قال تيم كوك، رئيس أبل التنفيذي، إنَّ الأخبار الزائفة "تقتل عقول الناس". وقال إنَّ الشركات كشركته تحتاج إلى ابتكار أدوات لإيقاف انتشار الأكاذيب، وذلك دون المساس بحرية التعبير.
ودعا كوك، في لقاءٍ له مع جريدةٍ بريطانية قومية، الحكومات إلى قيادة حملات لتعقب المعلومات الزائفة. إذ تصدرت كارثة الأكاذيب والمعلومات الزائفة الخطاب السياسي العام أثناء الحملات الانتخابية الأخيرة، والتي اتُّهِمَ فيها مؤيدو الطرفين بترويج المعلومات الخاطئة لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال كوك لصحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية: "نحن نمر بفترةٍ زمنية بعض المنتصرين فيها للأسف هم من يقضون وقتهم في محاولة الحصول على أكثر عدد من المشاهدات والقراءات، وليس من يقولون الحقيقة. هذا الأمر يقتل عقول الناس بطريقةٍ ما".
وأضاف: "كل شركات التكنولوجيا، بما فيها شركة أبل، تحتاج إلى ابتكار بعض الأدوات التي تساعد على الحد من حجم الأخبار الزائفة. يجب علينا محاولة فعل ذلك دون التعدي على حرية التعبير وحرية الصحافة، لكن يتوجب علينا مساعدة القارئ. فكثيرٌ منا الآن يشكو ويتذمر من الأمر، ولا نعرف ما يجب علينا فعله".
وقال إنَّ شن حملة على هذه المعلومات والأخبار الزائفة قد يعني "فوز وكالات الأنباء الصادقة، والموثوق بها، والعميقة، والتي لا تسعى فقط إلى الإثارة. فصعود هذه الأخبار الزائفة أمر قصير المدى. لا أعتقد أن الناس يريدون ذلك"، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
وبينما كانت هناك حالات لاستغلال ونشر الأخبار الزائفة بين صفوف مؤيدي كلا الطرفين في معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، إلا أن الكثيرين يرون أن حملة دونالد ترامب بالأخص استفادت من تقارير الأخبار الزائفة.
كما ضُبِطَ فريق الرئيس الأميركي الحالي عدة مرات وهو ينشر معاونيه للتأكيد على أن جمهوراً ضخماً قد حضر يوم تتويجه، في حين أن الأدلة تُظهِر حضور عددٍ قليل نسبياً.
وأصر المتحدث الرسمي باسم ترامب، شون سبايسر، على أن الحدث استطاع جذب "أكبر جمهور على الإطلاق في مراسم التتويج". وقال ترامب إنَّه يعتقد أن أعداد الجماهير "وصلت حتى نصب واشنطن التذكاري".
إلا أن الصور الملتقطة أثناء لحظة حلف ترامب لليمين تُظهر جمهوراً صغيراً نسبياً، ولم يصل بأي شكل من الأشكال إلى نهاية متنزه "ناشيونال مول"، حيث يقع النصب التذكاري. كما أشارت دلائل أخرى إلى حضور جمهورٍ صغير نسبياً.
ومن جانبها، وصفت كيليان كونواي، إحدى مساعدي ترامب البارزين، لاحقاً أكاذيب إدارة ترامب بكونها "حقائق بديلة".
أخبار زائفة بانتخابات الرئاسة
وسادت الأخبار والحقائق الزائفة الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتضمن خبرٌ من الأخبار المزيفة المضادة لترامب أثناء الانتخابات ادعاءً زائفاً بأن ترامب قد تحرَّش بالمقدم التلفزيوني روبول.
في حين تعرَّضت ادعاءات هيلاري كلينتون للتدقيق الشديد بعد زعمها "بعدم وجود أدلة" تثبت أن بريدها الإلكتروني قد اختُرق، لأن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي أكد حينها أنه من المرجح أن الأمر قد حدث بالفعل.
ووجدت دراسةٌ نشرها خبراء اقتصاديون في جامعة ستانفورد وجامعة نيويورك بعد مرور شهرين على الانتخابات الأميركية، التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني، أنَّه، في الفترة التي سبقت التصويت، حازت الأخبار الزائفة المضادة لهيلاري كلينتون على 30 مليون مشاركة على موقع فيسبوك، في مقابل 8 ملايين مشاركة للأخبار المؤيدة لها.
وذكرت الدراسة: "المواطن الأميركي العادي رأى وتَذكر 0.92 خبر زائف مؤيد لترامب، و 0.23 خبر زائف مؤيد لكلينتون، وتعدت نسبة من صدقوا هذه الأخبار الزائفة النصف بقليل".
إلا أن الدراسة استنكرت قدرة هذه الأخبار المزيفة التي انتشرت على الشبكات الاجتماعية على تغيير نتيجة الانتخابات: "حتى تتمكن الأخبار الزائفة من تغيير نتيجة الانتخابات، كان يجب لمقال زائف واحد أن يكون له نفس التأثير المقنع الذي يمتلكه 36 إعلاناً تلفزيونياً".
ومع ذلك، طالب كوك باتخاذ بعض الإجراءاتٍ للتقليل من وصول الأخبار الزائفة قائلاً: "نحن نحتاج إلى نسخةٍ حديثة من حملة إعلانات الخدمة العامة. إذا كانت هناك إرادة، يمكن أن تُنفذ بسرعة".
وأضاف: "يجب أن يغرس الأمر من خلال المدارس، ويجب أن يُغرَس في العامة. يجب أن تكون هناك حملة ضخمة. يجب علينا التفكير في كل الشرائح السكانية.. نحن نحتاج إلى دورة تعليمية جديدة للطفل الحديث، لطفل العصر الرقمي".
وأوضح مقصده قائلاً: "بشكلٍ ما، الأطفال هم الأسهل في تعليمهم. فعلى الأقل قبل سنٍ معينة، يكون الأطفال في "وضع" الاستماع والفهم، ويدفعون أهلهم للتصرف. وقد رأينا ذلك في القضايا المتعلقة بالبيئة، حين يتعلم الأطفال في المدرسة، ويعودون إلى منازلهم، ويقولون: لماذا لديك هذه الزجاجة البلاستيكية؟ لماذا تلقيها في القمامة؟".
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.