قد يضطرون لقضاء حاجتهم في حدائق المنازل، وربما الأحراش القريبة. أما الأمر الذي صار معتاداً فهو العراك اليومي مع السكان المحليين للوصول للمراحيض. وبالرغم من ذلك شهدت نيوزيلندا تدفقاً سياحياً في 2016 فاق الـ75% من تعداد سكانها.
حيث زَارَ أكثر من 3.4 مليون سائح نيوزيلندا العام المنصرم، مسجِّلين رقماً جديداً لهذه الجزيرة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 4.5 مليون نسمة.
ويعتمد اقتصاد نيوزيلندا بشكل كبير على الدولارات القادمة من السياحة، لكنَّ الارتفاع الكبير في أعداد السيَّاح يشكِّل ضغطاً على البنية التحتية في أنحاء البلاد، وبالأخص على دورات المياه العامة.
أصبحت الاحتكاكات بين السكان المحلِّين من أجل الوصول إلى دورات المياه العامة أمراً شائعاً بصورةٍ متزايدة، وذلك في الوقت الذي أفادت فيه تقارير عن منع "مخيِّمي الحرية"، وهم المخيِّمون الذين لا يُقيمون في أماكن مدفوعة، كالفنادق مثلاً، من استخدام دورات المياه العامة التي كثيراً ما يتحمَّمون فيها، ويغسلون ملابسهم، وأواني الطهي الخاصة بهم في أحواض غسل الأيدي.
وتزايدت أعداد السيَّاح، منذ أن أُدرِجَت منطقة تاراناكي، في الجزيرة الشمالية، كثاني أفضل منطقة في العالم من قِبَل "Lonely Planet"، وهو أكبر مرجع ودليل للسفر في العالم، في عام 2016.
وقال مدير المرافق والممتلكات بمجلس منطقة جنوب تاراناكي، جون سيرجنت، إنَّ اجتماعاً إقليمياً كان في طور التنظيم لبحث مسألة نقص دورات المياه العامة.
وقال كريس ويلكس، أحد السكان المحلِّيين، إنَّ أكثر من 50 شخصاً قد استخدموا مُجمَّعاً لدورات المياه يضم دورة مياه واحدة كل ليلةٍ في جنوب تاراناكي.
وقال إنَّهم إذا لم يتمكَّنوا من الوصول إلى دورة المياه، فإنَّهم سيقضون حاجتهم في الأدغال المجاورة، وهو أمرٌ شائع في المناطق كثيفة السياحة في أرجاء البلاد، الأمر الذي أدَّى إلى تلويث بعض الأنهار والشواطئ بالفضلات البشرية، وجعل السباحة فيها أمراً خطيراً.
وقال ويلكس: "كل بنيتنا التحتية قديمة للغاية، ولم تكن مُصمَّمة لاستيعاب ملايين السائحين".
وأضاف: "أرحِّب بالسيَّاح في بلادنا، لكنَّهم لا يتحمَّلون أي مسؤولية، والسكان والبيئة هما من يدفعان الثمن، وليس هذا بالأمر الصحيح".
وقال سيرجنت إنَّ قضية دورات المياه وصلت إلى مرحلةٍ كارثية.
وأضاف: "لدينا الكثير من الناس الذين يذهبون لقضاء حاجتهم في الأدغال، وهذا أمرٌ غير ملائم تماماً من وجهة نظر ثقافية وبيئية. وبالتالي، لدينا مسألةٌ خطيرة نحتاج إلى معالجتها على وجه السرعة".
وتكرَّرت قصة تاراناكي في البلدات السياحية في أنحاء البلاد.
ففي بلدة غلينورشي الصغيرة في الجزيرة الجنوبية، وهي مدخل حديقة جبل أسبيرينغ الوطنية، يصل عدد السيَّاح إلى 150 ألفاً سنوياً. وهذا الصيف، أُرسِلَت دوراتُ مياهٍ متنقِّلةٌ بعد أن اشتكى السكان المحلِّيون من قضاء السيَّاح لحاجتهم في حدائقِ منازلهم الخاصة، وفي الحدائق العامة، وكذلك من التسرُّب من خزَّانات الصرف الصحي الموجودة في مجمَّع دورات المياه العامة.
وأفادت تقارير من مؤسسة "Fairfax" الإعلامية بأنَّ منطقة كانتربري في الجزيرة الجنوبية كانت في حاجةٍ ماسَّة إلى 60 دورة مياه إضافية لتلبية الطلب.
واشتكت المكتبات في المراكز السياحية مثل "Queenstown" و"Wanaka" كذلك من استخدام السيَّاح دورات مياهها للاستحمام، وتنظيف أسنانهم، وغسل ملابسهم.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.