مهجَّرو حلب يواجهون مصيراً مجهولاً وسط البرد القارس في مناطق الحرب

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/16 الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/16 الساعة 11:53 بتوقيت غرينتش

لن يكون آلاف المدنيين الخارجين من حلب المحاصرة في منأى عن الخطر ما لم تتمكن مجموعات الإغاثة والمجتمع الدولي من الإسراع إلى تزويدهم بالغذاء والملجأ والدواء في المناطق التي لاذوا إليها.

إن السرعة التي هوت بها سيطرة المعارضة في شرقي حلب لم تتح وقتاً كافياً للتأهب لوصول أعداد كبيرة من المدنيين إلى المناطق التي تؤوي أصلاً أعداداً أخرى من النازحين التي مازالت حتى الآن عرضة للقصف الروسي والحكومي كذلك، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول 2016.

وقال مراقبون ومسؤول معارض إن إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين بدأ يتخذ وتيرة أسرع مع صباح الجمعة هذا، حيث تم إجلاء 8000 شخص منذ الخميس.

لكن لا إشارة حتى الآن على إخلاء قريتين تحاصرهما المعارضة في محافظة إدلب القريبة كان من المفترض أن يكون إخلاؤهما ضمن الاتفاق.

حالة صحية سيئة

ومن المتوقع أن يكون الواصلون الجُدد إلى مناطق المعارضة في حالة صحية سيئة، أنهكتهم أشهر الحصار من دون غذاء سليم أو رعاية صحية كافية، خصوصاً أن وصولهم يتزامن مع اشتداد برودة الطقس.

يقول أدهم سحلول، المسؤول الحقوقي للجمعية الطبية الأميركية السورية التي تعد إحدى المؤسسات غير الحكومية العاملة على الأرض لمساعدة الواصلين الجدد: "لقد حل الشتاء ودرجة الحرارة منخفضة جداً، وهنا عشرات الآلاف من الناس يصلون من مناطق محاصرة، وسيحتاجون إلى الكثير من استمرار الرعاية والاهتمام بسبب القصور في المساعدات الطبية وقت الحرب".

ويتم إجلاء هؤلاء إلى مناطق ما زالت بؤرَ حربٍ حتى وإن لم تكن شدة القصف فيها مثلما كان شرق حلب، فقد قال سحلول إنه في هذا العام تعرضت 4 مستشفيات للقصف والشلل في ريف حلب.

ويضيف سحلول: "إن المشكلة تكمن في أن إدلب وريف غرب حلب مستهدفان بالقصف الجوي والقنابل العنقودية والبراميل، لذا على المجتمع الدولي ألا تغفل عينه لحظة، فعليه ضمان توفير الملجأ والمساعدات والحماية".

وكان أول المبعدين عن المدينة قد غادروها يوم الخميس، وعلى الفور سارع 50 من الأطقم الطبية المُجلاة إلى المشافي، أما البقية فقالت مجموعات إغاثة إنهم بقوا في عدة مخيمات ومنازل عائلية.

وقال مسؤولون أتراك كبار إن مخيماً سعته 80 ألف شخص سيقام داخل سوريا على بعد 3 كيلومترات عن الحدود، ونقلت رويترز أنه تم تعيين موقعين محتملين للمخيم.

رقم مهول

ومازالت أرقام من ينتظرون حافلة تقلهم خارج شرق حلب غير واضحة بعد المراحل الأخيرة القاسية المتخبطة من المعركة للسيطرة على المدينة، لكن مجموعات الإغاثة تجمع على أن الرقم لا بد مهول حتى رغم تشريد الحرب لملايين الناس في هذا البلد.

تقول كريستي ديلافيلد، من كبار موظفي الاتصالات العالمية بمنظمة Mercy Corps الدولية للإغاثة التي تدعم 500 ألف شخص شهرياً شمال سوريا: "بالتأكيد أن الرقم ضخم".

وكان في شرق المدينة حوالي 250 ألف مدني منهم 100 ألف طفل علقوا داخلها حينما بدأ الحصار. كثير منهم فرُّوا إلى غرب المدينة (حيث قوات الحكومة) في الأسبوع الماضي إثر اشتداد وتيرة القصف، لكن مازالت التقديرات تشير إلى عشرات الآلاف ممن ينتظرون الإجلاء.

ويعمل الهلال الأحمر التركي على تجهيز مخيم في إدلب سعته 80 ألف شخص وفق ما أدلى به مسؤول من الجمعية لوكالة رويترز، وهو رقم يفوق موجة الفارين من المنطقة الذي غادروها مطلع هذا العام حينما هرعت وكالات الغوث لتقديم الملاذ وإطعام 70 ألف شخص هربوا من القتال الدائر قرب حلب.

ورغم أن هؤلاء كانوا قد غادروا على مراحل دامت أسابيع فإن ديلافيلد قالت إن تزويدهم بالغذاء والملاذ وقتها كان "يشكل تحدياً كبيراً". أما الآن فتتابع وصول المجلين عن أجزاء المدينة المحاصرة ستكون وتيرته أسرع إن توافرت وسائط النقل الكافية لإخراجهم.

وكذلك قالت الأمم المتحدة إنها تجهّز المؤن للاجئين وإن لديها فريق استشاريين على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم للأطفال الذين عانوا قسوة الحصار الطويل.

وتقول جولييت توما، المتحدثة باسم اليونيسيف: "لقد أمضينا وقتاً في توفير وترتيب المؤن الأساسية ومعدات النظافة والأدوية وكذلك توفير الأطقم التي توفر المساعدة والدعم النفسي. كل هذا يعتمد على وصول الأطفال من حلب، لكننا على أهبة الاستعداد. ما نعرفه هو أن هنالك أطفالاً لأن ثمة 100 منهم عالقون في مبنى، ولهذا السبب من الضروري جداً أن تتم عملية الإجلاء بكرامة وتوفر لهم الحماية".

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

تحميل المزيد