الأسد مقابل الإرهاب.. سر اللقاء الغامض الذي أزعج النظام السوري وغيَّر مسارَ مفاوضات جنيف

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/02 الساعة 03:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/02 الساعة 03:34 بتوقيت غرينتش

تقدمت محادثات السلام السورية في جنيف قليلاً، يوم الأربعاء 1 مارس/آذار 2017، للمرة الأولى بعد ستة أيام من المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة، وذلك بعد ورود أنباء عن قبول النظام السوري بضغط روسي لبحث الانتقال السياسي الذي يُفترض أَن يشمل مصير بشار الأسد.

ورأى كل جانب من المشاركين في المفاوضات بادرةَ أمل في صياغة جدول الأعمال، وفقاً لما يريد، خاصة بعد أن التقى مفاوضو المعارضة بدبلوماسيٍّ روسي كبير.

الإرهاب مقابل الأسد


وقالت المعارضة إن مفاوضي الرئيس السوري بشار الأسد تعرَّضوا لضغوط من حلفائه الروس، للتطرق إلى مسألة الانتقال السياسي، الذي يقول المعارضون إنه يجب أن يشمل تنحِّيه عن السلطة.

على الجانب الآخر.. ذكر مصدرٌ قريب من وفد الحكومة السورية، أن هناك اتفاقاً على أن يشمل جدول الأعمال مناقشة "الإرهاب"، وهي كلمة فضفاضة تستخدمها دمشق لوصف كل المعارضة السورية المسلحة.

ولم يتضح بعدُ إن كان الهدفان في انسجام، أم أن الجانبين يسيران في مسار تصادمي مثلما كانت الحال في جولات التفاوض السابقة قبل عام.

إنه منزعج


لكن دبلوماسيين يقولون إن لقاء المعارضة بجينادي جاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قد يمثل علامة فارقة تزعج الأسد، الذي يصف معارضيه بأنهم إرهابيون.

وقال يحيى قضماني، رئيس وفد المعارضة للصحفيين، إنه استعرض هو وزملاؤه نقاطاً قوية وواضحة لجاتيلوف، وإن روسيا ستحتاج إلى وقت للرد.

وأضاف أن المعارضة ترغب في أن تصبح موسكو حيادية وليست عدواً لسوريا، حسب تعبيره.

وتابع أنها تريد من روسيا الضغط ورعاية عملية الانتقال السياسي، والعمل مع المعارضة في سبيل وقف الإرهاب في سوريا.

وقال دبلوماسي، إن المعارضة أصيبت بخيبة أمل، لأن الروس التزموا بمواقفهم الراسخة بأن مقاتلي المعارضة منقسمون لدرجة تحول دون التفاوض معهم.

وجاء ستافان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا على نحو غير متوقع إلى الفندق الذي يقيم فيه وفد المعارضة في وقت متأخر من المساء بعد لقائها مع جاتيلوف، لكنه أحجم عن التعليق.

مناقشات عميقة


وركزت محادثات جنيف حتى الآن بالكامل تقريباً على كيفية الترتيب لمحادثات أكبر في جولات لاحقة، لكن الجانبين قالا، يوم الأربعاء 1 مارس/آذار 2017، إنهما أجريا مناقشات "عميقة" مع دي ميستورا في وقت لاحق خلال اليوم.

وقال نصر الحريري، وهو مفاوض من المعارضة للصحفيين "نلاحظ الآن أن موضوع الانتقال السياسي أصبح الموضوع الرئيسي على الطاولة".

وتريد المعارضة مناقشة "الانتقال السياسي"، وقالت بعدما استمعت إلى دي ميستورا إنها تعتقد أن روسيا أقنعت مفاوضي الحكومة السورية بأن المسألة يجب أن تكون على جدول أعمال المحادثات.

الجعفري يتراجع


ولم يقبل بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية مناقشة المسألة قط من قبل.

وتُجرى المحادثات في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي يحدد عملية انتقال سياسي تتضمن صياغة دستور جديد لسوريا، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، ونظام حكم يتسم بالشفافية ويخضع للمساءلة.

ويريد دي ميستورا تقسيم هذه الموضوعات في ثلاث نقاط.

وذكر دبلوماسيان غربيان أن الحكومة السورية وافقت على دراسة النقاط، لكنها ذكرت أنه يجب أن تكون هناك نقطة رابعة وهي قضية "الإرهاب".

وقال مصدر قريب من وفد الحكومة، إن المحادثات كانت بنَّاءة، وقادت إلى "اتفاق على أربع نقاط متساوية في الأهمية"، تشمل الإرهاب.

لكن قضماني قال إن القرار 2254 لا يتضمن "نقطة الإرهاب"، وإن المحادثات يجب أن تبدأ بالانتقال السياسي، لأنه النقطة الأساسية.

ولم يتوقف القتال رغم وقف لإطلاق النار تدعمه روسيا وإيران وتركيا.
جولة جديدة
وذكرت وكالات أنباء روسية، أن جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار ستنطلق، يوم 14 مارس/آذار 2017.

ونقلت عن جاتيلوف قوله إن محادثات أخرى في جنيف ستجرى، في 20 مارس/آذار 2017.

وعلى الصعيد الميداني.. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قصف الحكومة لمنطقة تسيطر عليها المعارضة على المشارف الشمالية الشرقية لدمشق زاد يوم الأربعاء، وإن المعارك بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة أسفرت عن مقتل 13 جندياً سورياً.

ووفقاً للمرصد وعامل إغاثة في المنطقة، شنَّت قوات الحكومة هجمات حول القابون في الأيام التي سبقت الجولة الحالية من محادثات السلام، وهو أعنف هجوم هناك في أكثر من عامين.

تحميل المزيد