وجّهت أسرة الشاب التونسي المشتبه به في هجوم برلين الإرهابي، الذي وقع الإثنين الماضي، نداءً إليه لتسليم نفسه إلى الشرطة وحذرت من أنها ستتبرأ منه.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن أنيس عمري، الذي يتمم عامه الـ24 اليوم الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول، هو المشتبه به الرئيسي في الهجوم الذي حدث في أحد أسواق أعياد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً، وأصبح عمري الآن مطارداً على المستوى الدولي.
عمري تونسي الجنسية، لكنه غادر تونس منذ 7 سنوات متجهاً إلى إيطاليا ويُعتقد أنه انتقل إلى ألمانيا منذ أكثر من عام بقليل، وتعتقد عائلته بأنه قد اعتنق أفكاراً متطرفة أثناء فترة سجنه في إيطاليا.
واليوم، ظهر أقارب عمري الذين مازالوا يعيشون في مدينة "الوسلاتية" التونسية الصغيرة، أمام منازلهم حيث طالبوه بتسليم نفسه للسلطات.
وقال شقيقه عبدالقادر في تصريحات صحفية: "أطلب منه أن يُسلّم نفسه إلى الشرطة، وإذا ثبُت تورطه في الحادث، فنحن متبرئون منه".
وأضاف: "عندما رأيت صورة شقيقي في وسائل الإعلام، لم أصدق عيني. أنا مصدوم، ولا أستطيع تصديق أنه ارتكب هذه الجريمة. إذا كان مذنباً، فإنه يستحق كل الإدانة. نحن نرفض الإرهاب والإرهابيين ولا نتعامل مع الإرهابيين".
بينما قالت شقيقته نجوى: "لا أستطيع تصديق أن شقيقي فعل شيء مثل هذا".
"لم يشعرنا بوجود شيء خاطئ"
وأضافت: "لم يُشعرنا أبداً بوجود شيء خاطئ. كنا على تواصل من خلال فيسبوك وكان دائماً مبتسماً ومبتهجاً".
يأتي ذلك بعد أن انتشرت صور لوالد أنيس، مصطفى عمري، مرابطاً خارج منزله بالوسلاتية حيث نشأ ابنه المطلوب.
وظهر الأب وهو يقود حصانه ويوجه عربته إلى الطريق قبل أن يتوقف للتحدث مع ابنه الآخر وليد.
ويأتي ذلك أيضاً بعد أن كشف الأب لصحيفة "تايمز" البريطانية عن أن ابنه كان يواجه بعض المشاكل حتى قبل أن يرحل إلى إيطاليا، بسبب تعاطيه المخدرات وتوقفه عن الدراسة.
وقال الأب: "كان مثل باقي الأطفال في القرية، التحق بالمدرسة الابتدائية القريبة من هنا، واستكمل دراسته الثانوية في مدينة القيروان لكنه انقطع عن الدراسة بسبب عدم القدرة المادية".
وأضاف: "عمل في حقول الزراعة وفي بعض الأحيان مع الباعة الجائلين. كان يتعاطى المخدرات والكحول مع أصدقائه، ما أدى إلى القبض عليه عدة مرات. تورّط في العديد من القضايا بسبب تعاطيه الحشيش وارتكابه جرائم سطو مسلح وعنف".
جريمة سابقة
وذكرت إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية تصريحات على لسان والد عمري، قال فيها إن ابنه غادر تونس منذ 7 سنوات تقريباً وقضى 4 سنوات في السجن بإيطاليا بعد اتهامه بإشعال حريق في مدرسة، ثم انتقل إلى ألمانيا منذ أكثر من عام. لم يُدلِ الأب بمزيد من التفاصيل وقال إنه لم يكن على تواصل مع ابنه، رغم تواصل أشقائه معه.
وأضاف الأب: "كان يتصل بأشقائه لكنه لم يتحدث معي أبداً، ولم يرسل أي أموال أبداً، لكنه أرسل ذات مرة هاتفاً خلوياً وعلبة شوكولاتة مع صديق تونسي له يعيش في إيطاليا".
في الوقت ذاته، أكدت السلطات أن المشتبه به يمتلك سجلاً من الجرائم والاتجار بالمخدرات.
وتم العثور على أوراق طلب اللجوء السياسي في ألمانيا المتعلقة بعمري في كابينة القيادة بشاحنة 40 طناً والتي استخدمها في دهس الضحايا وتدمير السوق أثناء تجمع البعض للاحتفال بالكريسماس.
وذكرت مذكرة الاتهام أن المشتبه به شخص ذو شعر داكن وعيون بنية ومن المحتمل أن يكون بلحية، واستخدم 6 أسماء مزيفة للتهرّب من قوات الأمن والتواصل مع الواعظين الإسلاميين المتطرفين، والذين يتواجد بعض منهم بالسجن حالياً.
وقال رالف جاغر، وزير الداخلية في ولاية شمال راين وفستفاليا الألمانية: "كان عمري تحت أنظار وكالات مكافحة الإرهاب بالفعل، وتم فتح تحقيق حول الاشتباه في تخطيطه للقيام بأعمال عنف ضد الدولة".
وقال المحققون المسؤولون عن القضية في برلين إن عمري كان مشتبهاً به في التخطيط لسطو مسلح للحصول على أموال تمكّنه من شراء أسلحة آلية لتنفيذ هجوم إرهابي محتمل.
ورغم ذلك أظهرت المراقبة أن عمري كان يعمل تاجراً للمخدرات لبعض الوقت في برلين، وتشاجر ذات مرة مع تاجر آخر، بحسب ما أكد بيان رسمي. وأضاف البيان أن المراقبة قد توقفت في سبتمبر/أيلول الماضي.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.