اجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مبنى الكرملين بموسكو، الجمعة 10 مارس/آذار، في الوقت الذي يتطلع فيه البلدان لرأب الصدع وإعادة تأسيس العلاقات.
وقال الرئيس التركي عقب محادثات مع نظيره الروسي إن تركيا تتعاون بالكامل مع روسيا في المجال العسكري في سوريا، و"لابد أن تعمل جميع الأطراف بجدية بما فيها النظام السوري لكي تؤدي محادثات جنيف لنتائج". وتابع: "ننتظر من روسيا إلغاء جميع القيود الاقتصادية التي فرضتها على تركيا".
ومن جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وقف إطلاق النار في سوريا صامد بوجه عام. وأضاف أن وقف إطلاق النار كان نتيجة وساطة روسيا وتركيا إلى حد كبير.
وأعلن بوتين تسهيل إجراءات حصول المواطنين الأتراك على تأشيرات الدخول وإقامات العمل في روسيا، ورفع الحظر عن الشركات التركية.
يذكر أنه في يناير/كانون الثاني قالت روسيا إن طائراتها الحربة اشتركت مع الطائرات التركية لأول مرة في استهداف متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة الباب شمالي سوريا، مشيراً إلى تعاون أوثق بين موسكو وأنقرة.
ونحّت روسيا وتركيا جانبا خلافاتهما بشأن المصير السياسي لبشار الأسد في محاولة للتوصل الى اتفاق على نطاق أوسع بشأن سوريا. والدولتان هما المنظمتان الرئيسيتان لمحادثات أستانا للسلام المقرر أن تستأنف بين 14 و15 مارس/آذار.
وقال الرئيس الروسي إن بلاده تشعر بتفاؤل حذر إزاء فرص التوصل إلى اتفاق سلام في سوريا. وتابع: "أريد أن أعبر عن تفاؤل حذر بأننا سنتمكن من التحرك نحو عملية سياسية مكتملة الأركان (لأنه) بالإضافة إلى الموجودين هنا (روسيا وتركيا) هناك أطراف مهمة منها الولايات المتحدة".
ويضم الوفد التركي بضعة وزراء في الحكومة الذين سيشاركون في المحادثات الثنائية في إطار اتفاق مجلس التعاون الذي تم إنشاؤه في محاولة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها بعد أن أسقطت تركيا طائرة روسية منطلقة من سوريا في عام 2015.
وقال بوتين لأردوغان: "نحن سعداء للغاية لاستعادة العلاقات بين حكومتينا وبشكل سريع للغاية".
وأضاف بوتين: "نعمل بنشاط من أجل حل الأزمات الأكثر حدة في العالم وعلى رأسها سوريا بالطبع. ويسرني للغاية أن أشير إلى أنه على ما يبدو ظاهرياً لم يكن أحد يتوقع هذا على مستوى الإدارات العسكرية وخاصة الوكالات الخاصة مثل إمكانية إقامة اتصال موثوق وفعال للغاية".
وقال أردوغان إن التعاون بين البلدين خاصة في مجال الطاقة مهم جداً.
وأوضح الرئيس التركي: "أعتقد أنه، في اجتماع مجلس التعاون اليوم على أعلى مستوى، سيكون الاقتصاد والتجارة وصناعة الدفاع والطاقة وغيرها هي أهم الموضوعات".
وشنت تركيا عملية عسكرية في أغسطس/آب لفرض منطقة آمنة على طول حدودها داخل سوريا. ولروسيا أيضاً وجود عسكري نشط هناك دعماً لقوات الرئيس السوري بشار الأسد.