في الوقت الذي تسابقت فيه وسائل الإعلام العالمية لإجراء حوارات مع الطفلة الحلبية بانا العابد، التي نالت شهرة بسبب تغريداتها عن حياتها اليومية، لم تلق هذه الفتاة أي دعوة من أي جهة لإنقاذها من هذه الحرب، بعد اختفائها وإغلاق حسابها على تويتر.
ولم يبقَ لدى بانا، بعد أن دمَّر الطيران الروسي منزلها إلا أن تُغلق حسابها وتهرب من حي لآخر من أحياء حلب، التي تقع تحت سيطرة المعارضة، بحثاً عن ملجأ آمن.
"نحن أكيدون أنّ الجيش سيلقي القبض علينا، الآن سنرى بعضنا في يوم آخر أيها العالم وداعاً"، بهذه التغريدة ودَّعت الفتاة الحلبية بانا العابد متابعيها على تويتر، وأغلقت حسابها يوم الأحد 4 ديسمبر/كانون الأول.
Bana Alabed, the 7 year old tweeting from Aleppo, has disappeared from Twitter. This was her last tweet: #WhereIsBana pic.twitter.com/sVoyC6hiLQ
— Sarah Berry (@SarahJ_Berry) December 5, 2016
وقد شغل إغلاقها لحسابها وسائل الإعلام العالمية، وخاصة أن هناك أكثر من 100 ألف متابع لها.
الأمر الذي دفع ناشطين غربيين على موقع تويتر لتأسيس حملة تحت وسم #whereisbana "أين بانا" للبحث عنها، وما لبث أن انتشر وسم آخر #PrayForBana "صلوا لبانا" مترافقاً مع نشر صورها ومقاطع الفيديو التي ظهرت فيها.
بانا التي نقلت أخبار الحرب على حلب ومعاناة سكانها دفعت شخصيات عالمية للاهتمام بما يجري في المدينة، التي تعيش فيها بانا، كالكاتبة البريطانية جي كي رولينغ، مؤلفة سلسلة "هاري بوتر" الشهيرة، التي أرسلت لبانا مؤخراً مجموعات من قصصها كهدية.
تغريدات أخيرة
وقد كانت بانا وبمساعدة والدتها قد وجَّهت من خلال حسابها مئات التغريدات وعشرات الفيديوهات والرسائل باللغة الإنكليزية عن حياتها في حلب.
ونشرت عدداً من التغريدات المقلقة سابقاً، ففي 27 نوفمبر/تشرين الثاني قالت: "الليلة ليس لدينا منزل، تعرَّض للقصف، وسقطت تحت الأنقاض، رأيت القتلى وكدت أموت".
شهرة بانا الكبيرة يبدو أنها قد وضعتها في خطر، خوفاً من أن تضطر العائلة للنزوح لمناطق في حلب تقع تحت سيطرة النظام السوري، على الرغم أن ما غردت به لا يتجاوز عبارات تشرح معاناتها اليومية تحت الحصار.
الناشطة السورية زين الشام، والمقيمة في مدينة حلب أكدت في اتصال مع "عربي بوست"، أن الفتاة بخير وما زالت في حلب حتى الآن.
وتابعت زين: بعد تعرُّض الحي الذي تعيش فيه بانا لقصف عنيف سبق اقتحامه، نزحت العائلة نحو الجهة الغربية من الأحياء الشرقية، في محاولة للابتعاد عن خطوط التَّماس.
وقد جاء إغلاق الحساب على موقع تويتر، فقد كان بناءً على رغبة والدة بانا، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور المأساوية التي تشهدها مدينة حلب.
فيما تحدَّث الناشط عمر عرب لـ"عربي بوست"، بأن منزل بانا الواقع في حي ضهرة عواد تعرَّض يوم الأحد لقصف شديد من قوات النظام السوري، التي استطاعت السيطرة على المنطقة، لكن العائلة بخير، وتمكنت من الهرب إلى منطقة سيف الدولة.
وأضاف عرب أن قرار الابتعاد عن العمل العام مؤقتاً كان قرار العائلة، بانتظار توقف العمليات العسكرية.
"تحت قصف كثيف الآن، وبين الموت والحياة، يرجى المحافظة على الدعاء لنا"، بهذه الكلمات توجهت أشهر طفلة للعالم، التي تعيش في أخطر مدينة فيه، علَّ أحداً يخرجها مما تعانيه وتواجهه من موت يحيط بها في حرب تكاد تدخل عامها السادس.