“مشهد الهروب” يستفزُّ الإسرائيليين.. كيف برَّر الجنود فرارهم من أمام منفِّذ عملية القدس؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/09 الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/09 الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش

أثار مشهد هروب عدد من الجنود الإسرائيليين المسلحين، من مشهد العملية الهجومية التي نفذها فلسطيني في مستوطنة "أرمون هنتسيف"، المقامة على أراضي جبل المكبر في القدس الشرقية، ردود فعل إسرائيلية متفاوتة.

فقد بثت وسائل الإعلام، شريط فيديو، لمكان العملية لإثبات تعمد منفذ العملية، مهاجمة الجنود.

ولكن ظهر أيضاً في ذات الشريط جنود مسلحون يهربون من المكان.

ويتضح من التسجيل أن عشرات الجنود كانوا في المكان، ومعهم أسلحتهم النارية الأتوماتيكية من طراز (ام 16).

وكان الهجوم الذي وقع أمس قد أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 15 آخرين، بينهم واحد بحال الخطر.

تبرير الجنود

وقالت القناة الثانية في التلفاز الإسرائيلي، إن بعض الجنود برروا هروبهم بأنهم خافوا أن يصيبوا بعضهم البعض في حال إطلاق النار بشكل عشوائي.

وأضافت إن البعض الآخر، قال إنه عند وقوع العملية "لم يدركوا إذا ما كان الحديث يدور عن عملية هجومية أو حادث سير".

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد نقلت، أمس، عن إيتان روند، وهو حارس أمن مدني أطلق النار على القنبر، قوله إن الجنود في المكان "كانوا مترددين بإطلاق النار، قبل أن تبدأ ردود الفعل".

وحاول روند الربط بين الحادثة، وبين الحكم بإدانة الجندي أليؤر أزاريا من قبل المحكمة العسكرية بالقتل غير العمد لفلسطيني، قائلًا: "ربما يكون هذا السبب".

وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية في تل أبيب قد أدانت، الأسبوع الماضي، الجندي أزاريا بالقتل غير العمد للجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، في شهر مارس/آذار الماضي بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة وهو جريح.

ولكن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، موتي ألموز اعتبر أنه "من الخطأ القول إن الجنود ترددوا في إطلاق النار، أو القول بأن إدانة أزاريا أثرت عليهم".

وأضاف لإذاعة الجيش: "الجنود لم يعرفوا في البداية إن الحديث يدور عن هجوم، واعتقدوا أنه حادث طرق وفي اللحظة التي أدركوا أنه هجوم فإن اثنين من الجنود أطلقا النار على الشاحنة".

وتابع ألموز: "ليس من الواضح إذا ما كانت طلقاتهما قتلت المهاجم أو أوقفت الهجوم ولكن من الواضح أنهما استخدما سلاحهما".

تحقيق في الحادث

من جهته طالب عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من قيادة الجيش التحقيق في حادثة هروب الجنود، "من دون وضع اللوم على إدانة الجندي أزاريا".

وقال: "من الصعب تصديق أنه بعد ثوان من قتل الشاحنة لأربعة جنود، وقف رفاقهم للتفكير في العواقب القانونية لإطلاق النار على مهاجم".

من جهتها قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) اليوم: "يستدل من التحقيقات الأولية أن عدداً من الجنود أطلقوا النار على مرتكب الاعتداء، وقامت إحدى الضابطات بتوجيه الأوامر إلى باقي الجنود بالاحتماء والابتعاد عن المكان".

وأضافت: "يرفض الجيش الإسرائيلي القول إن الجنود يخشون إطلاق النار، بسبب قضية الجندي المدان أزاريا في الخليل".

وقد تفاعل فلسطينيون وعرب على شبكات التواصل مع المشهد.

وكتب الكثير من النشطاء، تغريدات ساخرة من "مشهد الهروب"، رغم أن الجنود مدججون بالسلاح، معتبرين أنه يدل على "جبن جنود الجيش الإسرائيلي".

تحميل المزيد