تجمَّع مواطنون هولنديون في مسجد في أمستردام، الأحد 5 مارس/آذار 2017، تضامناً مع مسلمي هذا البلد، بعدما تعهد النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز بإغلاق المساجد وحظر القرآن في حال فوزه في الانتخابات المقبلة.
وتجمَّع نحو 200 شخص يمثلون ائتلافاً واسعاً ضد العنصرية في هولندا في "المسجد الكبير" وسط أمستردام، معربين عن قلقهم البالغ من تصاعد التمييز ضد المسلمين في البلد الأوروبي.
وقال نجم ولادالي، أحد منظمي التجمع الذي ضم عدداً من المثليين "من المهم جداً أن نجعل صوتنا مسموعاً. نحن كمجتمع مسلم لا نشكل خطراً البتة على المجتمع".
وقال متحدث آخر يدعى عبدو منبهي، يرأس منظمة مغربية في هولندا "في الحقيقة نحن أيضاً ضحايا التطرف الإسلامي".
ويقدر عدد المسلمين في هولندا بما بين 840 ألفاً و960 ألف شخص، أي نحو 5% من السكان البالغ عددهم نحو 17 مليون نسمة. ومعظم هؤلاء من أصول تركية أو مغربية، بحسب مكتب الإحصاءات الهولندية.
وكان النائب فيلدرز أثار الجدل بمواقفه المتشددة ضد الإسلام والمهاجرين وبإهاناته للمغاربة والأتراك.
كما توعد في أجندة حزبه، أنه في حال انتخابه فسيحظر بيع المصاحف ويغلق المساجد والمدارس الإسلامية، ويغلق الحدود ويحظر دخول المهاجرين المسلمين.
ولكن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تقلص الدعم لموقف فيلدرز المتشدد.
ومنذ 2015 تضاعفت تقريباً حوادث التمييز، وتعرضت المساجد لنحو 54 حادثاً تجلت في تلقي رسائل تهديد عليها رموز نازية، بحسب انيك فان دير فالك الباحثة في جامعة أمستردام.
وقالت أثناء مشاركتها في التجمع "هناك تصاعد مقلق لهذا النوع من الحوادث في بلادنا".
وفي وقت سابق، الأحد، جدَّد فيلدرز توعده بإغلاق المساجد. وقال "قد يكون إغلاق المساجد أكثر صعوبة، ولكنه ممكن".
وصرح للصحفيين في ضاحية صناعية في أمستردام "علينا أن نغير الدستور، وهذا يستغرق وقتاً في هولندا بالطبع، ولكنني نائب، فإذا كان أحد قادراً على تغيير الدستور واقتراح هذا الأمر فهو أنا".
وأظهر معدل استطلاعات نشرها موقع "مؤشر الاستطلاعات" (بيلينغفيجزر) استناداً إلى سبع وكالات مختلفة، السبت 4 مارس/آذار 2017، أن الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك روته سيحصل على 23 إلى 27 من مقاعد مجلس النواب، البالغة 150، مقابل 22 إلى 26 لحزب الحرية بزعامة فيلدرز في حال أجريت الانتخابات اليوم.