أعلنت منظمة الحج والزيارة الإيرانية، الثلاثاء 28 فبراير/شباط، أن المفاوضات بشأن مشاركة الإيرانيين في موسم الحج المقبل لا تزال متواصلة مع وزارة الحج السعودية في مدينة جدة.
مشيرة إلى أنها "أجرت منذ الخميس الماضي سلسلة مفاوضات طويلة على مستوى الخبراء لمناقشة مسألة تتعلق بأبعاد متعددة بشأن موسم الحج".
وقالت المنظمة الإيرانية في بيان لها إن "المفاوضات مع الجانب السعودي مستمرة"، مرجحة "التوصل إلى اتفاق مع السلطات السعودية بشأن الحج".
ولم يلمح البيان عن وجود تقدم في المفاوضات أو الوصول إلى توافق بشأن بعض القضايا الخلافية، منوهاً أن "هناك إمكانية التوصل إلى اتفاق مع السلطات السعودية"، مشيراً إلى أن "نتائج المفاوضات الحاسمة والمركزية سيتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام في أقرب فرصة ممكنة".
وشددت منظمة الحج الإيرانية "أنها تؤكد التزام الجمهورية الإسلامية بتحقيق موسم الحج بالنسبة للإيرانيين مع حفظ كرامتهم وتوفير الأمن لهم بما يتوافق مع حقوق الإنسان".
وكان الوفد الإيراني لشؤون الحج وصل إلى جدة 23 من فبراير الجاري، وأجرى عقب وصوله مفاوضات مع مسؤولين في وزارة الحج السعودية.
وبعث وزير الحج السعودي محمد بن صالح بنتن، في 29 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، رسالة دعوة إلى إيران للمشاركة في سلسلة لقاءات مرتقبة مع أكثر 80 بلداً، لمناقشة الترتيبات المتعلقة بتنظيم الحج العام المقبل.
وتؤكد الحكومة السعودية أنها ترحب بالحجاج والمعتمرين في المملكة من دون النظر إلى جنسياتهم أو انتماءاتهم المذهبية، بما في ذلك الحجاج الإيرانيون.
وأعلنت إيران مقاطعة موسم الحج العام الماضي على خلفية توترات شهدتها العلاقات بين البلدين، عندما شككت طهران بقدرة السعودية على تنظيم موسم الحج بعد حادثة التدافع التي أودت بحياة نحو 2300 شخص في العام 2015، بينهم 464 إيرانياً.
وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، قال أمس خلال مؤتمر صحفي، بشأن المفاوضات بين منظمة الحج الإيرانية ووزارة الحج السعودية، "إنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى استنتاج بهذا الشأن"، مضيفاً "نحن أبدينا رأينا فقط وأبلغنا السعودية بذلك"، مشيراً إلى أن طهران ستعلن أي نتائج في حال التوصل إلى حل لهذه المفاوضات الجارية في جدة.
إيران تقدم 3 شروط ذات طابع سياسي
وفي سياق متصل، قدم الوفد الإيراني في منظمة الحج، الأحد الماضي، ثلاثة شروط بعضها سياسية لوزارة الحج السعودية خلال المفاوضات التي عقدت اليوم في مدينة جدة، بحسب ما ذكر مصدر في الوفد الإيراني لوكالة أنباء "ألف" الإيرانية.
وقال المصدر إن "الشروط الثلاثة التي قدمها الوفد الإيراني المفاوض للمسؤولين في وزارة الحج السعودية هي توفير الأمن للحجاج الإيرانيين والسماح لهم بإقامة مراسم قراءة دعاء كميل في المدينة المنورة ما بين المسجد النبوي الشريف ومقبرة البقيع، وإقامة مراسم البراءة من المشركین في صحراء عرفات والتي يتم خلالها إطلاق "الصيحات" التي غالباً ما يتخللها تنديد بالولايات المتحدة وإسرائيل".
وزعم المصدر الإيراني إن هذه الشروط الثلاثة ليس هدفها عرقلة مفاوضات الحج بل تهدف إلى ضمان حقوق الحجاج الإيرانيين وفق القانون الدولي والقضايا الإنسانية، مضيفاً إن "الوفد السعودي تسلم هذه الشروط وسوف يقوم بدراستها للرد عليها".
وتحذر السلطات السعودية في كل عام جميع الحجاج من استخدام الشعارات السياسية في موسم الحج، من أجل الحفاظ على سلامة الحجاج وأداء المراسم العبادية.
يذكر أن مراسم "البراءة من المشركين" التي كانت قد بدأت في عهد قائد الثورة الإيرانية، الراحل روح الله الخميني، وقد جرت طوال سنوات مسيرات أثناء موسم الحج رأى خبراء أنها كانت في سياق السعي الإيراني لإثبات قوة الثورة في مناسبة يجتمع فيها مئات آلاف المسلمين من حول العالم.