بث شاب سوري مقطع فيديو على الشبكات الاجتماعية تحدث فيه عن صعوبة تركه مدينته حلب مُجبَراً بعد 6 سنوات ناضل فيها وزملاؤه من أجل الحرية، لكنهم قوبلوا بالخذلان.
الحلبي صلاح الأشقر، (30 عاماً)، قال عبر الفيديو الذي شاركه وشاهده مئات الآلاف إنه يُهجَّر من بلدته التي وُلد فيها بعد أن طالب بسوريا الحرّة، وأضاف: "اتهجرنا من بلدنا من وطنا من سوريا، راح اطلع من حلب اللي ولدت فيها، اطلع منها مو بإرادتي!".
ويظهر من خلف الأشقر كثير من أهالي المدينة حاملين ما استطاعوا من أمتعتهم في طريقهم لترك مدينتهم الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2016، وأضاف الناشط الإعلامي: "أردنا إسقاط سوريا الأسد، أردنا سوريا الحرة، لكن ما وقف معنا أحد وساعدنا".
وينتظر الأشقر، ومعه قرابة 80 ألف حلبي، الحافلات التي ستنقلهم إلى خارج مدينتهم.
وأقلّت حافلات وعربات إسعافٍ الخميس، مدنيين وجرحى، من حلب إلى المنطقة الآمنة التي تم تخصيصها بريف المدينة الغربي، بعد إجلائهم في إطار اتفاق بين قوات النظام والمعارضة بوساطة تركية ورعاية روسية الثلاثاء، ودخل حيز التنفيذ اليوم.
وفي الوقت الذي يتلقى فيه المصابون الرعاية الطبية الأولية في عربات الإسعاف، يذرف العديد من المدنيين، الذين يمثل النساء والأطفال معظمهم، دموعاً تمتزج فيها فرحة النجاة من موت كان يتربص بهم كل دقيقة، ومرارة مغادرة مدينتهم دون معرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من العودة إليها يوماً ما.
ويفضي الاتفاق الموقَّع بين قوات النظام والمعارضة إلى إجلاء جميع المحاصرين في حلب. ووصلت قافلتان منهم إلى ريف المدينة الغربي، حتى مساء اليوم.
وجاءت هذه الخطوة بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرق حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.
ناشد مسؤول محلي معارض من شرق حلب زعماء الاتحاد الأوروبي الخميس منع إراقة المزيد من الدماء في سوريا لكن الحكومات الأوروبية عجزت عن الذهاب إلى أبعد من الدعوة مجددا إلى التوصل لهدنة كاملة.
وأبلغ بريتا حاجي حسن رئيس المجلس المحلي للمناطق التي كانت خاضعة للمعارضة في شرق حلب زعماء الاتحاد خلال قمة في بروكسل إنه ينبغي على أوروبا التحرك لإنقاذ الأرواح وليس الاكتفاء بإصدار بيانات.
وقال "لا ننتظر بيانات صحفية وإعلانات أو اجتماعات من أجل تنظيم اجتماعات أخرى. نحن نريد تحركات."
وخرج بريتا حسن من شرق حلب منذ بدأ الحصار الذي دعمته روسيا على شرق حلب في وقت سابق من العام.
ومع بدء عملية إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من شرق حلب اليوم الخميس أعدت حكومات الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين بيانا مشتركا يدعو إلى استمرار الهدنة والممرات الإنسانية.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن من المهم أن تطالب القمة "بهدنة وإجلاء كل المدنيين وتفاوض سياسي في النهاية."
وأضاف قائلا للصحفيين "ينبغي أن يكون صوت أوروبا مسموعا."
ورغم مساع للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد بالعقوبات وعزل روسيا دبلوماسيا يرى الاتحاد الأوروبي أن المسؤولين السوريين تجاهلوا عرضه الذي تقدم به في أكتوبر تشرين الأول بتسليم مساعدات إنسانية إلى شرق حلب.
ولم تسفر تهديدات بريطانية وفرنسية بفرض عقوبات أوروبية على مسؤولين روس كبار عن شيء بعدما عرقلتها المجر واليونان وقبرص حليفة الكرملين في التكتل وتعقدت أيضا بسبب روابط إيطاليا الاقتصادية القوية مع روسيا.
وقال حسن "فكرة القانون الدولي قتلت في حلب. قتلت في سوريا… بسبب الصمت اليائس من قبل المجتمع الدولي في وجه هذه الجريمة."