قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه منفتح على إصلاح واسع النطاق لنظام الهجرة في الولايات المتحدة، في تحول عن لهجته المتشددة خلال الحملة الانتخابية.
جاء ذلك في أول كلمة له أمام الكونغرس، أمس الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2017، في أعقاب شهر أول مضطرب له في السلطة.
نظام جديد للهجرة
ترامب اقترح أمام الكونغرس نظاماً جديداً للهجرة، مبنياً "على أساس الجدارة"، وأعطى كمثال على ذلك دولاً تطبقه مثل كندا وأستراليا، مهاجماً المهاجرين غير الشرعيين بشدة.
وقال الرئيس الأميركي إنه يريد "أن يتخلى عن النظام الحالي للمهاجرين… وأن يتبنى مكانه نظاماً مبنياً على أساس الجدارة"، التي ستسمح بحسب رأيه "بتوفير الكثير من المال".
وأوضح ترامب في أول خطاب له حول السياسة العامة أمام الكونغرس بمجلسيه، أن "أولئك الذين يريدون الدخول إلى (أي) بلد، يجب أن يكونوا قادرين على إعالة أنفسهم مالياً. ومع ذلك، نحن في أميركا لا نفرض هذه القاعدة، الأمر الذي يستنزف الموارد العامة التي يعتمد عليها الأفقر بين مواطنينا".
وقال ترامب، إن من الممكن إعداد خطة إصلاح موسعة بشأن الهجرة إذا رغب الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس في الوصول إلى حل وسط. وأضاف أن الهجرة إلى الولايات المتحدة ينبغي أن تقوم على نظام يستند إلى الجدارة، وليس على الاعتماد على المهاجرين الأقل مهارة.
وقال إن الإصلاحات من شأنها زيادة الأجور ومساعدة الأسر التي تواجه صعوبات على الانضمام إلى الطبقة المتوسطة.
وقال الرئيس الجمهوري، الذي تبنى نهجاً متشدداً ضد المهاجرين غير القانونيين في حملته الانتخابية في 2016: "أعتقد أن من الممكن إحداث إصلاحات حقيقية وإيجابية بشأن الهجرة، ما دمنا نركز على الأهداف التالية: تعزيز الوظائف والأجور للأميركيين، تقوية أمن بلدنا، وإعادة الاحترام إلى قوانيننا".
كما أبدى الرئيس بقوة، عزمه على محاربة الهجرة غير الشرعية، التي ربطها بالجريمة في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه أمر بإنشاء مكتب خاص لضحايا جرائم الهجرة.
وكرَّم ترامب أميركيين وُجِّهت إليهم الدعوة لحضور خطابه، هم أقارب أشخاص قُتلوا بأيدي "مهاجرين غير شرعيين"، كانت لديهم سوابق جنائية.
وفي خطابه لبلد لا يزال منقسماً بشأن قيادته، أكد ترامب رغبته في التركيز على المشكلات في الداخل، بتعزيز الاقتصاد من خلال إصلاحات ضريبية واستثمارات بقيمة تريليون دولار في البنية التحتية وإصلاح قانون الرعاية الصحية، الذي صدر في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وبعد شهر أول في السلطة، هيمنت عليه المعركة بشأن الحظر المؤقت الذي فرضه على سفر مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة سعى ترامب إلى تجاوز فترة فوضوية ألقت بشكوك حول قدرته على الحكم بفاعلية.
وارتفعت الأسهم الأميركية في المعاملات الآجلة في بداية كلمة ترامب قبل أن تقلص مكاسبها في وقت لاحق من الخطاب.
واستغل ترامب أسابيعه الأولى في السلطة لتكرار الوعود ببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك وتكثيف عمليات ترحيل المهاجرين غير القانونيين الذين يرتكبون جرائم.
في الوقت نفسه عبّر عن تعاطفه مع الأطفال الذين دخلوا البلاد، عندما عبر آباؤهم الحدود دون وثائق سليمة.
"إعفاءات ضريبية واسعة"
عبَّر ترامب عن الحاجة لإقناع الأميركيين بالاحتشاد خلف جدول أعماله، بعد انتخابات شهدت منافسة مريرة، إذ دعا لتأييد جهوده من أجل "فصل جديد من العظمة الأميركية".
ووعد مجدداً، بالقيام بإصلاح ضريبي "تاريخي" سوف "يقلل من الضرائب على شركاتنا حتى تتمكن من التنافس مع أيّ أحد كان، والازدهار في أي مكان"، وسيعود بالنفع أيضاً على الطبقة الوسطى، من دون أن يخوض في تفاصيل ذلك.
وكرَّر وعودَه بفرض ضرائب على الواردات الأجنبية، لحماية الصناعة الأميركية.
وقال إنه يريد تقديم "تخفيضات ضريبية هائلة" للطبقة المتوسطة، وخفض ضرائب الشركات، لكنه لم يذكر تفاصيل.
وبدا خطابُه كلمةً رئاسيةً أكثر تقليدية من خطاب التنصيب، في 20 يناير/كانون الثاني، الذي رسم فيه صورة قاتمة للولايات المتحدة.
ودعا ترامب الكونغرس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، إلى إلغاء ووضع بديل لقانون الرعاية الصحية الذي صدر في عهد أوباما، مع إصلاحات توسع الخيارات المتاحة وتزيد الاستفادة بالرعاية الصحية وتقلص التكاليف.
ولا يزال الجمهوريون منقسمين بشأن كيفية تحقيق هذا الهدف، بينما يعارض الديمقراطيون بشدة أي تدخل في النظام الذي يوفر الرعاية الصحية لملايين الأميركيين ذوي الدخل المنخفض.