أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2017، اتصالاً هاتفياً بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اتفقا خلاله على ضرورة "التطبيق الصارم" للاتفاق النووي الإيراني، مؤيدين في الوقت ذاته على دعم إقامة مناطق آمنة في كل من سوريا واليمن.
وجرى خلال المكالمة التي امتدت أكثر من ساعة للحديث عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وعلاقته بجماعة الإخوان المسلمين.
مناطقة آمنة
البيت الأبيض قال في بيان له عقب المحادثة الهاتفية إن العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفقا في اتصال هاتفي، أمس الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2017، على دعم إقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن.
وخلال حملته الانتخابية العام الماضي دعا ترامب دول الخليج إلى دفع مقابل إقامة مناطق آمنة لحماية السوريين.
وقال البيان إن الزعيمين اتفقا على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف: "طلب الرئيس (ذلك) ووافق الملك على دعم مناطق آمنة في سوريا واليمن فضلاً عن دعم أفكار أخرى لمساعدة كثير من اللاجئين الذين شردتهم الصراعات المستمرة."
وفي تعليقها على الاتصال الهاتفي لم تذكر وكالة الأنباء السعودية إقامة مناطق آمنة. وقالت الوكالة إن الزعيمين أكدا على "عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين".
وقال مصدر سعودي رفيع المستوى لرويترز إن الزعيمين تحدثا لأكثر من ساعة عبر الهاتف واتفقا على تعزيز مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري وزيادة التعاون الاقتصادي.
لكن المصدر قال إنه لا يعلم ما إذا كان قد تم التطرق لموضوع الحظر المؤقت الذي أعلنه ترامب على دخول مواطني 7 دول يغلب على سكانها المسلمون إلى الولايات المتحدة.
كان ترامب قد أصدر أمراً تنفيذياً يمنع دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر ويمنع أيضاً دخول مواطني سوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان والصومال وإيران لمدة 90 يوماً.
تعزيز مكافحة داعش
وقال المصدر السعودي "السعودية تشارك بفعالية في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في سوريا وعدد الطلعات الجوية السعودية ضد داعش تأتي بالترتيب الثاني بعد الولايات المتحدة الأميركية."
وأكد المصدر أنه تم الاتفاق بين الزعيمين خلال المكالمة الهاتفية على تعزيز التعاون في ذلك.
وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن الزعيمين اتفقا أيضاً على الحاجة لمواجهة "أنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة".
تطابق في وجهات النظر
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أيضاً أن وجهات نظر ترامب والعاهل السعودي تطابقت في "مواجهة من يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى" في إشارة واضحة إلى إيران عدو الرياض اللدود.
وأكد المصدر تطابق وجهات نظر الزعيمين بشأن السياسات الإيرانية في المنطقة مما يشير إلى اتفاق ترامب مع ما تراه الرياض من نفوذ متزايد لطهران في العالم العربي.
وقال بيان البيت الأبيض إن الزعيمين ناقشا أيضاً ما وصفه بدعوة العاهل السعودي لترامب "لقيادة جهود الشرق الأوسط لهزيمة الإرهاب والمساعدة في بناء مستقبل جديد اقتصادياً واجتماعياً" للمملكة والمنطقة.
الإخوان المسلمون وبن لادن
وأفاد المصدر السعودي بأنه قد جرى خلال المكالمة "تبيان أن أسامة بن لادن تم تجنيده منذ مرحلة مبكرة من قبل جماعة الإخوان المسلمين كما أفاد بذلك زعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري في تسجيله المصور الشهير بعد وفاة بن لادن وأن بن لادن قام بتأجيل عمليات أحداث 11 سبتمبر حتى يتمكن من تجنيد 15 سعوديا من بين كل الجنسيات الأخرى وبشكل مقصود وممنهج لكي يقوموا بالعمليات الإرهابية في الولايات المتحدة."
وأضاف المصدر "ذلك كان بهدف ضرب العلاقات الاستراتيجية بشكل تام بين البلدين مما يوفر لتنظيم القاعدة البيئة الخصبة في السعودية للتوسع وتجنيد الشباب وإعطاء تنظيم القاعدة الشرعية التي يفتقدها في العالمين العربي والإسلامي" مشيراً إلى أن هذا الأمر معروف ومثبت لدى مخابرات البلدين ولن ينطلي أبداً على الدولتين الصديقتين.
وتدرج مصر والسعودية والإمارات جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية. وتخشى الرياض من أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول حشد التأييد داخل المملكة منذ قيام ثورات الربيع العربي.
وقال مسؤولون أميركيون وأشخاص مقربون من فريق ترامب إن الإدارة الأميركية تناقش ما إذا كان ينبغي أن تعلن الولايات المتحدة أيضاً جماعة الإخوان منظمة إرهابية وأن تخضع للعقوبات الأميركية.
وتحدث ترامب أيضاً مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وفيما تبدو إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين نقلت وكالة أنباء الإمارات عن ولي العهد قوله "الجماعات التي ترفع شعارات وأيديولوجيات زائفة هدفها إخفاء حقيقتها الإجرامية في بث الفوضى والدمار والخراب".
وقال البيت الأبيض إن ترامب أثار أيضاً "فكرة دعم مناطق آمنة للاجئين الذين شردهم الصراع في المنطقة" وإن ولي العهد وافق على دعم هذه المبادرة.