أظهر استطلاع واسع أجرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر تزايد قبول ممارسة التعذيب خلال الحروب بشكل كبير في العقود الأخيرة، حيث إن نسبة من يرفضون التعذيب بشكل قاطع كانت أقل من النصف.
وكشف الاستطلاع الذي أعلن عن نتائجه أمس الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2016، وشمل أكثر من 17 ألف شخص في 16 بلداً، أن 48% من المستطلعين اعتبروا أنه من الخطأ تعذيب مقاتلي الأعداء للحصول على معلومات عسكرية مهمة، بينما قال 36% إن ممارسة ذلك مسموح بها فيما لم يبد 16% أي رأي.
وتشير هذه النتائج إلى ارتفاع نسبة القبول بتعذيب مقاتلي الأعداء في السنوات الأخيرة، حيث أظهر استطلاع مماثل جرى العام 1999، أن 66% من المستطلعين اعتبروا أنه من الخطأ الفادح استخدام التعذيب في مثل هذه الحالات، بينما قال 28% إن ممارسة التعذيب مقبولة، فيما قال 6% إنهم غير متأكدين.
ويعد هذا هو الاستطلاع الأكبر الذي يجريه الصليب الأحمر، وقد جرى في الفترة ما بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر العام 2016 في عشر دول تعاني من النزاعات بينها العراق ونيجيريا وجنوب السودان وإسرائيل، بالإضافة إلى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا، وكذلك سويسرا.
وأشار التقرير إلى أن سكان الدول الخمس أكثر قبولاً بكثير لفكرة سقوط ضحايا مدنيين وحدوث معاناة كجزء من الحرب، مقارنة مع الذين يعيشون في الدول التي تعاني من النزاعات.
وقال بيتر مورير رئيس الصليب الأحمر "كلما زادت مشاهدة الناس للحروب في الأفلام وعلى الشاشات أصبحوا أقل اهتماماً بالأحكام الأساسية لقانون حقوق الإنسان مثل التعذيب ومهاجمة المدنيين".
فعلى سبيل المثال قال 78% من الأشخاص الذين يعيشون في دول متأثرة بالنزاعات إنه من الخطأ مهاجمة مقاتلي الأعداء في المناطق المأهولة بشكل يعرض المدنيين للخطر، مقارنة مع 50% فقط من سكان الدول الخمس الدائمة العضوية.
وقال 70% من المستطلعين في نيجيريا، التي تعاني من النزاع، إن تعذيب مقاتلي الأعداء مقبول من أجل الحصول على معلومات عسكرية مهمة، تلاها المستطلعون في إسرائيل بنسبة 50%، فالولايات المتحدة بنسبة 46%.