آدم وحواء.. بين الأرض والسماء

فإن حروف اسم "أحمد" كما ذكر في كل الكتب السماوية وأكده القرآن، تتطابق مع أحرف اسمي كل من "آ د م - حـ و ا ء" ومع إعادة ترتيب الحروف متصلة يصبح بذلك "وأحمد"، ولنا أن نقرأها هكذا "آدم. حواء. الأنبياء. وأحمدَ ما في الخلق جميعاً".

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/04 الساعة 01:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/04 الساعة 01:39 بتوقيت غرينتش

لا شك أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أعظم الخلق كافة بشهادة المسلمين والمستشرقين، وإن لثبوت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأدلة لدى كل الديانات في الكتب السماوية، سواء قبل عصره أو بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.

وعندما نقرأ القرآن حتى آية: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ.."، يجب أن ننتبه إلى جملة "وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ"، إعجاز الخالق -سبحانه- في الآية عجيب فلم يقل سبحانه وتعالى "ومبشراً برسول اسمه أحمد يأتي من بعدي"، أي أنّ الرسول الذي اسمه أحمد سيأتي من بعد عيسى عليه السلام؛ ليكون اسم النبي تحديداً وتماماً أحمد، ولم يكن ذلك، فقد ورد عدد 4 آيات في سور أخرى غير الآية السابقة تؤكد أن اسمه الفعلي محمد.

ولكن في الآية المبشرة بقدومه -صلى الله عليه وسلم- كان اسمه أحمد في كل الكتب السماوية سواء في العهد القديم أو التوراة أو الإنجيل، حسب ما ورد فيهما بدليل الآية هنا "مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً.."، الاسم والمعنى هنا دقيق ولا يختلف أحد على ترتيب كلمات الآية، أي اسمه أن يكون أحمد ما في الأسماء.

وحينما خلق الله آدم وخلق من ضلعه حواء -عليهما السلام- أصبحت حواء هبة الله لآدم، وتعلمت منه كل شيء بالفطرة، وحول قصة الخلق إلى حين نزولهما إلى الأرض مصحوبين بخديعة إبليس الملعون، ﻻ يدركها أي تفسير أو تأويل خير من كلام الله في القرآن الكريم.

ويُروى في الأثر عن قصة قابيل وهابيل؛ حيث نَشأ قابيلُ قاسياً عَنيفَ الطِّباع بعكسِ هابيلَ الهادئِ المُسالِم، حتى انقضاء أجل هابيل على يد أخيه.
"ويذكر أن آدمُ بكى أربعينَ يوماً، وبَكَت حوّاءُ من أجل وَلَدَيها، وأوحى الله إلى آدم أنه سَيَرزقُه وَلداً آخر، ولداً طيّباً مثل هابيل، ومَضَت تسعةُ أشهر، وأنجَبَت حوّاءُ ولداً قيل إن وجهُه يُضيء كالقمر، فَرِحَ آدمُ وملأت البهجةُ قلبَه لقد عَوّضه الله عن هابيلَ، مرت سبعةُ أيام وآدمُ يفكّر في اسمٍ لولده وفي اليومِ السابع قال لزوجته نُسمّيه شيث، ومعناه هبةَ الله؛ لأن الله قد أهداه إلينا، إلى أن توفي آدم عليه السلام، وتحمّل ابنه شيث من بعده رسالة الدعوة إلى الله وتعاليم العبادة".

والمفارقة الأوثق هنا حول معجزة الأسماء؛ حيث يقول الله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ" (سورة البقرة).

تؤكد الآية أنه حينما خلق الله آدم -عليه السلام- تلقى منه تعاليم الأسماء واللغات كلها دون أي علم آخر في هذا الكون حتى الملائكة لم تكن تعرفها؛ حيث قال الله: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا.." بات واضحاً لدينا أن معنى علّم الأسماء هنا هو المعرفة الدقيقة لفعل وصفة كل اسم بكل لغة، بمعنى أدق أن لكل اسمٍ صفةً وفعلاً وشكلاً وهيئة أياً كان من خلق الله.

ومنذ ذلك الحين لم تتغير أو تتبدل الأسماء الكونية الأساسية بمرور الزمن، خاصة كأسماء الثوابت اﻹلهية للمخلوقات كالشمس والقمر والنجوم والكواكب والسماوات واﻷرض والبحار، وكل ما فيها من أسماء خلق الله بات ثابتاً ومعللاً بصفته من لفظ آدم له، وورثت ذريته جميعها هذه الملكة الربانية، وأصبح اﻻسم ﻻ بدَّ أن يكون دائماً دليل صفة ذات طبيعة ما مرئية أو غيبية.

فإذا كان الله سبحانه وتعالى أوجد تلك التعاليم الاسمية وألقاها على روح آدم عليه السلام، ولم يذكر سبحانه شيئاً آخر من أول ما علمه إياه بعد خلقه مباشرة إلا اﻷسماء، هذا يعني أن هناك معجزة إلهية للبشرية حول تلك الأسماء تبدأ وتنتهي من أول اسمين من البشر "آدم وحواء".

وبما أن آدم أول خلق الله بشراً ونبياً في الوقت ذاته، ومن ثم خلق حواء من ذاته وصفته وعلم الأسماء الذي ألقاه الله عليه، ثم كانت ذرية اﻷنبياء وصولاً إلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- والذي قيل إن آدم استشفع باسمه حينما أراد التوبة وعندما رآه مكتوباً على العرش قبل خلق السماوات واﻷرض وقبل خلق آدم وحواء.

إذن الله سبحانه وتعالى علم آدم اﻷسماء كلها وبعدها خلق منه حواء التي سماها آدم بنفسه من تعاليم الله إليه لتتحقق المعجزة الاسمية المفردة، وقد أوجد الله فيهما الروح والنطفة واﻻسم والصفة المتوارثة.

وفي الآية: "وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ.."، هنا تكمن المعجزة في اسمي "محمد وأحمد":

فإن حروف اسم "أحمد" كما ذكر في كل الكتب السماوية وأكده القرآن، تتطابق مع أحرف اسمي كل من "آ د م – حـ و ا ء" ومع إعادة ترتيب الحروف متصلة يصبح بذلك "وأحمد"، ولنا أن نقرأها هكذا "آدم. حواء. الأنبياء. وأحمدَ ما في الخلق جميعاً".

وهناك دليل آخر قاطع على معجزة الأسماء، فمن خلال البحث نجد أن كلمة "اسم" ذكرت عدد 40 مرة بمشتقاتها في القرآن، وقد بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو عمره 40 عاماً، أي أن النبي الذي من اسمه أحمد سيكون عمره 40 سنة.

وهذه الأدلة من بيان لغة القرآن تثبت أن اسمَي "محمد أو أحمد"، مشتقان من اسمَي كل من آدم وحواء، وهو بذلك آخر سلالة الأنبياء والمرسلين من نسل آدم وحواء عليهما السلام؛ ليكون ذلك هبة الله من السماء لرسولنا محمد آخر الأنبياء.

تحميل المزيد