تعاني إيطاليا من مشكلات كبرى تتعلق بالعنف الأسري. وقد اعتبرت الأمم المتحدة سوء المعاملة الأسرية بمثابة "أكثر أنماط العنف انتشاراً" بالبلاد، حيث يؤثر على نحو ثلث الفتيات والنساء من الفئة العمرية 16-70 عاماً.
ويعد ذلك النمط أحد أكثر أنماط الصراعات المروعة التي يواجهها العديد من النساء الإيطاليات، حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وقد نقلت مجلة نيوزويك الأميركية عن لوريلا زناردو، التي ينتقد فيلمها الوثائقي بعنوان "Il Corpo delle Donne" التمييز بين الجنسين على التلفزيون الإيطالي، قولها "بينما تتقدم بقية بلدان العالم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، إلا أن النساء في إيطاليا لا يضطلعن سوى بأدوار تابعة وثانوية". فالنساء "تتم معاملتهن كقطع من اللحم عديمة الفائدة"، حسب تعبيرها.
ويظهر ذلك في مجال العمل، حيث تتسع فجوة الرواتب بين الرجال والنساء في إيطاليا، ويبقى نصف نساء البلاد بمنازلهن دون عمل.
ونقلت نيوزويك عن السياسية إيما بونينو قولها "بدأت المرأة الإيطالية بالفعل تتخلف إلى الوراء".
لا لعلاج المنتقبات
ومع ذلك، يدرس المسؤولون المحليون بإقليم ليجوريا الشمالي تطبيق استراتيجية مختلفة بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة. وتتمثل الاستراتيجية في حظر المسلمات المحجبات بالمستشفيات والمؤسسات العامة الأخرى.
ويدافع المسؤولون عن تلك الخطوة من الناحية النسائية. فقد اعتبر الرئيس الإقليمي جيوفاني توتي النقاب -وهو الرداء الواسع الذي ترتديه بعض المسلمات ويغطي الجسم والوجه- "أسوأ رموز قمع المرأة".
ونقل موقع The Local عنه قوله "يحتاج هؤلاء الذين يعيشون بإيطاليا إلى فهم واحترام الحد الأدنى لقواعد المساواة بين الرجل والمرأة على الأقل".
كما امتدح السياسي الوطني ماتيو سالفيني المقترحَ باعتباره "مبادرة ملموسة" لحماية حرية المرأة وسط "طوفان من الهراء المصاحب لليوم العالمي للمرأة".
هل هو دستوري؟
وهناك آخرون لا يرون الأمر بنفس الأسلوب. ويرى النقاد أن مثل ذلك الإجراء تمييزي، وربما يكون غير دستوري.
ويكفل الدستور الإيطالي حريةَ الديانة؛ ومن ثم، فإن حظر ارتداء ملابس ترتبط بعقيدة معينة أمر غير مسموح به.
في المقابل يرى مؤيدو هذا القيد على المحجبات أنه غير تمييزي، لأن القانون يحظر ارتداء الأقنعة وخوذات الدراجات البخارية بالمستشفيات أيضاً.
وذكرت رفائيلا بيتا، السياسية من أحد الأحزاب المنافسة بإقليم ليجوريا، أن ذلك الإجراء سيؤدي إلى حدوث توتر بين الإيطاليين والمهاجرين الكثيرين المقيمين بالبلاد. ويعيش بإيطاليا نحو خمسة ملايين أجنبي أو ما يعادل 10% من تعداد السكان.
ونقل موقع The Local عن بيتا قولها "إذا ما ذهبت امرأة إلى قاعة الطوارئ أثناء ارتداء النقاب، فما الذي يفترض أن يفعله الطبيب؟ هل يطلب منها مغادرة المكان؟"
ووافق آخرون على ذلك. وفي أحد تعليقات موقع فيسبوك، كتبت المواطنة أليس سالفاتور "إن فكرة حرمان المرأة في عام 2017 من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة استناداً إلى الملابس التي ترتديها تعد فكرة مروعة".
8 مساجد
ويؤكد الخلاف على وجود تحدٍّ أكبر في إيطاليا، يتمثل في التوصل إلى كيفية توافق المسلمين بالبلاد، والبالغ عددهم 1.4 مليون شخص مع الثقافة الأوسع نطاقاً.
فالإسلام ليس ديانة رسمية معترفاً بها (رغم أن صحيفة واشنطن بوست الأميركية قد أشارت إلى إمكانية تغيير ذلك قريباً).
وتتمثل النتيجة في التعرض للكثير من الإهانات. فمن الصعب للغاية بناء مساجد (فهناك ثمانية مساجد فقط في أنحاء البلاد)، كما أن توثيق الزواج الإسلامي ليس له قيمة قانونية، ولا يحظى العمال المسلمون بالحق في الحصول على إجازة خلال الأعياد الدينية.
وفي ذات الوقت، يذكر 69% من الإيطاليين أن وجهة نظرهم نحو الإسلام سلبية بصورة أكبر من أي دولة أوروبية أخرى.
وسوف يتم التصويت على تطبيق ذلك الإجراء يوم الجمعة 10 مارس/آذار 2017.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.