بات موسم الأمطار في السعودية هاجساً مرعباً لدى الكثيرين، وذلك بعد حوادث الغرق التي راح ضحيتها الكثير من المواطنين بسبب سوء تصريف مياه الأمطار وسوء مشاريع البنية التحتية في كثير من المدن السعودية، وبالأخص في العاصمة الرياض ومحافظة جدة غرب السعودية.
المهندس السابق في وزارة الشؤون البلدية والقروية داود الفرهود قال في تصريحات لـ "عربي بوست" إن "المشكلة تكمن في الحلول الوقتية".
مضيفاً أن "معالجتنا لمثل هذه الأزمات هي معالجة وقتية تأتي نتيجة ردود أفعال سرعان ما تنتهي دون وضع حلول جذرية".
وبحسب الفرهود إن زيادة كميات هطول الأمطار جاءت دون وجود استعداد لمثل هذه الظاهرة من حيث الدراسات المتخصصة التي تحدد مسارات تصريف سيول المدن.
كوارث المطر بدأت مع السعوديين بعد العام 2009 في جدة التي راح ضحيتها أكثر من 100 مواطن ومقيم.
إضافة إلى عدة حوادث غرق أخرى في المنطقة الغربية وفي العاصمة الرياض، كان آخرها في الموسم الماضي في الضاحية الغربية من العاصمة حيث بدأت أرتال السيارات تصطف فوق بعضها البعض بسبب السيول التي غمرت الطريق الغربي والذي لم يمض على افتتاحه سوى 6 سنوات وبمبلغ قدر بـ 894 مليون ريال.
أمانة منطقة الرياض التابعة للشؤون البلدية والقروية وعدت عبر ناطقها الرسمي "إبراهيم الدعيلج" عربي بوست بالرد على التساؤلات التي حيرت السكان حول مدى جاهزية العاصمة وبقية المناطق لموسم أمطار هذا العام 2016 إلا أن الوعد لم ينفذ حتى كتابة هذا التقرير.
وفي أول حادثة هذا العام من جراء الأمطار والسيول، كانت في منطقة تبوك حيث تعرضت سيارة من نوع جيب إلى حادثة كادت تودي بحياة مجموعة من الشباب كانوا يستقلونها.
الأربعاء الأسود
حادثة الأربعاء الأسود 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009 كما تعرف في السعودية والتي راح ضحيتها أكثر من 100 غريق، فيما أصيب المئات في حادثة تعتبر الأشهر في السعودية وتحديداً في محافظة جدة وتعد من أسوأ الحوادث التي سببتها السيول جراء "عدم تصريف مياه الأمطار" المتراكمة بين المباني والأحياء السكنية بشكل صحيح.
هذه الحادثة أدين فيها رجال أعمال وكتّاب عدل في وزارة العدل السعودية ولا تزال بعض قضاياهم منظورة في القضاء السعودي كما صدرت أحكاما قضائية على البعض منهم منها بالسجن والغرامة المالية.
خسائر بالمليارات
قدر اقتصاديون في المملكة عقب حادثة الأربعاء الأسود الخسائر المادية بأكثر من 4,5 مليارات دولار منها الطرق والسيارات والمنازل وغيرها من الممتلكات التي اجتاحتها السيول في محافظة جدة.
الدكتور سعود الشريم خطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة انتقد في تغريدة له "فساد المسئول" الذي عادة ما يكشفه المطر، موضحاً بأن المطر لا يقبل الرشاوي ولا يميل للمحاباة بل يعري المسؤول الذي أفسد في عمله.
هو مخلوق أوضح من المجهر،يكشف الخلل،فلا يحابي ولا يرتشي،إنه(السَّيل)!!.
كأنهُ حَـكَمٌ يقـضي على عجَــــــلٍ
وهْو الصدوقُ وعدْلٌ حين يُحتَكمُ— سعود الشريم (@saudalshureem) November 25, 2015
وتتعرض العديد من مناطق المملكة خلال فصل الشتاء من كل عام، لخطر السيول التي تجتاحها عند هطول الأمطار الغزيرة، الأمر الذي يشكل خطراً على حياة المواطنين.
ولا يخلو عام من حوادث الوفاة أو الإصابة، نتيجة تشكل السيول.
وتوجد مدن سعودية محددة تواجه خطر السيول دون غيرها، وتواجه هذه المدن سنوياً مشكلة السيول؛ نتيجة وقوعها على ضفاف مجاري الأودية، حيث فضل الناس بناء مدنهم: بسبب توفر المياه الجوفية والتربة الخصبة.
ومن أهم تلك المدن التي تعاني من خطر السيول:
– الرياض: تعاني بعض أحيائها من خطر السيول، خاصة المناطق الشمالية والشرقية.
– جدة: شهدت مدينة جدة خلال الأعوام الماضية العديد من السيول الخطيرة في فصل الشتاء، وكان أشدها سيول ذي الحجة عام 1430هـ، وصفر عام 1432هـ.
– مكة المكرمة: تقع على مجرى وادي إبراهيم الخليل عليه السلام وسط منطقة جبلية على الأطراف الغربية لجبال الحجاز ويحيطها عدد من الأودية، أهمها: وادي عرنة ووادي فاطمة (مر الظهران) ووادي نعمان من الجنوب.
– المدينة المنورة: يحيطها عدد من الأودية، أهمها وادي العقيق ووادي الخنق، وادي العاقول، وادي النقمي بداية.
– السيح (الخرج): تقع على مجموعة الأودية هي: حنيفة ونساح والعين والرغيب والحنية.
– جازان: أقيم على مجرى وادي جازان سد بالقرب من بلدة روان العبيد، ويعتبر أحد أكبر السدود في المملكة.
– الليث: من أكثر المدن التي تعاني من خطر السيول لوقوعها على مصب وادي الليث في البحر الأحمر؛ أحد أكبر أودية تهامة.
– حفر الباطن: نشأت على ضفاف وادي الباطن.
– بيش: تقع على ضفة وادي بيش الذي أقيم على مجراه في تهامة سد خرساني لحمايتها من أخطار السيول.
– تبوك: يحيطها عدد من الأودية: الأخضر والأثيلي وأبونشيفة والبقار والغويل وضم.
– نجران: تقع على مجرى وادي نجران.
– بيشة: تقع على مجرى وادي بيشة.