"أين هم الحرس الخاص" سؤال طرحه كثيرون ساعة اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف 62 عاماً، الذي صرّح في وقت سابق بأنه "لا أحد يجرؤ على أن يصيبه بأذى"، موضحاً أنه لا حاجة لديه لاستخدام إجراءات إضافية لحمايته.
الصحفي التركي محرم صاري كايا، تحدّث عن حراس كارلوف الشخصيين، الذين لم يكن لهم وجود أصلاً في حياة السفير الروسي، على حدّ قوله. موضحاً أنه لم يعتد على استخدام السيارات المدرعة أيضاً.
ولكن يبدو أن ذلك سهَّل على مرت ألتنتاش، القاتل التركي، عمليةً الاغتيال، مبرراً عمله أنه "لأجل سوريا ولأجل حلب"، عبارة قالها قبل أن يُطلق 11 رصاصة من مسدسه، التي استقرت 9 منها في جسد السفير مساء الاثنين 19 ديسمبر/كانون الأول في معرض فني بأنقرة، بحسب تقرير الطب الشرعي.
وقد جاء هذا الاغتيال على خلاف ما كان يخشاه السفير، الذي صرّح عندما تسلم مهامه في أنقرة العام 2013، أنه "يحمد الله أنه في تركيا وليس في سوريا".
وجاء ذلك إجابة عن سؤال وجَّهه أحد الصحفيين، عن وجود تنظيم القاعدة في سوريا الحدودية مع تركيا.
وقال حينها، إن سياسات تركيا وروسيا حول سوريا مختلفة، لكن هذا الاختلاف لن يؤثر على العلاقات بين البلدين. وأضاف أن سوريا لا يجب أن تمثل تهديداً للدول المجاورة لها.
وأثار التدخل العسكري الروسي في سوريا، وما أسفر عنه من ضحايا، حالة من الغضب الشعبي في المنطقة، ضد روسيا ومصالحها.
سقوط الطائرة
العلاقات التركية الروسية شهدت خلال سنوات مكوثه في أنقرة إحدى أشد الأزمات السياسية بين بوتين وأردوغان، وهي حادثة إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية اخترقت أجواءها في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وقد شغل السفير كارلوف، الذي يعمل في الجهاز الدبلوماسي منذ عام 1997 عدة مناصب دبلوماسية، أهمها منصب السفير الروسي في كوريا الشمالية، والسفير الروسي في أنقرة منذ 2013 وحتى لحظة اغتياله.
يذكر أن هذه ليست حادثة الاغتيال الأولى التي يتعرّض لها سفير روسي، حيث كان السفير الروسي أليكساندر غريبويدوف قد اغتيل في طهران عام 1829.