فيما كان مقاتلو "داعش" يحفرون الأنفاق تحت الأرض في مدينة الموصل، حيث المعارك المتواصلة مع القوات العراقية، كُشفت تماثيل ومنحوتات أثرية تعود للحقبة الآشورية منذ 600 عام قبل الميلاد.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن علماء الآثار الذين دُعوا إلى الاطلاع على النفق من قبل القوات العراقية المشتركة التي تقاتل التنظيم لاستعادة السيطرة على الموصل، أكدوا الكشف عن زوج من "تماثيل الثور الآشورية المجنحة" العملاقة القديمة.
وقاد تدمير مقاتلي التنظيم إلى أحد تماثيل "الثيران المجنحة" -التي كانت تستخدم لحراسة مداخل القصور الملكية الآشورية- في موقع قريب من نينوى، إلى عثور علماء الآثار على آخر، جنباً إلى جنب مع غيرها من الكنوز.
واحتوى النفق أيضاً على زوج من منحوتات الجبس ولوحة ضخمة (أكثر من تسع أقدام)، منحوتة مع مسمارية، وهي كتابة الآشوريين القدماء.
إلا أن اللافت في الأمر، لماذا لم يدمر "داعش" هذه الاكتشافات التي توصّل إليها كما فعل في متحف الموصل وقصور نينوى وغيرها؟
وهو سؤال طرحته ليلى صالح، أمينة متحف الموصل السابقة، قائلة: إن "داعش توصَّلوا إلى هذه الاكتشافات ثم تركوها، ولم يحطموها كما فعلوا في المتحف أو في قصور نينوى ونمرود، ولم يحاولوا نهبها مقابل المال، ولكن لماذا؟".
ويعرف علماء الآثار منذ فترة طويلة أن هناك قصراً تحت مرقد النبي يونس في موقع نينوى في شرقي الموصل.
وكانوا قد قاموا ببعض الحفريات المحدودة في الماضي، ولكنهم لم يتوصلوا إلى القصر نفسه.
ومع ذلك، فجَّر "داعش" الضريح بأكمله كجزء من تدنيس المواقع التي زعموا أنها وثنية بعد أن استولوا على الموصل في عام 2014.
وكان التنظيم قد حفر الأنفاق الدفاعية للاختباء من المفجرين من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في النقاط الرئيسية.
وذكرت الغارديان، أن "صالح" دعت إلى المساعدة في الحفاظ على المكتشفات، التي قالت إنها كانت في خطر، من حدوث مزيد من انهيار للنفق، التي يُعتقد أنها تعود للقرن السابع قبل الميلاد، حيث ذروة القوة الآشورية.
وتحاول الدكتورة صالح وزملاؤها من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بريطانيا، تقييم الأضرار الناجمة عن هجمات "داعش" على تراث العراق.