أدى فادي قنبر (28) عاماً، منفذ عملية دهس الجنود الإسرائيليين بالقدس صلاة الظهر الأخيرة له في منزله وأطفاله يلعبون حوله، وكلما سجد يتسلق صغيره ظهره، وفادي يتأنى في النهوض خوفاً من سقوط هذا الصغير من فوق ظهره.
أنهى فادي صلاته، وأحاط طفله بالعناق الأخير، ثم رماه في الهواء كما يحب ليسقط مجدداً بين يديه اللتين تدفعانه إلى صدره، لتنهال عليه قبلاته، وتدغدغه أصابعه.
أحمد قنبر ابن شقيقه، قال لـ"عربي بوست"، إن فادي خرج من المنزل كعادته بعد أن تلقى اتصالاً لنقل إحدى الحمولات، مؤكداً أنه أدى صلاة الظهر ثم خرج وهو يعد أبناءه بالعودة خلال ساعات قليلة إلى المنزل.
خرج الشاب الفلسطيني من منزله في جبل المكبر جنوبي مدينة القدس، بعد أن ودع أطفاله الأربعة وزوجته، حيث كان يعمل على شاحنة نقل خاصة به، وما هي إلا ساعات قليلة على خروجه حتى وصل العائلةَ خبرٌ لم يكن بالحسبان.
كيف فعلها؟
بهدوء وقف فادي في مستوطنة "أرمون هنتسف" بالقرب من تجمع لجنود الاحتلال، وأمامه حافلة إسرائيلية تنزل منها مجموعة أخرى من الجنود، انتظر قليلاً حتى نزلوا جميعهم وتجمعوا بجانب الحافلة، ثم اندفع صوبهم بشاحنته، بينما هم يركضون محاولين الهرب.
أربعة قتلى و20 إصابة من بينهم ثمانية أشخاص بحالة خطيرة، هذا ما نتج عن عملية فادي، قبل أن يمطره أحد المستوطنين بالنار منهياً حياته.
وبحسب شقيقه فانه يعمل منذ عام ونصف العام على هذه الشاحنة الخاصة، حيث يتلقى اتصالات لنقل البضائع في مدينة القدس ومحيطها، ويستجيب لها، فأصبحت الشاحنة مصدر رزق له ولعائلته، نافياً ما تم تداوله حول أن فادي هو أسير محرر.
بعد تنفيذ فادي لعمليته حاصرت قوات معززة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة جبل المكبر، وأغلقت مداخلها، قبل أن تقتحم منزله ومنازل أخرى تعود لعائلته وتخضعها للتفتيش الدقيق.
من يستقبلُ المُعزِّين؟
جنى (5 أعوام) طفلة فادي، بقيت وحدها في المنزل تستقبل المتوافدين من العائلة وأهالي جبل المكبر إلى منزلهم بعد انسحاب قوات الاحتلال التي اعتقلت والدتها وجديها وأعمامها الاثنين.
شقيق منفذ العملية أشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت والده أحمد قنبر، ووالدته منوة، وشقيقيه محمد ومنذر، وزوجته، إضافة لزوجة القتيل، حيث نقلوا جميعاً إلى جهة مجهولة للتحقيق معهم.
من جانبها، ذكرت شقيقة فادي أنه بعد مداهمة منازلهم في جبل المكبر، قامت قوات الاحتلال بجمع شقيقات القتيل البالغ عددهم (١٢) شقيقة وسلمتهم استدعاءات للتحقيق.