ الجميع، لأنها تتمتع بتكاليف منخفضة وتدفقات نقدية عالية واحتياطيات قوية.
وأضاف الفالح في مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" في مؤتمر سيرا ويك في هيوستن، أن المستثمرين الذين سيضعون أموالهم في الشركة سيأخذون البيانات من المقيمين المعتمدين، داعياً الأوساط الاقتصادية إلى عدم الالتفات لما يقال عن تقييم شركة "أرامكو".
جدل حول قيمتها
وثار جدل في الأوساط الاقتصادية حول القيمة الحقيقية لشركة "أرامكو"، حيث سبق أن قيَّمتها شركة "وود ماكنزي" المتخصصة في الاستشارات النفطية بنحو 400 مليار دولار، فيما قالت شركة "فورين ريبورتس"، إن القيمة قد تصل إلى 460 مليار دولار، فيما رجح مسح أجرته مجموعة "هيرمس" المالية المصرية أن تتجاوز قيمة الشركة 1 إلى 1.5 تريليون دولار، فيما جاءت تقديرات الحكومة السعودية لـ"أرامكو" بنحو ترليوني دولار.
وقال الفالح إن مدينة نيويورك لا تزال من بين المدن التي تنوي "أرامكو" طرح أسهمها فيها. ولا تزال البورصات العالمية تتصارع فيما بينها للحصول على جزء من أسهم "أرامكو"، حيث تريد كل من هونغ كونغ وطوكيو وتورنتو وسنغافورة إدراج أسهم "أرامكو" فيها. في الوقت الذي لا تزال تبحث فيه "أرامكو" إمكانية طرح الأسهم في نيويورك ولندن.
أسهم للسعوديين
وكانت وكالة أنباء "بلومبيرغ" قد ذكرت، في فبراير/شباط 2017، نقلاً عن مصادر لها، أن شركة "أرامكو" السعودية تدرس طرح أسهم الشركة بأسعار مخفضة للمواطنين في السعودية، في الوقت الذي ما زالت فيه الشركة لم تنتهِ من تقييم الأسواق التي ستطرح فيها الأسهم والمصارف العالمية المشاركة في الطرح.
وذكرت بلومبيرغ، أن الشركة تدرس الطرق التي تمكن من خلالها المستثمرون الأفراد في السعودية من شراء الأسهم بأسعار أقل من مستثمري البورصات العالمية. كما أن طرح أسهم الشركة في داخل المملكة سيكون بسعر أقل من السعر خارجياً.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن "أرامكو" ما زالت تدرس إدراج أسهمها في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وآسيا، إضافة إلى السعودية، وتخطِّط لاختيار بنوك محلية لتقديم المشورة بشأن عملية الطرح في السعودية، مبينةً أنه لم تصدر بعد قرارات نهائية بشأن سعر السهم أو مكان طرحه.
وسبق أن أوضح الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" السعودية أمين الناصر، في دافوس، في حوار مع بلومبيرغ، أن التقييم جارٍ لكل الأسواق العالمية، بما فيها لندن ونيويورك وهونغ كونغ وطوكيو وكندا، أو أي سوق في المملكة المتحدة.
وكانت مصادر قالت إن شركة النفط العملاقة أجرت مباحثات أيضاً مع بورصة سنغافورة بخصوص إدراج ثانوي محتمل. وقال وزير الطاقة والصناعة المهندس خالد الفالح مؤخراً، إن الشركة تدرس الإدراج في أكثر من بورصة في آن واحد، وستنشر قوائمها المالية لعام 2017 للمستثمرين قبل أن تطرح أسهمها للاكتتاب في عام 2018.