يبلغ من العمر 27 عاماً، يدرس العلوم الاجتماعية، ويؤيد ترامب وإسرائيل ولوبان.. إنه المتهم بقتل 6 مسلمين والشروع في قتل 5 آخرين حالتهم خطيرة، في الهجوم الإرهابي على مسجد بمقاطعة كيبيك الكندية بعد صلاة العشاء الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2017.
ألكسندر بيسونيت، الطالب بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة لافال، الذي أوقفته السلطات الكندية، لم يقدم أي دفاع خلال امتثاله أمام المحكمة في وقت متأخر من يوم الاثنين، بينما كان يرتدي حلة السجناء ويداه مكبلتان بالأصفاد وهو يحملق في الأرض ويبدو عليه القلق الشديد، إلا أنه ظل صامتاً، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وذكرت جماعة محلية تهدف إلى الترحيب باللاجئين أن اسم بيسونيت معروف لديهم، حيث اعتاد القيام بنشر عبارات عدائية ومستفزة على شبكة الإنترنت وتشويه سمعة اللاجئين والتعبير عن دعمه لـ"مارين لوبان"، زعيم الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا.
وقالت الجمعية على موقع فيسبوك أن بيسونيت كان "معروفاً بين العديد من المتشددين في مدينة كيبيك بآرائه الموالية لـ لوبان والمناهضة للحركة النسائية، بحسب ما ذكرته وسائل التواصل الاجتماعي وجامعة لافال.
يؤمن بسيادة ذوي البشرة البيضاء
آخرون ممن يعرفون بيسونيت وصفوه بأنه انطوائي خجول ويدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ونقلت صحيفة جورنال دي كيبيك عن زميله إريك ديبروا قوله "كان يحب ترامب كثيراً ويبدو معادياً دائماً لليسار"، مضيفاً أنه تواصل مع الشرطة في أعقاب الاعتداء ليخبرهم أن بيسونيت "يميني متطرف ووطني متشدد يؤمن بسيادة ذوي البشرة البيضاء".
زميل آخر بالجامعة يدعى جان ميشيل ألار بروس وصف بيسونيت بأنه يعتنق "أفكاراً سياسية يمينية متطرفة موالية لإسرائيل ومناهضة للهجرة"، قائلاً "تجادلت معه كثيراً. وكان يبدو موالياً لترامب".
ولفت إلى أن بيسونيت "لم يثر فكرة استخدام العنف كأداة سياسية".
جاء الاتهام بعد ساعات من وقوع. الاعتداء على المركز الثقافي الإسلامي بمدينة كيبيك، المعروف أيضاً باسم المسجد الكبير أثناء صلاة العشاء. ولقي ستة أشخاص مصرعهم، بينما أُصيب 19 آخرين.
ولا يزال هناك خمسة مصابين في حالة حرجة بالمستشفى.
وذكرت الشرطة في البداية أنه تم اعتقال رجلين في أعقاب الاعتداء. ومع ذلك، ففي وقت لاحق من اليوم، أوضح الشرطة أن هناك مشتبهاً به واحداً بينما تم إطلاق سراح الآخر والتعامل معه باعتباره شاهداً دون توجيه أي اتهامات له.
كلهم آباء.. هؤلاء هم الضحايا
أدى الاعتداء الجبان إلى فقدان توازن الجالية الإسلامية المترابطة بمدينة كيبيك. فقد ظل البعض مستيقظاً طيلة الليل في انتظار التعرف على تفاصيل الاعتداء.
وقال محمد لابيدي، المتحدث باسم المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك "لا يسعني التعبير عن الحزن الذي أصاب مجتمعنا. وقعت هذه المأساة في دار عبادة أثناء أداء الصلاة".
وأضاف باكياً "إنها مأساة كبيرة. ونشعر بحزن بالغ لا يمكن التعبير عنه".
وبدأت أسماء وهويات القتلى الستة في التكشف يوم الاثنين. وكان جميعهم آباء وأرباب أسر.
عز الدين سفيان البالغ من العمر 57 عاماً والذي يعمل بقالاً ولديه ثلاثة أبناء كان معروفاً بالمجتمع المحيط ومحبوباً للغاية بسبب مساعداته للوافدين الجدد إلى المدينة.
أما خالد بلقاسمي، البالغ من العمر 60 عاماً، أستاذاً بقسم علوم الأغذية بجامعة لافال. وذكر رئيس الجامعة دنيس برير في بيان له "جامعتنا تعلن حالة الحداد اليوم. فإننا ننعي وفاة أحد أعضاء الجامعة المبجلين والرجل المخلص والمحبوب بين زملائه وطلابه".
ومن بين القتلى أيضاً كان عبد الكريم حسن البالغ من العمر 41 عاماً ويعمل خبير تكنولوجيا معلومات بالحكومة ووالد لثلاثة أبناء، بالإضافة إلى أبو بكر ثابتي المواطن التونسي البالغ من العمر 41 عاماً ووالد لطفلين.
ولقي مامادو تانو باري البالغ من العمر 42 عاماً وصديقه المقرب إبراهيما باري البالغ من العمر 39 عاماً واللذين هاجرا من غينيا إلى كندا مصرعهما تاركين أربعة أطفال وطفلين على التوالي.
هكذا تحطمت قلوب 36 مليون كندي
كان الاعتداء بمثابة صدمة للعديدين بأنحاء المدينة الهادئة التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من نصف مليون مواطن. وتعد أعمال العنف نادرة في كيبيك – ففي عام 2015 لم تقع سوى جريمتي قتل بالمدينة.
وذكر هارون بوعزي، رئيس منظمة أمال كيبيك الحقوقية ومقرها مونتريال "يشعر مسلمو كيبيك بالذعر حالياً. ونحن ننتظر رداً على كيفية وأسباب حدوث مثل تلك المأساة".
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أدان بدوره الاعتداء قائلاً "كان ذلك اعتداءً إرهابياً. كانوا مجموعة من الأبرياء تم استهدافهم أثناء ممارسة شعائر دينهم. وأريد أن أبلغ أكثر من مليون مسلم كندي أن قلوب 36 مليون كندي تحطمت مع قلوبكم".
وطالب الكنديين بالتضامن مع المنكوبين جراء الاعتداء "إننا نشعر بالحزن معكم وسوف ندافع عنكم ونحبكم ونقف إلى جواركم".
من جانبه وصف رئيس وزراء كيبيك فيليب كويلارد اعتداء الأحد باعتباره "عملاً إجرامياً موجهاً لجالية محددة" وأعرب أيضاً عن تضامنه مع المسلمين في كيبيك قائلاً "ترفض كيبيك هذا العنف الهمجي بصورة مطلقة". وأكد أنه تم تكثيف تأمين المساجد في أنحاء الإقليم.
تم توخي الحيطة وتكثيف الحملات الأمنية في أنحاء البلاد، بينما استعان الناس في أنحاء العالم بوسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن مواساتهم ودعمهم للمسجد. وقد تمكنت إحدى صفحات جمع التبرعات لمساعدة أهالي الضحايا فيما يتعلق بنفقات الجنازات في جمع أكثر من 120 ألف دولار كندي بحلول مساء الاثنين.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.