عبّر رئيس وزراء نرويجي سابق عن صدمته بعد احتجازه واستجوابه لساعات في مطار دالاس بواشنطن بسبب زيارةٍ قام بها لإيران منذ ثلاثة أعوام.
وكان كييل ماغني بونديفيك، والذي تولّى منصب رئيس وزراء النرويج بين عامي 1997 و2000، قد سافر جواً من أوروبا إلى الولايات المتحدة عصر يوم الثلاثاء الماضي، 31 يناير/كانون الثاني، لحضور مؤتمر "إفطار الصلاة الوطني" (وهو مؤتمر سنوي يُقام في واشنطن في الثلاثاء الأول من شهر فبراير كل عام، يلتقي فيه نخبة السياسة والاقتصاد والأعمال والمجتمع لبناء العلاقات).
احتُجز بونديفيك لمدة ساعة بعد أن لاحظ موظّفو الجمارك في جواز سفره الدبلوماسي أنّه سافر إلى إيران عام 2014. وقال بونديفيك إنّ جواز سفره يشير بوضوح أيضاً لمنصبه السابق كرئيس وزراء النرويج.
وقال لاحقاً في مقابلةٍ مع قناة "ABC7" الأميركية: "بالطبع أتفهّم كلياً الخوف الدائر من السماح للإرهابيين بدخول البلاد. ومع ذلك، أعتقد أن جواز سفري الدبلوماسي كان كافياً، وكذلك كوني كنت رئيس وزراء سابق".
وأضاف: "كان يجب أن يكون هذا كافياً ليعرفوا أنّي لا أمثّل مشكلةً أو تهديداً لبلادهم ويطلقوا سراحي على الفور، لكنّهم لم يفعلوا ذلك".
وقال بونديفيك، الذي يرأس الآن مركز أوسلو لحقوق الإنسان، إنَّه وُضِعَ في غرفةٍ مع مسافرين من الشرق الأوسط تعرّضوا أيضاً لفحصٍ مشدّد من جانب السلطات.
وقال إنّّهم أمروه بالانتظار لمدة 40 دقيقة، ثم استجوبوه لمدة 20 دقيقة أخرى عن رحلته إلى إيران، والتي قام بها للتحدّث في مؤتمرٍ لحقوق الإنسان.
وقال: "كان ذلك مفاجئاً ومستفزاً بالنسبة لي، كيف ستصبح سمعة الولايات المتحدة إذا حدث هذا مع قادة الدول الأخرى، وليس معي فقط؟".
مخاوف من إدارة ترامب
حدث هذا بعد توقيع دونالد ترامب قراراً تنفيذياً الأسبوع الماضي يحظر مؤقتاً دخول المسافرين من سبع دولٍ ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وهي إيران، والعراق، وليبيا، واليمن، وسوريا، والسودان، والصومال. وعلّق القرار أيضاً برنامج إعادة توطين اللاجئين لمدة 120 يوماً، وأوقف استقبال اللاجئين لفترةٍ غير محدّدة.
تسبّب القرار في إثارة الفوضى في مطارات الولايات المتحدة، واشتعلت الاحتجاجات، وأثار استنكاراً عالمياً. وعندما وُقّع القرار بشكلٍ مفاجئ، احتُجز الكثيرون ممن كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة، وبينهم حاملو البطاقة الخضراء، عند وصولهم إلى المطارات الأميركية، ومُنعَ آخرون من الصعود إلى الرحلات المتجهة للولايات المتحدة، أو طردهم مسؤولو الأمن من على متن الطائرات قبل الإقلاع.
وقال بونديفيك إنَّ المسؤولين بمطار دالاس أخبروه أن احتجازه كان بسبب قانون أقرّه أوباما عام 2015، يضع قيوداً على سفر القادمين من تلك الدول السبع، أو المسافرين من دول أخرى ممن زاروا تلك الدول مؤخراً.
لكنّه أضاف أنَّه لم يواجه مشكلةً مسبقاً في زيارة الولايات المتحدة، وأنَّ السفارة الأميركية في أوسلو أخبرت مكتبه قبل سفره أنّه لا يحتاج سوى جواز سفره وتصريح سفرٍ إلكتروني مستقل.
وفي مقابلةٍ أخرى مع قناة "TV2″، عبّر بونديفيك مجدداً عن مخاوفه بشأن تكتيكات إدارة ترامب، وقال: "أفهم الخوف الراهن من الإرهاب، لكن لا تجب معاملة مجموعات عرقية كاملة بهذه الطريقة".
وأضاف قائلاً: "أعترف أنني أخاف من المستقبل. شهدنا الكثير من التقدّم على مدار الأعوام العشرة الأخيرة، لكن هذا التطور الأخير يثير القلق، ويشبه ما يفعله الرؤساء المستبدون الآخرون الذين يحكمون دولاً أخرى كبرى أيضاً".
وقال متحدثٌ من دائرة الجمارك الأميركية وأمن الحدود إنَّ القانون يمنعه من مناقشة التفاصيل الخاصة بالموافقة على دخول شخصٍ بعينه إلى الولايات المتحدة.
ويوم الجمعة نفّذت إيران قراراً انتقامياً بمنع المصارعين الأميركيين من المشاركة في كأس العالم للمصارعة الحرة، أحد أبرز المنافسات في مجال المصارعة الدولية.
ونقلت وكالة الأنباء "IRNA" عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أنَّ لجنةً خاصة بحثت الأمر، و"في النهاية توصّلت إلى رفض زيارة فريق المصارعة الحرة الأميركي".
وقال قاسمي إنَّ السياسة الجديدة التي تبنتها إدارة الولايات المتحدة الجديدة لم تترك لإيران خياراً سوى منع زيارة المصارعين الأميركان.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.