إرجاء إجلاء المدنيين من حلب وبلدتين سوريتين حتى إشعار آخر.. والمحاصَرون يَحرقون الثياب للحصول على الدفء

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/18 الساعة 14:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/18 الساعة 14:57 بتوقيت غرينتش

أُرجئت حتى إشعار آخر، مساء الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول 2016، عملية الإجلاء التي كان مقرراً أن تشمل دفعة جديدة من المقاتلين والمدنيين المحاصرين في آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب السورية، إضافة إلى أربعة آلاف آخرين من بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب المجاورة، فيما قرر مجلس الأمن التصويت غداً الإثنين على مشروع قرار بشأن مراقبة أممية لإجلاء المدنيين بحلب.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية: "تأجَّلت عملية الإجلاء للحالات الإنسانية من بلدتي الفوعة وكفريا حتى إشعار آخر، حتى يتم الاطمئنان إلى وجود ضمانات دولية".

بدوره، أكد ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي لحركة "نور الدين الزنكي"، أبرز الفصائل المعارضة في حلب، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "عملية الإجلاء من حلب توقفت مؤقتاً"، لكنه أوضح أن اعتداء مسلحين على عشرين حافلة أُرسلت لإتمام عملية الإجلاء "لن يؤثر على استئناف العملية في وقت لاحق".

وفي وقت سابق، الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول، أقدم مسلحون على حرق عشرين حافلة مخصصة لإجلاء سكان من الفوعة وكفريا خلال وجودها في محيط البلدتين. وأشار المرصد السوري إلى مقتل أحد السائقين.

وكان المرصد قال إن الحافلات لن تتحرك من شرقي حلب قبل انطلاق الحافلات من الفوعة وكفريا، ووصولها إلى وجهتها في مدينة حلب.

وفي وقت سابق، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، أن الحافلات دخلت الأحياء الشرقية لحلب بعد الظهر بإشراف الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر "لإخراج من تبقى من الإرهابيين وعائلاتهم إلى ريف حلب الجنوبي الغربي"، حسب وصفها.

وأكد مصدر عسكري في نظام الأسد لوكالة الأنباء الفرنسية دخول حافلات "بشكل متوازٍ" إلى شرقي حلب وإلى كفريا والفوعة، فضلاً عن إشارته إلى أن مئة حافلة ستدخل تباعاً إلى حلب.

وبعد ساعات من الانتظار، أكد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية مساء الأحد أن أكثر من ثلاثين حافلة ممتلئة بالركاب الذين وقف بعضهم وافترش بعضهم الآخر الأرض، كانت مستعدة للانطلاق من حي العامرية في حلب، من دون أن تتحرك من مكانها.

وقال إن الآلاف وبينهم عدد كبير من الأطفال اضطروا إلى البقاء لساعات في العراء في حي العامرية، وسط برد شديد بانتظار قافلة جديدة. ولجأ بعضهم إلى إحراق الثياب والحاجيات التي كانت معهم للشعور بالدفء مع انخفاض الحرارة دون الست درجات مساء.

وبحسب الأمم المتحدة، لا يزال نحو أربعين ألف مدني عالقين في حلب، وما بين 1500 إلى خمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم.

اتفاق على مراحل

ومنذ الخميس، تم إجلاء نحو 8500 شخص، بينهم ثلاثة آلاف مقاتل من مناطق سيطرة الفصائل في حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم 500 حالة بين جريح ومريض على الأقل، بموجب اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا أساساً قبل دخول إيران على خط المفاوضات.

وأكد مصدر قيادي من "جيش الفتح"، وهو ائتلاف فصائل يسيطر على إدلب ويضم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) للصحفيين الأحد، على أطراف بلدة الفوعة، التوصل إلى اتفاق جديد سيطبق على مراحل.

وقال المصدر -الذي رفض كشف اسمه- إن "1250 شخصاً سيخرجون من الفوعة مقابل نصف عدد السكان المحاصرين في حلب في مرحلة أولى، على أن يخرج العدد ذاته من كفريا في المرحلة الثانية مقابل النصف الآخر المتبقي من المحاصرين في حلب.

وفي المرحلة الثالثة يخرج "1500 شخص من الفوعة وكفريا مقابل 1500 آخرين من مدينتي الزبداني ومضايا"، المحاصرتين من قوات النظام وحلفائه في ريف دمشق.

والبلدات الأربع الأخيرة محور اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي بين الحكومة السورية والفصائل، ويتضمَّن وقفاً لإطلاق النار، ووجوب أن تحصل عمليات الإجلاء وإدخال المساعدات بشكل متزامن.

ثلاثة أطباء فقط

وتتفاقم معاناة المحاصرين في شرقي حلب منذ تموز/يوليو الماضي.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن الوضع مأساوي داخل آخر مستشفى ميداني في شرقي حلب، ونقلت عن مراسلها، أنه شاهد الجرحى والمرضى ينامون على فرش على الأرض، ولا يملكون إلا البطانيات للتدفئة بغياب الطعام والمياه. وقال إن معظم الجرحى مصابون في أطرافهم، ولا يقوون على التحرك، كما أن عدداً منهم من دون مرافقين.

وقال المعالج الفيزيائي محمود زعزع، الموجود داخل المستشفى لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الإنترنت: "لم يبق إلا طبيب جراح في المسالك البولية، وطبيب أمراض داخلية وقلب، وطبيب عام، بالإضافة إلى صيدلاني واحد وأربعة ممرضين".

التصويت بمجلس الأمن

ويأتي هذا فيما أفاد دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي سيصوت، غداً الإثنين على مشروع قرار حول نشر مراقبين في حلب، بعدما وافقت فرنسا على أخذ تحفظات روسيا حول قرارها، في الاعتبار.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر، إن "بعض الدول الأعضاء تحتاج إلى العودة لعواصمها لنيل الموافقة النهائية على مشروع القرار".

واعتبر نظيره الروسي فيتالي تشوركين أن مشروع القرار يشكل "نصاً جيداً"، موضحاً أن التصويت سيتم عند الساعة 09,00 بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ) الإثنين.

وكانت روسيا هددت في وقت سابق بعرقلة المشروع الفرنسي وذلك قبل تعديله بعد ثلاث ساعات من المشاورات المغلقة.

وقال دولاتر للصحافيين إن الأعضاء الـ15 توصلوا إلى "أرضية تفاهم" حول مشروع قرار "يستند بالضبط" إلى المشروع الفرنسي.

وأوضح أن المراقبين الدوليين لن يكونوا بحاجة إلى موافقة نظام الأسد للانتشار.

من جانبها قالت السفيرة الأميركية سامنثا باور أن النص "يتضمن كل العناصر الأساسية التي تتيح إشراف الأمم المتحدة"، مضيفة "نتوقع التصويت بالإجماع على هذا النص".

علامات:
تحميل المزيد