أظهرت دراسة حديثة أن 30.9% من شباب تونس مستعد للانخراط في الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ولا يمانع ذلك.
الدراسة التي أنجزها منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بتونس (مستقل) بالتعاون مع منظمة "روزا لكسمبورغ" (منظمة أهلية ألمانية لها فرع في تونس)، شملت 1168 شاباً تونسياً تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة، حسبما جاء في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس الثلاثاء 27 ديسمبر/ كانون الأول 2016.
وحسب الدراسة التي حملت عنوان "الشباب والهجرة غير النظامية في تونس: دراسة ميدانية للتمثّلات الاجتماعية والممارسات والانتظارات"، فإن الاعتقاد العام لدى المستجوَبين أن السبب الأول للموافقة على الانخراط في الهجرة هو البطالة.
واستنتج المنتدى في هذه الدراسة أن الاستعداد للهجرة يأتي هروباَ من الإشكالات الاجتماعية ذات العلاقة بالبطالة وتردي الأوضاع المعيشية والأمنية والخوف من المستقبل.
كما تعود أسباب الإقبال على الهجرة، إلى خيبة الأمل الكبيرة من الأداء السياسي والاقتصادي خلال السنوات الأخيرة بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011، وتردي الأوضاع المعيشية والتهديدات الإرهابية وضبابية البرامج الاقتصادية والاجتماعية، وفق ما جاء في الدراسة.
عينة الدراسة
ووفق الدراسة، فإن 24% من المستطلعة آراؤهم عاطلون عن العمل.
وتشير إلى أن 83% من عينة الدراسة تراوح تعليمهم بين المرحلة الثانوية والجامعية، و66.1 % يعملون أو يتابعون الدراسة، و54.7% يقطنون مساكن بسيطة، ويعيشون أوضاعاً مادية متواضعة.
وتنتمي عينة الدراسة إلى الشرائح الوسطى والدنيا من الطبقة الوسطى وكذلك من الفقراء، وفق المؤشرات المعتمدة من المعهد الوطني للإحصاء.
وتؤكد إحصاءات وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية إثر ثورة 14 يناير 2011، أن نسبة الفقر بلغت 24.7%، ومن هم على عتبة الفقر الكلي 11%.
وصدّقت تونس على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2000 والبروتوكول الإضافي حول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر والبحر والجوّ.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن 3500 شخص ماتوا غرقاً في المتوسط خلال الهجرة غير الشرعية سنة 2014 وفي 2015 نحو 3771 شخصاً، وخلال الستة أشهر الأولى من 2016 نحو 2814 شخصاً.
وخلال الستة أشهر الأولى من 2016 كذلك، وصل لأوروبا نحو 200 ألف لاجئ ومهاجر.
وحسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فإن أكثر من 1500 شخص لقوا حتفهم عند محاولتهم اجتياز الحدود البحرية الإيطالية خلسة إبان الثورة التونسية، من بينهم 1000 تونسي.