لديّ ستة خدم مخلصين علموني كل ما أعرف
وهل تعلم أيضاً -عزيزي القارئ- أن هؤلاء الخدم الستة متاحون لك أيضاً؟ ليقوموا بخدمتك وتعليمك والبحث لك عن الحقيقة التي ترغبها من كل خادم على وجه الخصوص وبكل إخلاص، ما إن تكمل القراءة ستكتشف كيف ستوظفهم لديك.
في مقولة رائعه للشاعر الإنكليزي روديارد كيبلينغ يُعبر فيها عن امتنانه الشديد لستة أسئلة غيّرت مجرى حياته وتفكيره، وقامت بخدمته كما لو قام ستة خدم بخدمته وحده هي: "ما، لماذا، متى، كيف، أين، من؟"، حيث وصفهم بالمخلصين والمعلمين (علَّموني كل ما أعرف).
إن التساؤل هو الطريقة الفعّالة للعلم والمعرفة والبحث؛ لذلك تجد أن الجامعات العالمية تتجه نجو الأبحاث والتقارير في أسلوبها الأكاديمي، وذلك لفاعليته في جمع المعلومات من مصادر مختلفة لموضوع قيد الطرح أو قيد السؤال، وما إن تحول طريقة دراستك إلى مجموعة من الأسئلة سوف يسهل عليك جمع المعلومات اللازمة للدراسة وفهمها بطريقة أسهل وأيسر؛ لذلك ستجد أن طرح الأسئلة هو بوابتك الواسعة للحصول على المعرفة التي تتوق إليها في أية موضوع وأي مجال، اسأل ودع عقلك يبحر في الإجابات.
يؤمن نوح إس تي جون بأن الشفرة السرية في تحقيق "السعادة والنجاح معاً" تكمن في سبع قواعد للنجاح، التي تكمن في برمجة عقلك الواعي واللاواعي، ويبدأ قاعدة الهرم في السبب الأول والأهم وهو بما يسميه بالأسئلة التأكيدية، التي تركز على الأسباب الدافعة للقيام بأي أمر يسبب لك النجاح، والابتعاد عن الأسباب المانعة لأي أمر بأن يمنعك ويبعدك عن النجاح، فهو يذهب إلى أسلوب يرمي بالطرق التقليدية في التحفيز وإدارة التنمية البشرية عرض الحائط ويحولها إلى أسئلة تأكيدية، وذلك بأن تقوم بتحويل الجملة التأكيدية إلى سؤال، ويذهب إلى أكثر من ذلك، ويضيف أن يكون كل ما نتفوه به أسئلة تحفيزية إيجابية بدلاً من الجمل والعبارات التأكيدية التقليدية.
ما السر وراء الأسئلة التحفيزية والخدم الستة؟ يضيف جون أنه يجب تركيز العقل البشري على ما يملك وليس على ما ينقصه، وبذلك عندما تحول العبارة التحفيزية "أنا سعيد.. أنا جميل" إلى سؤال تأكيدي "لماذا أنا سعيد إلى هذا الحد؟"، "لماذا أنا جميل بهذا الشكل؟" فأنت بهذه الأسئلة توجه عقلك للبحث عن إجابة والانشغال بما يملك فقط، والابتعاد عما ينقصه، فهو بهذه الطريقة الفّعالة سيقوم بالبحث عن الإجابة دائماً ويركز اهتمامه في البحث عنها، وهي ما تسمى برمجة العقل اللاواعي، وكما نعلم بالقدرة العجيبة والرائعة لعقلنا اللاواعي في تحقيق الأمور السلبية، فإن صرفنا اهتمامه بسؤال تحفيزي إيجابي فهذا بالتأكيد سوف يعود علينا بنتائج مذهلة بالنجاح والسعادة معاً، وهذا ما تحقق على أرض والواقع من خلال استخدام هذه البرمجة العقلية، مؤمناً بذلك أن طبيعة التفكير البشري هي عملية تساؤل وبحث عن إجابات للأسئلة، وهذا يؤدي إلى تفكير فعّال ويؤدي بصاحبه إلى نجاحات لن تتوقعها أبداً، كما يروي المؤلف عن قصص النجاح والسعادة في الصعيد الشخصي والعملي والعاطفي التي تحققت من برمجة العقل الواعي واللاواعي.
هل أن مستعد لهذه التجربة مع الخدم الستة؟ لكن كُن حذراً في انتقاء الأسئلة، وتذكر دائماً أن تكون أسئلة إيجابية تحفيزية فيما تملك، وفيما ترغب أن تمتلكه، فإن كان عقلك اللاواعي مشغولاً بأمور سلبية ومحبطة على الدوام فقم بإشغاله بأسئلة تأكيدية وتحفيزية، وابدأ الآن بوضع أسئلتك الخاصة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.