"أنتم غير منسيين.. نحبكم.. ونقضي ليالي طويلة لأجلكم.. صوتكم مسموع".
بهذه الرسائل خاطب وزير الشؤون الخارجية الهولندي، بيرت كوندرز، عائلة سورية مختبئة بأحد ملاجئ حلب، تظن أن العالم قد نسيها، وأنه لا يوجد من يهتم بأمرها.
وتمثل تلك العائلة الافتراضية التي سأل عنها الوزير الهولندي آلاف العائلات، في المدينة التي شهدت في الآونة الأخيرة مجازر مروعة بحق المدنيين.
وقال كوندرز: "أنا على علم أن الكثير منكم يعانون.. وأنكم تعيشون في ظروف صعبة للغاية لا يمكنني حتى تخيلها".
واستدرك: "لكن هناك من يتحدث باسمكم. أنا اليوم هنا في لاهاي مع رجال الخوذات البيضاء والدفاع المدني ومجموعة من الصحفيين، الذين يروُون قصصاً عما يحدث في بلادكم".
وتابع في تسجيل فيديو في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 "قبل كل شيء أعبر عن أسفي لما تعانون، وأعبر عن تضامني الشديد معكم، ولكني أيضاً أود إخباركم أنكم غير منسيين أبداً، فالشعب الهولندي هنا والأوروبي كذلك، يتابعون يومياً ما يجري في سوريا ويحاولون إيجاد طريق للحل".
"أنا أعلم أن الحل كان يجب أن يحدث من قبل، ولكن أقول إن هناك من يعملون يومياً لإيجاد حل سلمي وعادل قابل للتطبيق، لأن كل من ارتكب جريمة بحق الشعب السوري لا بد أن يحاسب أمام العدالة. وحتى تحقيق هذا فنحن نفعل ما بوسعنا". وقال الوزير الهولندي مستطرداً: "ودعوني أقول لكم، حتى لو بدا هذا مستحيلاً اليوم، فإنه سيتحقق يوماً ما".
وأضاف: "نعلم أنكم أناس مثلنا نحبكم ونتضامن معكم. أنا أعمل يومياً مع زملائي حول العالم لإيجاد مصير أفضل من أجلكم. كوزير خارجية أعلم أن كل هذا لا شيء مقارنة بمعاناتكم، ولكننا أيضاً نقضي ليالي طويلة لإيجاد حل سلمي للوضع في سوريا.. وسيحدث".
ورداً على سؤال حول فقدان الكثيرين الأمل في المجتمع الدولي، أجاب "أتفهم غضبهم، لو أني مكانهم كنت سأكون غاضباً من الجميع في الخارج، لعدم قدرتهم على إيقاف الحرب في سوريا. لا أريد أن أقول لكم غدا إنني وجدت الحل، وأنا من بلد صغير مثل هولندا، ولكني أقول لكم إن العالم ليس مجتمعاً دولياً واحداً".
وأوضح: "نحن نعمل اليوم على تحقيق الوحدة والاتفاق بين دول لا تحب بعضها، مثل روسيا المسؤولة عن العديد من التفجيرات في منطقتكم، والعديد من البلدان الأخرى المشاركة في الحرب، التي لا تهتم بأمركم، ولكن تفكر فقط في السلطة. نحن نسعى للتأكد أنهم سيكونون فاعلين في إنهاء هذه الحرب"