تتوالى المشاهد الدامية على الشاشات، ويتبادل رواد وسائل التواصل الاجتماعي الاستغاثات.. لتصبح حلب هي النداء الذي يطارد ضمير العالم خلال الـ48 ساعة الماضية، الأمر الذي دفع كلاً منا ليسأل نفسه التي تكاد تتهاوى تحت قسوة المأساة: كيف يمكنني أن أساعد حلب؟
وأطلقت منظمات إغاثية دولية حول العالم نداءات عاجلة لوقف إطلاق النار في المدينة السورية الأكثر ازدحاماً بالسكان؛ بغية إجلاء من 50 إلى 100 ألف مدني يعانون ظروفاً قال عنها متحدثٌ باسم برنامج الغذاء العالمي إنها أشبه بـ"تحول بطيء للمدينة إلى جحيم"، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية ، الأربعاء 14 ديسمبر/ كانون الأول 2016.
وبعد سيطرة قوات النظام السوري، المدعومة سورياً وإيرانياً، على الجزء الشرقي من المدينة (فيما عدا بضعة كيلومترات ما زال مقاتلو المعارضة محاصرين فيها)، والذي كان تحت سيطرة المعارضة منذ عام 2012، تحدثت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية عن مجازر وإعدامات ميدانية تقوم بها قوات النظام والميليشيات الشيعية المناصرة لها بحق المدنيين من سكان المدينة.
وتوصلت تركيا وروسيا لاتفاق مساء أمس (الثلاثاء) 13 ديسمبر 2016 لاتفاق لوقف إطلاق النار وفتح ممر آمن لإجلاء الأهالي ومقاتلي المعارضة من المدينة، إلا أن الاتفاق الذي وصف بالهشّ قد انهار اليوم بعد أن تدخلت إيران لعرقلته، وعادت الاشتباكات والقصف مجدداً، الأمر الذي يزيد من معاناة المدنيين، ويجعل الحاجة لتقديم المساعدة واجباً إنسانياً.
وفيما يلي إليك بعض المقترحات:
1- الانضمام إلى أو تنظيم مظاهرة في بلدك
انطلقت العديد من المظاهرات الاحتجاجية أمام السفارات والقنصليات والتمثيليات الروسية والسورية في أنحاء العالم منذ أول من أمس، ولا يزال الأمر مستمراً باستمرار المأساة.
ففي بريطانيا، يتجمع المتظاهرون خارج مقر الحكومة في 10 داوننغ ستريت الساعة 8:30 مساء (بالتوقيت المحلي)، وأمام السفارة السورية في الـ9 مساء، كما من المزمع عقد فعاليات أخرى بكل من ليفربول ومانشستر.
كما تشهد مدينتي أنقرة وإسطنبول التركيتين تظاهرات مماثلة، وكذلك مدينة نيويورك الأمريكية، والعاصمة الأردنية عمان، وغيرها.
وقد دشن نشطاء هاشتاغ "#StandWithAleppo" للإعلان عن مواعيد وأماكن المظاهرات، يمكنك البحث عبره عن المظاهرات والفعاليات القريبة منك، أو الدعوة لفعاليات جديدة، كما يمكنك إطلاق نظير له باللغة العربية.
2. تكوين جماعات ضغط
عليك الاتصال بممثلك البرلماني وأعلمه أنك تريد للحكومة أن تفعل أكثر من مجرد "التنديد بالعنف". التمس منهم إلقاء مواد إغاثية جواً على حلب وغيرها من المناطق التي تعاني الجوع هناك، كذلك اطلب اتخاذ عقوبات اقتصادية أو دبلوماسية على الحكومتين الروسية والسورية.
كما يمكنك تكرار نفس الشيء ومراسلة المنظمات والهيئات الدولية كالاتحاد الأوروبي الذي شطب موضوع العقوبات على روسيا، بسبب ما تفعله في حلب، من أجندة أعماله لقمة بروكسل يومي الخميس والجمعة المقبلين.
الأمر نفسه يمكن ممارسته مع رموز المجتمع في المجالات المختلفة ليوضحوا موقفهم من الوضع في حلب ويطالبوا الحكومات بتقديم الدعم للمدنيين المحاصرين.
3. تبرَّعْ لأعمال الإغاثة
رغم أن الحكومة السورية منعت الغوث الأممي من دخول حلب منذ بدء حصارها في يوليو/تموز 2016، فإنه يمكن العثور على مؤسسات غير ربحية محلية ودولية أهل للثقة تعمل في الميدان داخل سوريا، عبر هذا الرابط.
وإذا وجدت صعوبة في التواصل مع أي من هذه المؤسسات، فيمكنك المساعدة في البحث وتوثيق المؤسسات الموجودة في بلدك وتوسعة قاعدة البيانات المتاحة للآخرين حول كيفية الوصول إليها.
كما يمكنك إعادة نشر الرابط السابق لتساعد الآخرين على الوصول لمؤسسات موثوقة.
4. إن كانت لديك مهارات معينة فتبرَّع بوقتك وجهدك
لقد أسهم العديد من الأطباء ومن تلقوا أسس التمريض في إنقاذ حياة الكثيرين بمدهم يد العون للأطباء والممرضين الذين بقوا في حلب، وذلك بتقديمهم النصح عبر سكايب. إذا رغبت في المساعدة فتواصل مع مؤسسة SAMS الأميركية التي هي مؤسسة خيرية طبية تعمل في كل أنحاء سوريا.
وإن كنت ممن يتحدثون العربية وتستطيع الترجمة للمنظمات الخيرية العاملة في سوريا، أو التي يمكنها توصيل مساعدات، فاتصل بأقرب فرع وأخبرهم باستعدادك للتطوع في الترجمة.
كما يمكنك كذلك المساعدة في ترجمة أخبار المدينة المنكوبة ونشرها على أوسع نطاق لحث الجميع على المشاركة في إغاثتها.
5. قدِّم الدعم لمساعي إيواء اللاجئين العالمية
إذا كنت في إحدى الدول التي تؤوي اللاجئين السوريين، فاعمل على مساعدتهم وتوفير احتياجاتهم، والضغط على الحكومة في بلدك لتحسين ظروف اللجوء وتيسير إدماجهم في المجتمع.
وقد دعت صحيفة الإندبندنت البريطانية المقيمين بالمملكة المتحدة إلى ذلك، موضحة أن "عملية إيواء اللاجئين تتم على أساس تطوعي في كل منطقة إدارية، يمكنك التحدث إلى الإدارة المحلية وممثليها في ناحيتك إن كنت ترغبفي بإيواء طفل لاجئ وحيد ليس معه ذووه، وأخبرهم بأن عائلات اللاجئين مرحب بهم في منطقتك".
وأضافت: "أعلم مجلس بلديتك ومندوبك الممثل في البرلمان بأنك تريد للمملكة المتحدة أن توافق على إيواء المزيد من اللاجئين، فلبنان والأردن، جارتا سوريا، تؤويان حالياً 3 ملايين سوريّاً، فيما لم تقبل المملكة المتحدة سوى بإيواء 20 ألفاً بحلول عام 2020، وما زالت الجهود للوصول إلى ذلك الرقم بعيدة عن هدفها".
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.