توفي لاجئ سوداني، يبلغ من العمر 27 عاماً، كان مُحتجزاً داخل مركز لاحتجاز اللاجئين بجزيرة مانوس الأسترالية، بعد سقوطه وتعرضه لنوبة صرع.
الرجل، الذي يُقال بأنه كان مريضاً منذ عدة أشهر، خارت قواه بعد إصابته بجروح في رأسه داخل مركز الاحتجاز يوم الجمعة 23 ديسمبر/ كانون الأول 2016.
ونُقل على إثر إصابته إلى مستشفى بريزبن الملكية، إلا أنه توفي يوم السبت 24 ديسمبر/ كانون الأول 2016.
وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن الرجل يُدعى فيصل إسحاق أحمد، ولد في الخرطوم في يونيو/ حزيران 1989، وقد احتُجز في جزيرة مانوس منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2013.
لاجئون طالبوا بمساعدته
وقال مصدر مُطلع بجزيرة مانوس للنسخة الأسترالية من صحيفة الغارديان: "إن فيصل كان مريضاً لأكثر من ستة أشهر، وقد حذر عدد من المحتجزين المنظمة المسؤولة عن الرعاية الطبية في الجزيرة، وهيئة الصحة الدولية والخدمات الطبية، بشأن حالته الصحية المتدهورة".
وأضاف المصدر: "تدهورت حالة فيصل الليلة الماضية في سجن أوسكار وجُرح رأسه بشكل خطير" وكتب بعض اللاجئين المتواجدين مع فيصل منذ أيام شكوى إلى هيئة الصحة الدولية والخدمات الطبية، يقولون فيها: "ليست هذه هي المرة الأولى التي يصاب فيها فيصل بالإغماء".
ووفقاً لما قاله "ائتلاف العمل من أجل اللاجئين"، فقد وقَّع أكثر من 60 لاجئاً على هذه الرسالة في مركز احتجاز جزيرة مانوس الأسبوع الماضي. وقالوا بأنه كان يعاني من حالات الإغماء المتكررة طوال الأشهر القليلة الماضية.
وقال إيان رينتول، المتحدث باسم الائتلاف: "إن فيصل هو ضحية أخرى من ضحايا الإهمال المنهجي الذي يعاني منه مركز احتجاز اللاجئين في جزيرة مانوس وفي الخارج".
وأكَّدت وزارة الهجرة وحماية الحدود الأسترالية، في بيانٍ لها، وفاة الرجل البالغ من العمر 27 عاماً بعد سقوطه إثر نوبة صرع في مركز احتجاز اللاجئين بجزيرة مانوس.
وقال البيان: "إن وزارة الهجرة الاسترالية ليست على علم بالملابسات الغامضة المحيطة بوفاته وتعرب عن تعاطفها الشديد مع عائلته وأصدقائه". وسيُقدم الطبيب الشرعي بولاية كوينزلاند تقريراً عن الوفاة. ولن يتم الإدلاء بأية تصريحات أخرى في هذا الوقت".
وقال رينتول: "يجب على الحكومة الاسترالية أن تكُف عن الاستهتار بحياة اللاجئين. ويجب أن يُنقلوا إلى أستراليا، حيث يمكنهم الحصول على الحماية والرعاية الطبية التي يحتاجون إليها".
حالته ليست الأولى
وقد توفي ﺣﺎﻣﺪ ﻛﻴﻬﺎزاﺋﻲ، وهو طالب لجوء إيراني، في مستشفى بريزبن في سبتمبر/أيلول 2014 بعدما تأخرت السلطات في نقله من جزيرة مانوس. وقد قدم كيهازائي إلى جزيرة مانوس وهو مُصاب إصابة طفيفة في ساقه لكن تدهورت حالته إلى أن أُصيب بتسمم في الدم، وهو ما عرضه لعدة أزمات قلبية تسببت في وفاته.
وأفاد تحقيق الطب الشرعي حول وفاته بأنَّ المرافق الطبية الموجودة في جزيرة مانوس لم تكن كافية لإسعافه. وتجاهل المسؤولون التعليمات السريرية التي قالها الأطباء، بالإضافة إلى أن المعدات الطبية اللازمة لإنقاذ الحالات الحرجة لا تعمل. كما كان هناك تجاهل للطلبات التي تدعو إلى نقل كيهازائي على وجه السرعة من الجزيرة، ثم قوبلت هذه الطلبات بالرفض، وبعد ذلك نُقل أخيراً بالإسعاف الجوي إلى ميناء مورسبي أولاً ثم إلى مستشفى بريسبان في نهاية المطاف.
وقد تُوفي عدد آخر من طالبي اللجوء واللاجئين في مراكز احتجاز المهاجرين أو في جزر الاحتجاز. كما قتل حُراس مركز احتجاز اللاجئين رضا باراتي في مانوس عام 2014، وفي عام 2016، توفي أوميد ماسومالي بعدما ألقى على نفسه مادة قابل للاشتعال وأضرم النار في نفسه في جزيرة ناورو، احتجاجاً على احتجازه إلى أجل غير مسمى في الجزيرة.
ويشكو عدد من اللاجئين الآخرين من حالات صحية خطيرة، من بينهن نساء حوامل عانين من حالات ولادة معقدة، ولاجئون يُشتبه بإصابتهم بأورام سرطانية، ولم يتم الموافقة على نقلهم من مكان الاحتجاز إلى داخل أستراليا.
-هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.