إلى صاحبة الروح المُضيئة.. شكراً

حسمت البطلة أمرها وانطلقت مجدداً حتى وجدت نفسها في مهنة التوظيف والعمل على مساعدة الناس في الحصول على ما يناسبهم من عمل وجعل حياتهم أفضل.

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/26 الساعة 01:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/26 الساعة 01:18 بتوقيت غرينتش

حينما تكون لديك مشكلة حقيقية، ولكنك لا ترى أنها مشكلة على الإطلاق، هكذا شعرت وأنا أتعامل مع الأستاذة إيمان غازي.

تعرفت على الأستاذة إيمان من خلال أحد الأصدقاء، خلال رحلة البحث عن عمل؛ إذ إنها تعمل الآن في كبرى شركات التوظيف في مصر، وتعد من أنجح موظفي الشركة.

في المكالمة الهاتفية الأولى بيننا، أثنت على سيرتي الذاتية بشكل رائع، أسعدني كثيراً الكلام معها؛ لما نقلته لي من طاقة إيجابية جميلة كنت في حاجة إليها، وقالت لي في هدوء باعث على الأمان: لا تقلق لديك سيرة ذاتية رائعة كيف لك أن تقلق؟!.. لم أكن أعرف مَن هي وذلك الوقت، لكنني سعدت كثيراً بتلك الكلمات البسيطة.

مرّت الأيام وقد ساعدتني في الحصول على وظيفة مرموقة في إحدى الشركات، ثم مرت أيام أخرى، وتحدثنا ذات يوم عن شيء سوف تقدمه في مؤتمر عن التحدي والتغلب على الصعاب.

لم أفهم الأمر حينها ماذا تقصد أو ماذا ستفعل؟ لكنني وجدت أنها بحاجة للمساعدة، فوجدتني أعرض عليها تلقائياً القيام بأي شيء يمكن أن يسهل عليها المهمة.

اتفقنا على ميعاد للمقابلة في أحد المطاعم، وصلت في الموعد، وجلسنا وتحدثنا في الأمر، ثم وجدت أن الأستاذة إيمان لديها مشكلة بسيطة في الحركة، إنه عيب خلقي بسيط أثر على طريقة الحركة البدنية، لكنه لم يؤثر يوماً على حركة عقلها وقلبها المشع نوراً.

على العكس تماماً، تتمتع الأستاذة إيمان بطاقة إيجابية لم أرى لها مثيلاً في حياتي التي قابلت فيها الكثير.

ما الأمر إذن؟! إيمان غازي هي قصة حياة رائعة، واقعية جداً وملهمة بلا حدود.

وُلدت في أسرة جميلة أحبتها وعاشت طفولة رائعة ممتعة لم تشعر خلالها يوماً بأي إعاقة حركية، لا تعد تلك الكلمات مجرد حديث للتحفيز أو التشجيع، إنما هو واقع رأيته بعيني.

دخلت إيمان الطفلة الصغيرة مدرسة راهبات الأرمن الكاثوليك، وعاشت فيها طفولة مبهجة، ثم تخرجت في القسم الأدبي في الثانوية العامة وقد حصلت على مجموع 95%.

انتهت بذلك المرحلة الأولى من رحلة الحياة بنجاح باهر، ثم التحقت بكلية الألسن جامعة عين شمس، وبدأت الحياة العملية مع الدراسة، ففي أول إجازة صيفية لها، عملت كمترجمة متطوعة في البطولة الإفريقية لكرة اليد التي أقيمت آنذاك بالقاهرة، وفي الإجازة التالية، ساهمت في تنظيم بطولة الجامعات العربية، ثم حصلت على تدريب بإحدى شركات الاتصالات الكبرى في مصر.

وكعادتها، تخرجت صاحبة الهمة العالية والابتسامة المشرقة كما تعودت منذ طفولتها بنجاح باهر، ثم بدأت الاستعداد لسوق العمل من خلال التدريب في إحدى أكبر شركات المياه الغازية في مصر.

من هنا بدأت رحلتها في البحث عن عمل، وقد حصلت خلالها على فرص تدريب في مختلف الشركات حتى تستطيع الحصول على الخبرة المناسبة؛ لتعد نفسها للعمل الجاد بكل قوة.

للأسف، تعرضت إيمان للكثير من المضايقات في تلك الرحلة من بعض المديرين أو زملاء العمل، فمن الناس من يلقي بكلمات كالحجر لا يدري كيف يكون وقعها على البشر، ولكن إيمان صاحبة الإيمان العميق لم تكن تترك لتلك الكلمات مجالاً للتأثير عليها.

سمعت تلك المواقف منها وقد عجز لساني عن الحديث من فرط ما شعرت به من فخر من مجرد الجلوس معها والاستماع إليها.

بدأت إيمان في رحلة البحث عن عمل آخر، ولم تحزن يوماً على ما فات، ولم تضيّع الليالي في البكاء على ما قد سلف.

حسمت البطلة أمرها وانطلقت مجدداً حتى وجدت نفسها في مهنة التوظيف والعمل على مساعدة الناس في الحصول على ما يناسبهم من عمل وجعل حياتهم أفضل.

قديماً قالوا إن لكل امرئ نصيباً من اسمه، وهي حقيقة وجدتها في شخص السيدة الفاضلة "إيمان غازي"، فهي إيمان يمشي على الأرض، وتحيا بالإيمان بغد أفضل في كل شيء.

أما على المستوى الاجتماعي، فتتمتع بطلتنا بمجموعة رائعة من الأصدقاء؛ حيث تجمعها معهم كل تجارب الحياة، حقاً حينما يكون لديك مشكلة، ولكنك لا ترى على الإطلاق أنها مشكلة، تلك هي حياة الأستاذة إيمان.

لطالما وجدت في الحديث معها طاقة إيجابية عظيمة وجبارة، وأتساءل: من أين تلك الطاقة الإيجابية الهائلة في حين أن كل ما حولنا يدفعنا دفعاً نحو اليأس والسلبية؟

أما عن الأهل، فلن أتحدث عن رأي إيمان في أهلها، لكنني سمحت لنفسي أن أتحدث هنا عنهم، فلم أصادف من قبل كل ذلك الكم الهائل من الحب والتضحية من تلك العائلة نحو ابنتها، فهي أسرة تشعر بالفخر والامتنان لوجودها في الحياة.

في النهاية لا أود سوى أن أشكر الأستاذة إيمان التي سمحت لي أن أتحدث عن تجربة حياتها الرائعة، وأن أشكر كل تلك الظروف التي دفعتني للقائها.

شكراً لكِ سيدتي على الإيجابية والأمل في الحياة.. شكراً.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد