"مَنْ بإمكانه أَنْ يَقول اليوم إنَّ أبناءنا لا يُمكن أن يَجمعوا بين العلم والإيمان؟ ومَنْ بإمكانه وصفُ هذا الجيل بأنه قد فَقَدَ كل ما يَرمز إلى التفوّق والإبداع؟ ومَن يستطيع أن يُحمِّله كل الرذائل والنكسات ويعتبر أنه لن يقوى على تحمل المسؤوليات؟..".
بهذه الكلمات افتتح الدكتور سليم قلالة مقالته "بالفعل أنتم لها.. حقاً" في جريدة الشروق اليومي، وقد عدَّد الدكتور بعضاً من الجزائريين والجزائريات الذين حققوا نجاحات وإنجازات في المسابقات العالمية، وفي مختلف المجالات علمية، تقنية، دينية، أدبية..وغيرها.
من بين هؤلاء في المجال العلمي: "محمد دومير" الفائز في مسابقة نجوم العلوم، و"عبد الرحيم بورويس" واختراعه الخاص بمرضى التوحد، والطفل "رضوان عباد" والمخترعة "مليكة مختاري".
في مجال القرآن الكريم: "الزهراء هني" تتفوق في مسابقة القرآن الكريم بدبي، والطفل "عبد الله فارح" الطفل المعجزة كما لقّب.
في مجال الفن: وفي مسابقة منشد الشارقة سطوع نجوم جزائرية وبروز أسماء فنية مثل: "عبد الرحمن بوحبيلة"، و"ناصر ميروح"، و"نجيب عياش"، و"كمال رزوق".
في بطولات الذاكرة العربية والعالمية شرف الجزائر كل من: "مريم يزة"، و"أمير خالد الواعر"، و"يحيى نصر الدين راسين".
في مسابقة تحدي القراءة العربي "محمد عبد الله جلود" يبهر الجميع، ومثل هؤلاء كثيرون، منهم من ذكروا في الإعلام، ومنهم مَن لم يذكروا.
إنها الجزائر خزان كبير لمختلف الطاقات والكفاءات كما قال الشيخ المبارك الميلي: "إن الجزائر منبت الرجال، ومعدن نبوغ، ومطلع بدور"، هذه هي الطينة الجزائرية التي قال عنها الشيخ عبد الحميد بن باديس: "إن الطينة الجزائرية طينة علم وذكاء إذا واتتها الظروف".
هؤلاء أبناء الجزائر يرفعون اسم الجزائر عالياً، ها هم يشرفون وطننا الغالي في مختلف الميادين، ها هم يؤكدون بلسان حالهم كلمات العلامة بن باديس:
شعب الجزائر مسلم ** وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله ** أو قال مات فقد كذب
نعم.. شعب الجزائر مسلم، رغم أنوف الواهمين.
نعم.. شعب الجزائر إلى العروبة ينتسب، رغم تشكيك المشككين.
نعم.. شعب الجزائر لم يحِد عن أصله، رغم كيد الحاقدين.
نعم.. شعب الجزائر لم يمت، رغم شماتة الحاسدين.
نعم لكل ذلك، كل ذلك عبَّر عنه الطفل "محمد جلود" بلسانه مقاله في معرض الإجابة عن سؤال "لماذا تقرأ؟ وما الذي يدفعك للقراءة؟"، حيث أجاب: "أقرأ لأتعلم، وأنا تلميذ أحب القراءة كثيراً؛ لأن القراءة ضرورية لحياتي الفكرية كالطعام الذي آكل، والماء الذي أشرب، والهواء الذي أتنفس، إنها غذاء العقل والفكر، وهي فريضة إسلامية وليست من الكماليات، كما قال الأديب عباس محمود العقاد، ولأن القراءة مقياس الحكم على الشعوب، ولذلك عندما سُئل الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس كيف تحكم على إنسان؟ قال: أسأله كم كتاباً يقرأ؟ وماذا يقرأ؟ والشيء الذي يدفعني للقراءة هو حلمي المقدس الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالقراءة، وهو أن أصير عالماً كبيراً كأمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد بن إدريس الشافعي، والشيخ محمد بن إسماعيل البخاري، وغيرهم من العلماء.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.