كشفت المحققون في حادث تحطم الطائرة السعودية الخاصة التي تحطمت في مطار بلاكبوش ببريطانيا، وأودت بحياة ثلاثة أفراد من عائلة أسامة بن لادن بعد أن هبطت بعيدا عن مدرج الهبوط، كشفت أن الطائرة كانت تسير بسرعة هائلة حال ملامستها للمدرج.
وكانت الطائرة السعودية طراز Phenom 300 قد تحطمت بعد اصطدامها بالأرض في نهاية مدرج الهبوط في مطار بلاكبوش في 31 يوليو/تموز من العام الماضي، قبل أن تحلق بالهواء واصطدمت بالعديد من السيارات الواقفة.
وذكر فرع التحقيقات المتعلقة بحوادث الطيران أن الركاب قد نجوا من تأثير التصادم ولكنهم لقوا حتفهم جراء اندلاع الحريق، الذي بدأ بعد انفصال الجناح عن جسم الطائرة، وفق تقرير لصحيفة دايلي ميل البريطانية.
وقد وجدت التحقيقات أن الطائرة كانت تسير بسرعة تتجاوز السرعة الموصى بها بنحو 40 كيلومتراً حينما لامست الأرض.
ووجد التقرير أن قدرة الطيار على التكيف وتلقي تعليمات جديدة كانت قاصرة أثناء الهبوط جراء "تزايد أعباء العمل للغاية".
وكان الركاب الثلاثة من أفراد أسرة بن لادن زوجة والده رجاء بشير هاشم، البالغة من العمر 75 عاماً، وابنتها سناء بن لادن البالغة من العمر 53 عاماً، وأحد الأقارب الآخرين واسمه زهير أنور هاشم ويبلغ من العمر 56 عاما.
وكان الطيار الأردني مازن سالم القاسم يبلغ من العمر 58 عاماً.
ووصف تقرير فرع التحقيقات المتعلقة بحوادث الطيران كيف هبطت الطائرة بزاوية انحدار "تتجاوز الوضع الطبيعي"، بينما تقترب من المطار، بعد مناورة خارج مسار الهبوط.
وحاول القاسم استخدام كابحات السرعة التي يمكن أن تساعد الطائرة على التوقف، ولكنها ظلت دون حركة، بينما تم فتح الجنيحات الإضافية.
وحينما وصلت الطائرة أعلى بداية مدرج الهبوط، كانت تسير بسرعة 151 عقدة، أي ما يزيد عن السرعة المستهدفة البالغة 108 عقد بنسبة 40%.
وذكر فرع التحقيقات المتعلقة بحوادث الطيران "ساهمت السرعة المفرطة في ملامسة الأرض بعد 710 أمتار من عتبة الهبوط، ولم يتبق سوى 438 متراً من السطح الممهد لمدرج الهبوط. ولم يكن ممكنا أن تتوقف الطائرة على امتداد المسافة الممهدة المتبقية بعد ملامسة الأرض".
وذكر فرع التحقيقات المتعلقة بحوادث الطيران، أن الطيار ربما كان على دراية بسرعته الكبيرة، ولكنه كان يعتقد أن يستطيع الهبوط الآمن، أو ربما أنه لم يقدر مدى السرعة التي كان يحلق بها، ربما لأنه كان يركز على عملية الهبوط".
ووجد المحققون أن القدرة العقلية للطيار ربما أصبحت مهتزة بعد التعرض لـ66 تحذيراً صوتياً وتعليمات ورسائل خلال ثلاث دقائق و32 ثانية قبل الوصول إلى بداية مدرج الهبوط.
وذكر التقرير أنه "من الممكن في مثل هذه الظروف أن يركز الطيار على استراتيجية الهبوط الأولية ويفتقر إلى القدرة العقلية لإدراك أن التوجه قد أصبح غير مستقر وينبغي التوقف بالطائرة".
وقد دمرت الطائرة صفاً كاملاً من السيارات بعد أن تجاوزت مدرج الهبوط وتحطمت.
وأشار فرع التحقيقات المتعلقة بحوادث الطيران، أنه لم يتم اكتشاف أي عيوب فنية بالطائرة، ولم تتواجد أي مواد بجسد الطيار يمكن لها أن تحد من قدراته وأدائه وكان الطقس جيدا.
ويُعتقد أنه لدى بن لادن، الذي أعلن مسؤوليته عن اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بالولايات المتحدة، أكثر من 50 أخاً وأختاً والعديد من زوجات الأب.
وقد شيد والده البليونير محمد شركة كبرى للبناء، وحصل على العديد من عقود التشييد الكبيرة بالمملكة السنية. وتوفي في حادث طائرة بالمملكة العربية السعودية عام 1967.
وقد تبرأت عائلة بن لادن من أسامة عام 1994 حينما جردته المملكة من الجنسية جراء أنشطته المتطرفة.
ولقي زعيم تنظيم القاعدة مصرعه على يد القوات الخاصة الأميركية في باكستان عام 2011.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.