رسالة من لاجئة فلسطينية..
والله إن العين امتلأت بالدمع، والقلب انفطر.. لا تخرجوا يا أبناء حلب، حتى لا يعيّركم أحد في يوم على خروجكم.
ها نحن اللاجئون الفلسطينيون المشتتون في أصقاع الأرض، وصل حال البعض إلى أن يصفنا بالخونة؛ لأن أجدادنا خرجوا تحت ظروف شبيهة بظروفكم.
خُيIرنا بين الهجرة والموت فاخترنا الخروج، فها نحن منذ 70 عاماً محرَّم علينا أن نشتم رائحة بلادنا.
نعم قد وُعدنا بالعودة، ولكن أي عودة نصدقها من عالَم لا يأبه لقتل طفل لا ذنب له؟!
قد حملنا ما تبقى من وطن، وسكنا الخيام حتى باتت الخيمة وطننا الذي نعاير به حتى من أبناء جلدتنا "ابن مخيم".
لا نملك حتى جواز يفيد بأننا مواطنون لنا كافة الحقوق وعلينا واجبات تجاه وطننا.
نملك تلك الوثيقة اللعينة التي تذكرنا أننا لاجئون، وثيقة صادرة عن بلاد تقاذفتنا من على حدودها؛ لأننا ذلك العبء، وها أنتم تعيشون نفس تفاصيل اللحظة.
شعور بالذل إلى الآن نتذوقه، واليوم نعيشه معكم يا أبناء حلب.
نعم شعور قاسٍ أن تخرجوا وتقولوا "راجعين يا حلب"، ربما ستنتظرون طويلاً حتى تعودوا.
نعم خذلكم القريب والبعيد حتى أصبحتم أرقاماً يعدونها بين شهيد وأسير ونازح، ولكن لا تفرحوا، فقضيتكم اليوم يتداولها الجميع، ولكن غداً ستنامون في خيامكم مضطهدين منكوبين منفيين غرباء لا يعرفون ولا يريدون أن يعرفوا عنكم شيئاً.
الخروج لعنة سترافقكم للأبد.. فعذراً على قسوة الكلمات، ولكن عندما يروي لاجئ حكاية لجوئه يعجز الوصف عن التلطيف والتجميل.
لا تخرجوا وتتركوا الوطن لمستعمريه، فالخيمة لن تكون حنونة عليكم أبداً.
فالموت والذل سيلاحقانكم بأساليب أخرى تتبعها الدول المستضيفة.
لا تخرجوا.. ابقوا لتبقى سوريا لأبنائها.
#النكبة#حلب_فلسطين لا تخرجوا يا أبناء حلب.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.