بعد 50 عاماً.. فرنسا تشكر الرماة السنغاليين.. ماذا تعرف عن الجنود السود؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/26 الساعة 05:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/26 الساعة 05:31 بتوقيت غرينتش

من وحول الهند الصينية إلى الليالي الباردة في جبال الجزائر، قاتل يورو دياو (88 عاماً) تحت راية فرنسا. وبعد خمسين سنة، يؤكد هذا المقاتل السنغالي تعليقاً على حصوله على الجنسية الفرنسية "من الأفضل أن تأتي متأخراً من ألا تأتي أبداً".

بعد معركة إدارية استمرت سنوات، جاء هذا الاعتراف الذي "لم يعد يأمل فيه" في وعد قطعه الأسبوع الماضي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

قال دياو معبراً عن ارتياحه "إنه ظلم يتم التعويض عنه. في السنغال الجميع يتحدثون عن ذلك وكذلك في باماكو وأبيدجان".

وهذا الرجل النحيل، هو الأكبر سناً بين مجموعة من المقاتلين السنغاليين السابقين الذين غادروا مبنى متهالكاً للإقامة في مكان جديد في بوندي بشمال باريس.

وقد ارتدى جميعهم بزات وربطات عنق للاحتفال بهذا النبأ وإن "كان يجب عدم الرقص قبل أن يقرع الطبل"، على حد قول أحدهم.

ينتمي هؤلاء السنغاليون الذين تتراوح أعمارهم بين 77 و88 عاماً إلى "الجيل الأخير" من مجموعة مقاتلين أفارقة تطوعوا أو تم تجنيدهم في صفوف الجيش الفرنسي وشاركوا في كل معاركه من حرب 1870 بروسيا إلى حرب الجزائر التي انتهت في 1962.

وشلت أولى الكتائب في السنغال، لكن هؤلاء "الرماة السنغاليين" بقبعاتهم الحمراء المعروفة قدموا من كل المستعمرات الفرنسية من غرب أفريقيا ووسطها إلى مدغشقر.

وقال المؤرخ جوليان فارغيتا مؤلف كتاب خصص لهؤلاء "الجنود السود"، "نعرف أن عددهم كان أكثر من 200 ألف رجل خلال الحرب العالمية الأولى و150 ألفاً في الحرب العالمية الثانية وستين ألفا في الهند الصينية".

ويورو دياو تطوع في الجيش الفرنسي في 1951 وخدم في الهند الصينية والجزائر. ويعرض عدداً من الصور القديمة قائلاً "كان الأمر قاسياً في الهند الصينية. كنا نسقط في كمائن. خسرت الكثير من رفاقي البيض والسود".

وهؤلاء الجنود بقوا لفترة طويلة يتلقون أجوراً ضئيلة ولا يترقون. لكن في 1947 حصل هؤلاء "الجنود من السكان الأصليين" على مساواة في الأجور ثم على إمكانية أن تتم ترقيتهم.

– "فحوص باللغة الفرنسية" –

بعد تسريحهم، عاد هؤلاء المقاتلون السابقون إلى بلدانهم التي حصلت على استقلالها بدون أن يفكروا في أن فرنسا "وطنهم الثاني" يمكن أن تدير لهم ظهرها.

وفي 1959 جمدت باريس رواتب محاربين سابقين، وكان هذا بالنسبة للرماة بداية حرب طويلة ضد الإدارة الفرنسية. وبعد نضال طويل تمكنوا في 2006 من الحصول مجدداً على تقاعدهم العسكري. ومثل أخوتهم الفرنسيين في السلام، باتوا يتلقون 336 يورو كل ستة أشهر.

وفي إجراء رمزي ومن أجل ضمان مادي أفضل — بحصولهم على حد أدنى من الدخل للمسنين–، يطالب الذين يعيشون في فرنسا بمنحهم الجنسية.

وقد طلب منهم تقديم شهادة ولادة آبائهم –وهي وثيقة غير متوفرة في معظم الحالات– والخضوع لفحص في اللغة الفرنسية.

تقول إيساتا سيك مساعد رئيس بلدية بوندي المكلف شؤون المحاربين القدامى السنغاليين إنه أمر "مهين". وتضيف "لم يطلب منهم الخضوع لكل هذه الاختبارات عندما أرسلوا إلى الجبهة".

وقد قررت هذه المسؤولة المنتخبة البالغة من العمر 36 عاماً وحفيدة أحد الرماة السنغاليين، إطلاق عريضة بعدما وجدت أن المبادرات الفردية لا تجدي. وتقول "في بوندي تم تجنيس واحد فقط من أصل 33 قدموا طلب جنسية وبعد إجراءات استمرت ثلاث سنوات".

والعريضة التي أطلقت على الإنترنت عشية إحياء ذكرى 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918، جمعت أكثر من 60 ألف توقيع خلال 15 يوماً بينها تواقيع عدد من الشخصيات. ومنذ تلك اللحظة تحرك الوضع.

فقد تلقت سيك التي اتصلت بها الحكومة، رسالة من الرئيس فرنسوا هولاند الأسبوع الماضي. وأصبح لديها كل شهر موعد في وزارة الداخلية لمتابعة الملفات التي تتلقاها من جميع أنحاء فرنسا. وقالت "هناك أقل من ألف" من المحاربين القدامى معنيون بذلك.

ورأى دياو "بالتأكيد تأخر الأمر" لكنه أصبح "رسمياً ولا يمكن الرجوع عنه".

تحميل المزيد