وقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء 25 يناير/ كانون الثاني 2017 مرسوماً لتشييد جدار على طول الحدود بين بلاده والمكسيك بتمويل من الأخيرة، وهو ما رفضه الرئيس المكسيكي مؤكداً: "لن ندفع"، الأمر الذي قد ينذر بمواجهة وشيكة بين الجارتين.
وفي ظل ذلك فإن السؤال الأبرز: إلى أي حد مثل هذا المشروع قابل للتنفيذ؟
فيما يلي بعض العناصر حول كلفته المحتملة وتمويله، والعراقيل التي يمكن أن تعترضه.
ما هي تكلفته؟
تقدر كلفة الجدار الذي يفترض أن يضع حداً للهجرة غير الشرعية من المكسيك بمليارات الدولارات، لكن الآراء تتفاوت حول تقدير أكثر تحديداً.
يبلغ طول الحدود 3200 كلم، من بينها 1020 كلم فيها سياج يحول دون عبور الأفراد والعربات.
وأعلن ترامب أن كلفة المشروع ستتراوح بين "أربعة وعشرة مليارات دولار".
إلا أن المهندسين المعماريين والمهندسين المدنيين الذين درسوا المسألة يرون أن الكلفة ستكون أكبر بكثير.
وقدر معهد "إم آي تي تكنولوجي ريفيو" التقني، في مقال، أن كلفة تشييد 1609 كلم من الجدار ستتراوح بين 27 و40 مليار دولار.
وتابع مقال المعهد "حتى لو وضعنا على حدة مسألة قانونية تشييد جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك أو الجهة التي ستقوم بتمويله، هذا المشروع غير ممكن إطلاقاً بالكلفة التي أعلنها ترامب".
ما الجهة الممولة؟
رفضت المكسيك تماماً أن تتولى تمويل الجدار، أو حتى إعادة تسديد الكلفة إلى الولايات المتحدة، كما كرر ذلك ترامب مراراً في حملته الانتخابية.
لكن ترامب ردَّد الأربعاء في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" أنه يعتزم حمل المكسيك على الدفع، مؤكداً "سيتولون الدفع، ولو كان ذلك بموجب عملية معقدة".
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر الأربعاء، أن ترامب "يعمل مع الكونغرس وأشخاص آخرين" من أجل تحديد كلفة للمشروع.
وتابع المتحدث "يمكن تطبيق آليات تمويل عدة. في هذه المرحلة، الهدف هو إطلاق المشروع بأسرع وقت ممكن من خلال استخدام الأموال والموارد المتوفرة، وبعدها العمل مع الكونغرس على مشروع قانون للتسليف".
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان، الأربعاء، إن المجلس سيمول الجدار الذي يرغب ترامب في تشييده على امتداد الحدود الأمريكية المسكيكية.
وقال ريان في مقابلة أجرتها معه محطة (إم.إس.إن.بي.سي) عندما سئل عمن سيمول الجدار "سنموله وسندفع الأموال..ثمة الكثير من السبل المختلفة لحمل المكسيك على المساهمة في عمل هذا (الجدار)." (إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير محمود سلامة)
ماذا سيكون شكل الجدار؟
نظرياً سيتألف الجدار من كتل من الإسمنت المسلح مع سياج شائك، على أن تكون أساساته عميقة بما يكفي لمنع حفر أي أنفاق للعبور تحته.
كما ألمح ترامب خلال حملته إلى أنه من الممكن رسم صورته على الجدار لتحسين الناحية الجمالية.
عوائق محتملة
إذا أخذنا مثل نهر ريو غراندي، الذي يشكل حدوداً طبيعية بين الولايات المتحدة (خصوصاً ولاية تكساس) والمكسيك، فإن هناك مجموعة من العراقيل التي يمكن أن تحول دون تشييد مثل هذا الجدار.
يحظر القانون خصوصاً أي بناء يمكن أن يعرقل إدارة الفيضانات أو يعيق توزيع الموارد المائية. كما تمنع معاهدة البلدين من تحويل مياه النهر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قسماً كبيراً من الأراضي الحدودية هو ملك لأفراد، وسيؤدي تشييد الجدار عليها إلى إجراءات قضائية عدة (مصادرة أملاك وتعويضات) ويمكن أن يثير احتجاجات على المستوى المحلي.